“نهارات بلا تجاعيد” لعبدالرزاق الربيعي.. وجدانيات مليئة بالتفاصيل

“نهارات بلا تجاعيد” لعبدالرزاق الربيعي.. وجدانيات مليئة بالتفاصيل


class="inline-block portfolio-desc">portfolio

text

    “الوطن” السعودية

    في إصداره الأخير “نهارات بلا تجاعيد” يفصح عبدالرزاق الربيعي عن عدد كبير من المشاعر التي تتمحور حول الشوق، والشعور بالعزلة التي فرضتها معطيات الزمان والمكان.
    وقد صدر الديوان عن الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء بالتعاون مع “الآن ناشرون وموزعون” في الأردن، وجاء ضمن مشروع كبير ضم ستة وعشرين عملاً مثلت أجيالا متنوعة من كتاب وباحثين من أعضاء الجمعية، وعبّرت عن عدد من المدارس والأساليب الفنية التي غطت مساحة كبيرة من المشهد الثقافي والإبداعي العُماني، وشملت دواوين شعر، ومجموعات قصصية، وروايات، ودراسات، وبحوثا علمية، ومجالات أخرى من مجالات البحث والإبداع.
    الديوان الذي جاء في مئة وثلاث وسبعين صفحة من القطع المتوسط، ضم ثلاثا وخمسين قطعة تراوحت بين قصيدة ومقطوعة وشذرة، وغلب عليها شعر التفعيلة، في لغة واضحة ومكثفة جسدت الوجدانيات التي امتلأ بها الديوان، وغطت مساحة كبيرة من عمر وتجربة الشاعر.
    يقول الربيع معبرا عن وحشته:
    “دعوت إلهي مبتهلا
    وتشفعت بفيض أساي
    وإذ أتممت صلاتي
    سلمت على ميمنتي
    وجحافل ميسرتي
    فخرجت
    وسار الجمع الذاهل خلف
    ضياء هداي
    وتفرق كلي
    في طرقات الوحشة
    ساعتها..
    لم أسمع
    غير نحيب خطاي”
    ويشتاق كذلك للعراق حتى آخر قطرة من دمه:
    “دم تفيض
    من سفوحه القصائد العصماء
    والألوان والغناء والأشواق
    تعرفه الخطوب والحروب
    والكروب والأعداء والرفاق
    وحينما الجميع
    من سكرته استفاق
    تساءلوا عن سره
    وعطره وشكله
    وحللوه قطرة قطرة
    حتى إذا ما علموا
    لأي صنف ينتمي
    هذا الدم الجهنمي
    اهتزت الآفاق
    حين أعلنوا:
    هذا الدم المضيء
    من فصيلة العراق”.
    وعبدالرزاق الربيعي شاعر وكاتب مسرحي، صدر له قبل ذلك مجموعة كبيرة من الأعمال الشعرية والمسرحية والدراسات، منها: الحاقاً بالموت السابق (1987)، جنائز معلقة (2000)، غداً تخرج الحرب للنزهة (2204)، خذ الحكمة من سيدوري (2006)، ما وراء النص (2009)، أبنية من فيروز الكلمات.. طواف على أجنحة سعيد الصقلاوي (2010)، راهب القصيدة عبدالعزيز المقالح (2011)، خطى وأمكنة.. من أدب الرحلات (2013)، حلاق الأشجار.. مسرحيات للأطفال (2018).
    ونالت نصوصه: “رأيت”، و”خريف الجسور”، و”كأسك يا سقراط”، و”زمن للموت”، جوائز أدبية في مهرجانات وفعاليات أدبية عدة، كما صدرت مجموعة من الدراسات التي تناولت تجربته الإبداعية.