الحارثي يترجم “العُمانيون والتَّدافُع الاستعماري على إفريقيا” لـ”جون ويلكينسون”

الحارثي يترجم “العُمانيون والتَّدافُع الاستعماري على إفريقيا” لـ”جون ويلكينسون”


class="inline-block portfolio-desc">portfolio

text

    يأتي كتاب “العمانيون والتَّدافُع الاستعماري على إفريقيا” من تأليف جون ويلكينسون وترجمة محمد بن عبد الله بن حمد الحارثي، مكملًا لسلسلة كتب للمؤلف عن عُمان، وتشمل: “عُمان والمشيخات المتصالحة” (1965)، و”المياه والاستيطان القبلي في جنوب شرق المنطقة العربية: دراسة حول الأفلاج في عُمان” (1977)، و”تقاليد الإمامة في عُمان” (2009)، و”الإباضية: أصولها والتنمية المبكِّرة في عُمان” (2010).
    ويضم الكتاب الذي صدر بالإنجليزية عام 2014 وصدرت طبعته العربية عن “الآن ناشرون وموزعون” بالأردن أخيرًا، سبعة عشر فصلًا تتوزع على 752 صفحة. وهو يتضمن تحقيقًا مفصَّلًا لمختلف المراجع الغربية، ويميط اللثام عن الكثير من المعلومات التي طواها الزمن ويجهل تفاصيلَها حتى المتخصّصون في العالم العربي والإفريقي والغربي.
    ويشتمل الكتاب على تفاصيل الوجود العُماني في إفريقيا قبل التغلغل الأوروبي، ويؤكّد على أن الرواد الأوائل الذين اجتازوا إفريقيا واستكشفوا مصادر العاج في أعالي نهر “الكونغو” قبل وقتٍ طويل من وصول المستكشِفين الغربيين كانوا جميعًا تقريبًا من العُمانيين القادمين من داخل البلاد، وليس من ساحلها. ويتطرَّق الكتاب إلى تقاليدهم ومعتقداتهم وحركاتهم وسماتهم الداخلية.
    ويعيد الكتاب الحياةَ إلى حركة العُمانيين في إفريقيا خلال القرن التاسع عشر، ويوضَّح مسلسلات التعاون والصراع والمنافسة بينهم وبين القوى الأوروبية التي كانت تتدافع على إفريقيا من أجل المجد والثروة، وصولًا إلى تقسيم المنطقة واستعمارها.
    ومن خلال التركيز على تشابُك الثقافات والأديان، يحاول الكتاب الإسهام في فهم خلفيّات الانقلابات التي تشهدها إفريقيا بين حين وآخر، وجذور وسياسات الدول الغربيّة ومواقفها من الدول التي استعمرتها.
    ووفقًا للحارثي، أفضت العلاقة الناشئة بين “زنجبار” والساحل “السواحلي” وداخل إفريقيا، إلى تحوُّلٍ في الاهتمام الأوروبي من الواجهة الساحلية إلى داخل القارة الإفريقية، بدايةً مع تقارير المستكشفين والمبشرين، ومن ثم عبر مصالح وطموحات الشركات التجارية والقراصنة الانتهازيين، وأخيرًا عبر فَرض السيطرة المباشرة للقوى الاستعمارية.
    ويرى الحارثي في مقدمته للنسخة العربية من الكتاب، أن التوسُّع العربي في داخل إفريقيا كان بدافع البحث عن العاج، لكن المَحميات البريطانية والألمانية و”دولة الكونغو المستقلَّة” التي أسَّسها الملك البلجيكي ليوبولد زعمت أن العرب كانوا تجارًا للرقيق وبالتالي فهم، شأن القراصنة، “خارجون عن القانون”.
    يُذكر أن الحارثي ترجم مجموعة كبيرة من الأعمال التي تتناول التاريخ العُماني من منظور غربي، أهمها: “ظل السلطان” 2023، موسوعة “يوميات المقيمية في الخليج والوكالة السياسية في مسقط”، موسوعة “النفط والحدود في الخليج”، موسوعة “الوثائق البريطانية السرية.. جذور الدولة العربية الحديثة”.