يتضمن كتاب “تحكي عُمان مع يونسكومان” مجموعة من القصص من تأليف الدكتور عامر بن محمد العيسري، وفي كل قصة منها يصطحب الكاتبُ الطفلَ في جولة ليتعرف على شخصيات عُمانية مشهورة أو أماكن ومواقع أثرية وابتكارات هندسية تم تسجيلها في منظمة “اليونسكو”.
وتدور قصص الكتاب الذي صدر عن “الآن ناشرون وموزعون” بالأردن بالتعاون مع الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء، حول هدية يحضرها الأب لأطفاله لتعليمهم عبر اللعب والتسلية والاكتشاف، وهي عبارة عن رجل آلي يرافق العائلة في رحلات عبر الزمن، ليتعرفوا على شخصيات عُمانية بارزة في مجالاتها، وأمكنة تراثية تاريخية كالقلاع والحصون، وطرق هندسية في الزراعة والعمران مثل نظام الأفلاج، ومواقع طبيعية خلابة مثل المناطق الغنية بأشجار اللبان.
إذ يحلّ على عائلة “صالح” إنسانٌ آلي اسمُه “يونسكومان”، لديه موسوعة من المعارف والمهارات التي تساعد أفراد العائلة على استكشاف مناظرَ وأماكنَ وشخصيات مرموقة حفلَ بها التاريخُ العُماني، عبر التقنيّة الافتراضيّة ثلاثيّة الأبعاد (3D).
وفي كلّ رحلةٍ افتراضيّة مشوّقة يخوضُها أفراد العائلة، يزورون مواقعَ عُمانيَّة عالميَّة تمَّ اعتمادُها ضمن التراث الثقافي العالمي في اليونسكو، مثل الأفلاج، وموقع بات الأَثريّ، وقلعة بهلا، وكذلك يلتقون بشخصيَّات عُمانية عالمية مثل الخليل بن أحمد الفراهيدي، والطبيب ابن عميرة، وأبو مسلم البهلاني، ونور الدين السّالمي.
ويكون على الأطفال بعد عودتهم من كلّ رحلة افتراضيّة تسجيل ما تعلّموه من أجل نقل معرفتهم تلك لأصدقائهم وزملائهم في المدرسة، بما يعزّز انتماء الأطفال لبلدهم عُمان ولأجدادهم العلماء ولتاريخهم العظيم.
وصدرت القصة الموجهة للأطفال ضمن الفئة العمرية (9-12 سنة) عن “الآن ناشرون وموزعون” في الأردن في 40 صفحة، وأنجزت رسوماتها الفنانة التونسية حذامي سلطان.
ويرتحل الأطفال خلال رحلاتهم الخيالية نحو ست محطات؛ في كل واحدة منها يتعرفون على شخصية عمانية، أو معلم جغرافي، بلغة مبسطة وأسلوب يناسب الفئة العمرية المستهدفة.
ومن أجواء القصص التي تلقي الضوء على شخصية العالم الفيزيائي العماني المعروف ابن الذهبي: “قالَ شيخٌ من صُحارَ يرحِّبُ بهم: (حَلَلتُم أهلًا ونَزَلتُم سَهلًا، كُنتُ أجمَعُ أعشَابًا طِبِّيَّةً ورَأيتُكم، هلْ أنتُمْ مِنْ مَسقطَ؟). أجابَ الأبُ: (نعمْ أيُّها العَالِمُ الفِيزيائيُّ المَوسُوعيُّ، لقدْ أتَينا إلى هُنا لِنَزورَكَ، ويَتعرَّفَ أبنائي على مُنجزاتِكَ الطِّبِّيَّةِ والفيزيائيَّة). وأخذَ (يونسكومان) يشرَحُ للأولادِ: (إنَّهُ عَالِمٌ فيزيائيٌّ مَعرُوفٌ، وُلِدَ في صُحارَ عامَ 1033م، وانتَقلَ إلى البَصرَةِ وبِلادِ فارسَ، ثمَّ الشامِ والقدسِ والأندلسِ لِطَلبِ العِلمِ، يُكنَّى بابنِ الذَّهبِّي، مِنْ أَهمِّ مُؤلَّفاتِهِ: “كِتابُ المَاءِ”، وهُوَ عِبارَةٌ عن مُعجمٍ طِبّيٍّ لُغَويٍّ، يَكشفُ عَنْ عَالِمٍ لُغَويٍّ وعَالِمٍ في الطِّبِ في آنٍ، ويُعدُّ هذا المؤلَّفُ عَملًا غيرَ مَسبُوقٍ في مَجالِه)”.
ومن المعالم التي تناولتها قصص الكتاب ما ورد عن أماكن في ولاية عبري: “قالَتْ سعاد بمرَحٍ مشيرةً إلى شجرةِ اللَّيمونِ: (كُنَّا نُلاحِقُ النَّحلةَ عِندَما حَطَّتْ في الخَليَّةِ، وأَخبَرتْنا أمُّنا العَزيزةُ أنَّ هُناكَ مَواقعَ قديمةً لِمَقابرَ تُشبِهُ خَليَّةَ النَّحلِ؟ هلْ يُمكنُ أنْ نَزورَ هذهِ المَواقع؟). قالَ (يونسكومان): (بَلدُكم زَاخرٌ بالمَواقِعِ التُّراثِيَّةِ، وتُوجَدُ هذهِ المَقابرُ في وِلايةِ عِبري بمحافظة الظَّاهِرةِ. سَأطلُبُ اليومَ من سالم أنْ يُساعِدَني في تَشغِيلِ التَّقنيةِ ثلاثيةِ الأبعادِ لنذهبَ إلى ذلكَ المَوقع)”.
يذكر أن الدكتور عامر بن محمد بن عامر العيسري حاصل على شهادة الدكتوراة في التربية من جامعة جرونوبل الفرنسية، ويعمل أستاذًا مساعدًا في كلية التربية في جامعة السلطان قابوس، وله عدد من الإصدارات والأبحاث المنشورة في مجال تعليم الأطفال والتنمية اللغوية، وشارك في ندوات أقامتها منظمة اليونسكو في باريس خلال عامي 2010 و2011، ويعمل متعاونًا مع مكتب منظمة اليونيسيف بمسقط حول قضايا الطفولة في سلطنة عُمان.
أما حذامي سلطان فهي فنانة تشكيلية تونسية حاصلة على شهادة الأستاذية في التربية التشكيلية. دَرَست في المعهد العالي للفنون الجميلة بتونس، ومُنحت شهادة الاحتراف من وزارة الثقافة التونسية عام 2015 وشاركت في عدد من الفعاليات الفنية والمعارض الوطنية والملتقيات الدولية في تونس، ومصر، ولبنان، والجزائر، وفرنسا، والسنغال، والأردن، والهند.
class="inline-block portfolio-desc">portfolio
text