كتاب عن ذاكرة المكان في رواية الدكتورة غالية آل سعيد “حارة العور”

كتاب عن ذاكرة المكان في رواية الدكتورة غالية آل سعيد “حارة العور”


class="inline-block portfolio-desc">portfolio

text

    يضم كتاب “ذاكرة المكان وسردياته” أوراق الندوة التي أقامها صالون سعيدة خاطر الثقافي في النادي الثقافي حول رواية “حارة العور” لصاحبة السُّمو السّيدة الدكتورة غالية بنت فهر بن تيمور آل سعيد، وشارك فيها عدد من الكتّاب والباحثين والنقاد.
    وجاء في شهادة إبداعية للدكتورة غالية بعنوان “الرواية وأنا.. مسيرتي في كتابة الرواية”، أن الخوض في عالم الرواية وكتابتها “لم يأتِ من خلال منهج مدروس ونظرة ثاقبة وضعتها للاقتراب منه ولمس عالم الخيال الجميل”. موضحة: “كتابة الرواية أتت بسبب ضرورة الانطباعات وإلقاء الأضواء على الأماكن والناس والأحداث الكثيرة التي رأيتها وأتت في سيرتي ومسيرتي. جاءت المسألة لي من زحام الحياة في البيئة الخارجية التي عشت فيها وتواصلت مع أناسها من مختلف الجنسيات ضمن المجتمع البريطاني”.ووضحت صاحبة روايات “أيام في الجنة” و”صابرة وأصيلة” و”سنين مبعثرة” و”سأم الانتظار” و”جنون اليأس”، أن أبطال روايتها الأخيرة “حارة العور” وجدوا في وسطهم مدرّسة عربية “عزمت على الدخول إلى قلب المجتمع العُماني لمعرفته كما هو من خلال الاحتكاك بهم ومعرفة تفاصيل حياتهم”.
    ورصدت الدكتورة عزيزة الطائي في ورقتها التي حملت عنوان “تمثلات الذّات الأنثويّة في (صابرة وأصيلة) و(حارة العور)” التحولات التي شهدتها ذات الأنثى خلال خمسين عامًا، وما اتخذته من سمات حضارية وتفاعلات تتحكم بها المنظومة المجتمعية على مستويَي الحياة العامة والتّجربة الخاصة. وأكدت الطائي على أن المرأة “خاضت غمار البحث عن الهوية لإثبات ذاتها معرفيًّا وثقافيًّا وفكريًّا؛ فاختارت لذلك طريق الكتابة والإبداع في مجالات شتى”.
    وأشارت إلى أن الدكتورة غالية عالجت في رواياتها مجموعة من القضايا التي تتماس موضوعاتها مع الهوية العربية والوجود الإنساني، مركزة على الهوية الأنثوية وعلاقتها بذاتها وبالآخر معًا؛ خاصة في روايتيها “صابرة وأصيلة” و”حارة العور” اللتين برزت فيهما الهوية الأنثوية بصور شتى وملامح مختلفة لإثبات أحقية الوجود الإيجابي للمرأة أينما كانت في غمار البحث عن حضور الذات وتفاعلها مع الآخر جسدًا وروحًا، اجتماعيًّا وإنسانيًّا.
    أما الباحثة شيخة الفجرية، فقدمت ورقة بعنوان “الثراء المكاني في رواية (حارة العور)”، وضحت فيها أن نصوص روايات الدكتورة غالية آل سعيد تنطلق من ذاتيتها في التعبير عن الواقع الذي كوَّنت منه فكرها ونقلت عنه تراكماتها المعرفية، والتي ضمنتها رواياتها الست.
    ووفقًا للفجرية، فإن رواية “حارة العور”تميزت بالثراء المكاني، وتمثل هذا الثراء في الانتقال السريع من مكان لآخر، إذ كانت الأماكن متباينة الثقافات، سواء كان في إطار دولة واحدة أو ضمن دولتين.
    وألقى هاشم الشامسي في ورقته “حارة العور.. ذاكرة المكان والطفولة”، الضوء على تاريخ حارة العور في مدينة مسقط القديمة، موضحًا أن هذا الاسم أُطلق على الحارة لأن بعض فاقدي البصر كانوا يؤمّونها نظرًا لقربها من المؤسسات الحكومية وأعيان المدينة طلبًا للحصول على المساعدة، وبعد مجيء المغفور له بإذن الله السُّلطان قابوس بن سعيد، تم تغيير اسم الحارة إلى “حارة العود”، لكن الاسم القديم بقي عالقًا في ذاكرة الناس.
    وفي ورقته “الآخر في روايات الدكتورة غالية آل سعيد”، أكد عبد الرزاق الربيعي الذي أعدّ الكتاب وحرره على أن العلاقة مع الآخر احتلت مساحة واسعة من اهتمام المفكرين والمثقفين العرب، وأنها تظهر في الرواية أكثر مما في الأجناس الأدبية الأخرى، موضحًا: “لو وقفنا عند تمثلات الآخر في مجمل روايات الدكتورة غالية بمرجعيتها الثقافية المتعددة، يتّضح لنا أن عالمها الروائي غنيّ بالشخصيات المعبّرة عن مختلف وجهات النظر”، حيث يتجلى فيها التقرب من وعي الآخر في الفكر العربي الراهن من حيث هو جزء منشطر من الذات، ونفيه يؤدي إلى نفيها لأن معرفة الذات تتحقق من خلال الآخر.
    وتضمّن الكتاب الصادر عن “الآن ناشرون وموزعون” بالأردن فصلًا بعنوان “تساؤلات على طاولة الدكتورة غالية بنت فهر آل سعيد”، تضمّن حوارًا أجراه معها الربيعي حول قضايا وتساؤلات طرحها بعض المشاركين في الندوة التي لم تتمكن الدكتورة غالية من حضورها.