“وقرّبناه نجيّاً”… لسندس مريّان.. هالات الابتهالات

“وقرّبناه نجيّاً”… لسندس مريّان.. هالات الابتهالات


class="inline-block portfolio-desc">portfolio

text

    كتاب “وقرّبناه نجيّاً (خلاص ابتهالات التوحيدي من كتاب «الإشارات الإلهية»)” لسندس مريّان، جمعت فيه المؤلفة ابتهالات التوحيدي في محاولة للوصول إلى الهدوء النفسي والروحي.

    ويأتي الكتاب الصادر حديثًا عن “الآن ناشرون وموزعون” في الأردن في 154 صفحة، ويضم فقرات منفصلة متصلة.

    وتقول سندس مريان في سبب تأليفها للكتاب: “فَلَمّا كانَ وَصلُ الدُّعاءِ بلسانٍ فَصلٍ أَشْفَى وأندَى مِنْ وَصْلِهِ بلسانٍ بَتر؛ كانَ هَذا الكِتابُ، وهوَ حصيلةُ ابتهالاتِ أَبي حَيّان التَّوْحيديّ مِنْ كِتابِهِ “الإِشارات الإلهيَّة” الَّذي خاضَ فيهِ مَنْ خاضَ، وارْتاب فيهِ مَنْ ارْتاب لِما فيهِ مِنْ شَطحاتٍ وإيغالاتٍ حالَتْ دونَ بِرِّ التَّأْويل.

    هذا كِتابُ «وَقَرَّبْناهُ نَجيّاً» مُحاوَلةٌ في خَلاصِ صافي القَطْرِ مِنْ غائِر البَحْرِ. عَسَى أَنْ يَنْفَعَ اللهُ بِه نَفْساً ضاقَتْ ودَعوَةً حارَتْ، واَلله أعلَمُ بِما في الصُّدورِ وَالهادي لأقصَد السَّبيل”.

    وتعرف بالتوحيدي صاحب كتاب “الإشارات الإلهية” في مقدمة الكتاب، فتقول: “أَبو حَيَّان التَّوْحيدي (310 – 414هـ / 922 – 1023م) فيلسوف مُتَصوِّف وأديب بارِع، مِن أَعلام القرْن الرَّابع الهجْري، لُقِّبَ بـ«فيلسوف الأدباء وأديب الفلاسفة»، وبـ«الجاحظ الثاني» لرفعة أسلوبه ومداد قلمه.

    وُلِد علي بن محمد بن العباس التوحيدي البغدادي، المُكّنّى «أَبو حَيَّان»، في بَغْداد، وَعاش أَكثَر أَيامِه فيها، وامْتاز بِسعة الثَّقافة ودِقَّة التَّعْبير البلاغيِّ وجَمال الأسلوب، وله مُؤلَّفات عَديدَة أشْهرها: «الإمْتاع والمُؤانَسة»، و«البَصائر والذَّخائر»، و«الصَّداقة والصَّديق»، و«المُقابسات»، و«الإشارات الإلهيَّة» الَّذي اقتُبِسَ مِنهُ هَذا الكِتاب”.

    وتتابع سندس مريان في المقدمة حول الكتاب الذي اقتبست منه نصوصها: ” أَمّا «الإشارات الإلهيَّة» فَهو مَجموعةٌ مِن الرَّسائل تَتّجِه لِمخاطبة غَيْر مُعيَّن، وصيغَتْ في شَكل مَواعِظ وعلامات طريق اقْتَربَ فيها مِن عالَم التَّصَوُّف”.

    وأما كتابها الذي بين أيدينا فتقول حول أهميته: “تَنبَثِق أَهَميَّة هذا الكتاب «وقرّبناهُ نجيّاً» في كَونِه ينهلُ من التُّراث العرَبيِّ والإسلاميِّ الّذي يُعَدُّ جُزْءاً لا يَتَجزَّأ مِن قيمة الأُمة وواجبِها تجاه تاريخها، وهو يأتي في سياقِ الجهودِ لإِحياء لُغَة أَدبية رَفيعَة المُستوى على الصَّعيدَينِ الأدَبيِّ التّاريخيِّ والدّينيِّ الرّوحانيّ. وقَد ارتأينا أن نضعَ هوامِشَ تتضمّنُ معاني بعضِ المفردات؛ تسهيلاً على القارئِ لفَهْمِ معنى الدُّعاء ومدلولاته”.

    ومن النصوص التي ضمنتها الكتاب تقول: “إلَهَنا: قُدْنا بِزِمامِ طاعَتِك إلَى کَریمِ حَضرَتك، واعصِمنا مِن کَیْدِ کُلِّ كائِدٍ لَنا مِنْ أَجلِك، وامْحُ أسماءَنا مِن دِیوانِ غَيْرِك، واكتُبْنا في المُنيبينَ إلَيْك، الذّاكِرينَ لَك، المُفتخِرينَ بِك، المُبتهِجينَ بِقُربك، المَغمورينَ بعَطائِك، المَذْكوريْنَ بِحَضْرَتِك، والمُتَوَّجينَ بِتاجِ صَفْوَتِك، المَخْصوصيْن بالاطِّلاعِ عَلَى أَسْرارِك وإعْلانِك، المُطمَئِنّينَ عَلَى بِساط خَبَرك وعيانِك، يا ذا الجَلالِ والإِكرام”.

    ومن الجدير ذكره أن سندس مريّان باحثة ومحاضرة غير متفرغة في الجامعة الأردنية، حاصلة على شهادة الماجستير في تخصص اللّغة العربية للناطقين بغيرها.

    شاركت في عدة مؤتمرات وندوات علمية وأدبية كما ونشرت لها ورقة بحثية ضمن أوراق المؤتمر الدولي السادس “ما بعد في الأدب والنقد واللّغة”.