كتاب للعامرية حول “أغاني المهد” في نماذج من الأدب العربي المعاصر

كتاب للعامرية حول “أغاني المهد” في نماذج من الأدب العربي المعاصر


class="inline-block portfolio-desc">portfolio

text

    تدْرس الباحثة العُمانية خديجة بنت محمد العامرية في كتابها الصادر مؤخرًا ضمن منشورات الجمعية العُمانية للكُتّاب والأدباء، “أغاني المهد” في نماذج من الأدب العربي المعاصر، من خلال أربعة فصول ومقدمة وخاتمة تتوزع على حوالي 400 صفحة من القطع المتوسط.
    ومن خلال الجهد الذي بذلته الباحثة في تحليل النصوص، يتّضح أن التّناصّ ليس سمةَ نصّ دون آخر، بل هو الوسيلة في كشف ما ينطوي عليه النّصّ من مظاهر الطّرافة والإبداع، فهو قائم على التعالق والتداخل بين النّصوص، ومجاله واسع، لكنّ الباحثة حاولت ضبطه من خلال الترّكيز على تناصّ النّصوص مع أغاني المهد فقط، ومن خلال تحديد النّصوص التي عملتْ عليها، إذ اقتصرت على تحليل نصَّين شعريَّين هما: “أغنية أم” لهاشم الرفاعي و”أغنية لطفلي” لنازك الملائكة؛ ونصّ مسرحيّ لسعدالله ونوس بعنوان “الاغتصاب”، ونصَّين نثريَّين هما: قصة “أسرة السناجب” لكامل كيلاني ورواية “أغاني المهد” لأحمد خالد توفيق.

    وتوضح الباحثة في المقدمة كيف استلهم الأدباء أغاني المهد وطوَّروها وأضافوا إليها وجدَّدوا فيها، وتقول إن مصطلح “التناص” ظهر منذ ستينيات القرن العشرين وانتشر واتسع، وكثُرت الدراسات حوله، وأصبحنا نرى أن النص مجموعةٌ من نصوص مختلفة.

    وترى أن التعميمَ أفقدَ مصطلحَ “التناص” معناه الحقيقي، إذ يجب أن يكون لكل نص خصوصيته، فهو وإن تناصَّ مع غيره من النصوص لا يمكن أن يُعَدّ تكرارًا لهذه النصوص فقط، بل هو يشكل إبداع نص من جملة نصوص. وليست العبرة في وجود تقنية التناص في النص المقروء، وإنما العبرة في نجاح هذه التقنية في أن تضيف إلى النص بُعدًا جماليًّا وفنيًّا، مؤثرًا في القارئ، يأخذه إلى جوهر العمل الأدبي.

    وتؤكد الباحثة أن التناص يوفر بُعدًا معرفيًّا يتمثَّل في الإيماءات إلى النصوص السابقة، سواء أكانت أسطورية أم دينية أم غيرها، لذا حرصت في دراستها على بيان مكامن الإبداع في النصوص المدروسة، وكيف يتشكّل الإبداع في النص من خلال تأثُّره بأغاني المهد، وكيف أن هذه الأغاني البسيطة دخلت في بنية الأعمال الأدبية، منطلقةً من أن البحث في التناص يسهم في كشف طبيعة النص ويعمل على تفسير بعض جوانبه وخباياه.

    ووفقًا للباحثة، جاء اختيارها لدراسة هذا الموضوع بعد أن لاحظتْ أن هناك عددًا من الأدباء المعاصرين وظفوا “أغاني المهد” في أعمالهم الأدبية، لذا سعت إلى أن تبين كيف أثّرت أغاني المهد في النصوص المعاصرة وولَّدت نصوصًا جديدة لها طابُعها الخاص وسماتها المميزة، واتخذت التناصَّ وسيلةً لبيان ذلك الأثر.

    يُذكر أن الباحثة خديجة العامرية حاصلة على شهادة الماجستير في اللغة العربية وآدابها.