«نينا تغني بياف» لبولص آدم

«نينا تغني بياف» لبولص آدم


class="inline-block portfolio-desc">portfolio

text

    وبين هذين القطبين يصنع بولص آدم لغته ويجتهد بصياغة عالم يعترف بالتعدد والتنوع، ويحترم الأصول والماضي بقدر احترامه للتحديث والمستقبل. ولا تنسى الرواية إعادة الاعتبار للشخصية الآشورية وما تعرضت له من مذابح وقتل وتشريد، مع لفت الانتباه لمشكلة الآشوريين الدائمة وهي قضية “الشعب” المحروم من حقه بدولة حديثة ومستقلة.
    ويذكرنا أسلوبها برواية “وداعا يا ماردين” للسورية المغتربة في باريس هنرييت عبودي. تضم الرواية اثني عشر فصلا تتابع كلها حياة نينا بيسكوفا الآشورية التي تتزوج في موسكو من شاب أرميني، ثم تنتقل لتعيش معه في يريفان. وتسعى بكل جهدها أن تكون مغنية من مدرسة إديث بياف الفرنسية، الملقبة بعصفورة باريس. تمتد الأحداث من مجازر الإبادة عام 1915 ونجاة جدة نينا منها، وحتى صيف عام 2022 في موسكو. وهو عام الجائحة ومحاصرة الإنسان العادي في بيته.
    وتعرج الرواية على خيبات الأمل التي مني بها الآشوريون من قبل حلفائهم، الروس والأكراد وذلك ببنية مركبة تستعمل الأساليب السائلة كالسرد والوصف والمراسلات. ولذلك يتخلل الحدث الرئيسي عشرات القصص الفرعية التي تؤكد وجهة نظر الشخصيات وتعضدها بمزيد من التفاصيل والشروح. ويهدي بولص آدم روايته لصديقه الروائي والصحافي مروان ياسين الدليمي.
    ومن الجدير بالذكر أن بولص آدم أديب وفنان سينمائي عراقي، يكتب الرواية والقصة القصيرة والقصيرة جدّاً والنقد وينقش وينحت على الرخام والمرمر. كما أنه خريج كلية الفنون الجميلة، جامعة بغداد، اختصاص سينما. أخرج عدة أفلام قصيرة ومثل في العديد من المسرحيات. درس الفلسفة وتاريخ الفن في النمسا. صدر له: كتاب “ضراوة الحياة اللامتوقعة”، القاهرة، 2010. “اللون يؤدي إليه”، بغداد، 2013. “باصات أبو غريب”، دمشق، 2020.