“بيت رحيم”.. أبطال وبيئات مسكونة بالمعاناة

“بيت رحيم”.. أبطال وبيئات مسكونة بالمعاناة


class="inline-block portfolio-desc">portfolio

text

    “الغد”

    يقدم د. إبراهيم غبيش في مجموعته القصصية “بيت رحيم” أبطالا وبطلات من بيئات يغلب عليها طابع المعاناة، فيعكس من خلال سيرهم قسوة الواقع الذي يعيشونه، ويبرز للقارئ تفاصيل هذه البيئات الزمانية والمكانية.
    وجاءت المجموعة الصادرة عن “الآن ناشرون وموزعون” في الأردن في (294) صفحة من القطع المتوسط، وضمت سبعة وعشرين عنوانا تنوعت بين روايات قصيرة (نوفيلا) وقصصا، وقصصا قصيرة جدا.
    وأسهمت الطبيعة الواقعية للقصص في توليد إسقاطات تناولت بيئات بعينها أو اختصت بفضاءات جغرافية واضحة المعالم، فحضرت بيئة المخيم في غير قصة، وبرزت حياة الفلسطيني في أرضه، ونوقشت ظروفه في الشتات. بينما قدمت قصصا أخرى واقعا عربيا محايدا لا يختص ببلد عربي دون آخر.
    تصف قصة “بيت رحيم” التي سميت المجموعة بإسمها، تفاصيل البيئة التي تجري فيها الأحداث بكلمات مقتضبة، فتنقل الصورة إلى القارئ بمنتهى الوضوح:
    بيت..
    سقف، حيطان.
    عزلة عن الآخر.
    كون، أكوان، سماء، فضاء مفتوح.
    أصبح لنا بيت.
    خيمة، قريبة من شجرة التوت.
    رحيمة، رحيم وأخي سالم.
    ننام، نأكل، نغتسل، نقضي الحاجة في الخلاء.
    وجزء صغير، دكانة بيع.
    يذهب الصغير رحيم إلى بستان صغير، حاكورة.
    وتظهر خلال السرد ملامح اللغة التي استخدمها إبراهيم غبيش، فهي لغة مقتضبة، لكنها تنقل المشهد بكلمات مكثفة تضم العناصر إلى بعضها البعض فتكتمل الصورة التي أراد الراوي إيصالها إلى القارئ.
    واهتم د. غبيش كذلك بالتفاصيل النفسية والعاطفية لأبطاله، فامتزج النضال عنده بالحب، والغربة بالحنين، وبدت مشاعر أبطاله قادرة على تجاوز الحواجز المرتبطة بالعمر أو اختلاف البيئة أو المستوى الاجتماعي للأبطال.
    تصف إحدى القصص مشاعر الحب بين البطل والبطلة رغم فارق العمر الكبير بينهما:
    انفجرت ينابيع كثيرة، شقت الصخور، جرت وديان وحفرت في التربة، جرفت حجارة صغيرة، الشمس تضيء ودفئها يملأ الكون.
    تواعدنا أكثر من مرة، أنا وهنادي، لقاءات دافئة، رأت داخلي كله، ورأيت داخلها. قصة حبها الفاشلة في الجامعة، زواجها من ياسين، مغترب في كندا ويكبرها بخمسة عشر عامًا، أنجبت منه سلام ثم فارس.
    اهتمت بأدق التفاصيل في حياتي، ملابسي، طعامي، عطري، هذه الهنادي.
    استسلمت أنا، واستسلمت هي، عشق، لا بداية ولا نهاية.
    والدكتور إبراهيم غبيش عضو رابطة الكتاب الأردنيين والاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، وهو حاصل على بكالوريوس في الطب والجراحة من جامعة المنصورة في مصر، وله العديد من الإصدارات في الرواية والقصة من بينها: أسكدنيا، شمال غرب، كائنات وكرنفال، برق ورعد، أيوب في حيرته، ثلاث برك آسنة.