“العرب” اللندنية
يسعى كتاب “السرد الماكر” إلى مناقشة تجربة الروائي العراقي عواد علي، عبر تجاوز موضوعات أعماله المستمدة من عمق الواقع الحيويّ الضاجّ بالأحداث، نحو الانفتاح على الصيغ الفنية التي تنهل ممّا يُصطلح عليه “حِيَل السرد”. الأمر الذي يُمكّن من مغادرة الواقع سرديا، والدخول في عالم تخييليّ لا يخصّ سوى فضاء الرواية وما تنطوي عليه من طبقات وزوايا وظلال ومقولات. يضمّ الكتاب الذي أعدَّه وشارك فيه الناقد طلال زينل سعيد، خمسة فصول، اختص كلٌّ منها بإحدى روايات عواد علي، وقدَّمَ مجموعة من الدراسات حولها.
تناول الفصل الأول في الكتاب الصادر عن “الآن ناشرون وموزعون” بالأردن، رواية “حليب المارينز”، إذ جرى تحليلها وفقاً لرؤى أربعة نقاد هم مصطفى مزاحم، وإبراهيم محمود، وهدية حسين، ومحمد معتصم، وتناول الفصل الثاني رواية “نخلة الواشنطونيا” عبر أربع دراسات قدمها كل من النقاد رسول محمد رسول، وإبراهيم مصطفى الحمد، وإياد نصار، ويوسف ضمرة. أما الفصل الثالث من الكتاب، فقدم مقاربة لرواية “حماقة ماركيز”، عبر أربع دراسات تحمل أسماء كل من نادية هناوي، وسهام السامرائي، وهيثم حسين، وفيصل عبدالحسن، بينما تخصص الفصل الرابع برواية “أبناء الماء” عبر مجموعة من الأبحاث التي قدمها رسول محمد رسول، وإبراهيم خليل، وعلي حسن الفواز، ومروان ياسين الدليمي، وفيصل عبدالحسن، وندى اللهيبي. واختُتم الكتاب الذي جاء في مئتين وثلاث عشرة صفحة من القطع المتوسط، بالفصل الخامس الذي قاربت أبحاثه رواية “جسر التفاحة”، وضم أبحاثاً للنقاد محمد صابر عبيد، وفيصل عبدالحسن، ومروان ياسين الدليمي، وطلال زينل سعيد.
ويوضح مُعدّ الكتاب أن غاية هذا العمل إعطاء صورة نقدية ناضجة عن حساسية التشكيل السردي في روايات عواد علي، وإلقاء ضوء كافٍ على طبيعة الفن والموضوع واللغة والصنعة الروائية فيها، ووضع لبنة صحيحة في بنيان النقدية العربية في الإجراءات والرؤى والفهم والتحليل.