“ميدل إيست اونلاين”
“حدائق السلطانة”، عنوان مجموعة قصصية للكاتبة العمانية ثمنة الجندل، صدرت عن “الآن ناشرون وموزعون” بعمّان، بدعم وزارة التراث والثقافة العُمانية ضمن ورشة نظمتها المديرية العامة للتراث والثقافة بمحافظة ظفار.
وتشتمل المجموعة على 21 قصة، ومن عناوينها: “صلّاح البيت”،”حيرة قلبها”، “ليلى وجنية البحر”، “احكِ يا شهريار”، “لسانك حصانك”، “محمد الدرة”، “المروءة لم تمت”، “طلاسم حسد”، “الناس في الدنيا معادن”، “صدفة من غير موعد”، و”حكايات شعبية تراثية من محافظة ظفار” في أربعة نصوص.
تستهل المجموعة التي تقع في 186 صفحة من القطع الوسط بكلمة لمدير عام المديرية العامة للتراث والثقافة بظفار أحمد بن سالم الحجري يلقي فيها الضوء على الورشات التي أقامتها المحافظة في الفنون المختلفة ومن بينها “أساسيات كتابة القصة القصيرة”. ويقول إن الورش اهتمت بجميع ما يتعلق بفن القصة القصيرة على مستوى المواضيع، وعلى مستوى المقومات الفنية البنائية والمعجمية، وما يختص بالمكان والزمان والحبكة والشخصيات.
ويتابع الحجري، “كما تم التطرق بكثير من التدقيق لأعوان السرد وإلى الخصوصية المحلية مع ما يتعلق بكلذلك من ضرورة القراءة المتعلقة للقصص والوايات وغيرها من أصناف الإبداع”.
ومن الملاحظ أن القاصة العمانية ثمنة الجندل تشتغل في جلّ نصوصها القصصية إلى جانب الحكاية الشعبية والتراثية والأسطورة التي تمتاز بإدهاشها وسحرها وغرائبيتها، ولكن القاصة لا تعيد تسطير الموروث، وإنما تعمل بوعي في بناء النص بإفادة من جمالياته وإنماطه الحكائية، والإفادة أيضا من سمات الحداثة التي تتيح للكاتب فضاءات واسعة وجماليات جديدة تنضاف للنص وتتصل بالصورة والتكثيف والمفارقة.
ويتبدى مثل ذلك في اختيارها لعناوين قصصها التي تشي بحكايات “ألف ليلة وليلة” والأساطير المتعلقة بالسحر، وكذلك تناصاتها في العنوان مع الأمثال الشعبية، ومنها: “لسانك حصانك” و” صدفة من غر ميعاد” وكذلك الحكايات العربية القديمة، ومنها “المروءة لم تمت”.
المفردات الشعبية في نصوص ثمنة القصصية لا يمكن استبدالها بمفردات أخرى لأنها تمثل عظم الحكاية التي يكسوها النص
وتحتفي القاصة كثيرا بالمحلية من خلال تصوير المكان، وليس وصفه، فالتصوير يختلف عن الوصف بالتعامل مع المكان كخلفية دائمة تؤسس للواقعة أو الحدث بموحيتها دون الإشارة لها، فهي تمثل الحضور الكلي لشرط النص وموضوعه، وفي الحالة نفسها في توظيفها للهجة العمانية التي تستعملها كجزء من النص وليس إقحاما لها، فهي-المفردات الشعبية- في نصوص ثمنة القصصية لا يمكن استبدالها بمفردات أخرى لأنها تمثل عظم الحكاية التي يكسوها النص، ومنها الأزياء والأدوات الاستعمالية وأسماء الأماكن، مثل: “طاقة/ ثوب ظفاري”، “مغبنييت/ الأمواج الصغيرة”، “الغشوة/ قطعة قماش رقيق تستر الوجه”، “طربال/ قطعة بلاسيكية للجلوس”.
وتذهب الجندل لجماليات المكان والمناخات التي تتصل بالبيئة وتصوير انعكاساتها على الإنسان ومزاجه وتحولاته، فهي تلتقط مشاهد الصور بواقعية ممكنة التحقق، ولكنها في الوقت تعيد إنتاجها بمتخيل الفن وضروراته الجمالية من خلال الأسطورة والحكاية الشعبية التي تستعيدها من وجدان الإنسان العماني الذي ارتبط بالمكان وأصبح جزءا منه، وأصبح المكان صورة عنه.
ومن مناخات المجموعة: “توسلت لوزة الفتاة المراهقة الحسناء بعينين دامعتين لا تخفيان ذكاء لأمها بألا تعطيها الحرز، لأنه يحوي شيئا من روح جدي وجدتي ، اتركيه لنا..حاولت ثني أمها وصديقاتها بألا يفرطن في تروتهن المادية والمعنوية، لم يصغين إليها”.
والقاصة ثمنة الجندل حاصلة على البكالوريوس في اللغة الإنكليزية من جامعة ليدز ببريطانيا، وماجستير في تنمية الموارد البشرية من جامعة يورنموث في بريطانيا، عملت في التعليم والإداة والصحافة.
صدرت لها مجموعة من القصص والكتب والنصوص الجماعية، منها: “بحر الزين”، “اعرف ظفار” أبجدية أولى” و”عندما تورق الكلمات”.