“معنى أن ندرك”.. مقالات في الفن وعلم والنفس والاجتماع

“معنى أن ندرك”.. مقالات في الفن وعلم والنفس والاجتماع


class="inline-block portfolio-desc">portfolio

text

    يتضمن كتاب “معنى أن ندرك” الذي ترجمه الكاتب الأردني موفق ملكاوي وقدم له د.أحمد ماضي، مجموعة من المقالات في الفن وعلم النفس والاجتماع التي يُعَدّ أصحابها أعلاماً في مجالاتهم.
    يناقش الكتاب الصادر حديثاً عن “الآن ناشرون وموزعون” قضايا متنوعة ويطرح موضوعات على غرار: العلاقة بين العار والفشل الأخلاقي، لماذا يمتلك معظم الناس أشياء لا يحتاجونها، لماذا يستغرق بعض الحزن وقتاً أطول للشفاء؟، التحدي الوجودي للصور النمطية، تأثيرات الأسرى في مجتمعات آسريهم، علم النفس التجريبي ونقاشات فلسفية حول الفن ومعناه، كيف يمكن لروايات الديستوبيا التحريض على التطرف في العالم الحقيقي؟ لماذا لم يكن عصر التنوير هو عصر العقل؟ لماذا يؤمن بعض الأشخاص بنظرية المؤامرة؟
    وتسلط إحدى المقالات الضوء على شاعرة أصيبت بسرطان؛ ما أدّى إلى تشوُّه وجهها، إذ تروي صاحبتها (كريستا توماسون) في مذكراتها كيف أنها تشعر بـ”العار من وجهها”. وتساعد مذكراتها في إلقاء الضوء على “التعقيد المذهل لهذه العاطفة”؛ عاطفة العار”.
    بينما تذهب “ماري لوندورف” إلى أن فقْدَ عزيز يؤدي إلى مجموعة من ردود الفعل النفسية والاجتماعية، لكن هذه الردود تُلاحَظ عند أقرب الناس إلى الفقيد، وعند المتأثرة حياتهم جراء فقده. وتخلص الباحثة إلى أن القول المأثور “الوقت يداوي كل الجروح” صحيح جزئياً، وترى أنه لا مناص من مراجعة الطبيب لمزيد من الدعم، لأن الوقت لا يشفي كل أنواع الحزن.
    وترى مقالة أخرى أن المثُل العليا للمساواة تحظى بجاذبية واسعة، فمعظم الناس في المجتمعات الديمقراطية الليبرالية يزعمون تأييدهم مبدأ وجوب المساواة أمام القانون، وأن يعامَل الناس باحترام متساوٍ. فحتى المدافعون عن السوق الحرة غالباً يطرحون قضيتهم من حيث حقوق الملكية المتساوية، ومع ذلك فإننا “نعيش في عالم تتسع فيه الفجوة بين من يملكون ومن لا يملكون، وتتزايد فيه العنصرية والتمييز، وحتى الحقوق الديمقراطية والقانونية الأساسية معرّضة للخطر”.
    وتناقش مقالة أخرى الجانبَ السياسي لأدب الديستوبيا، إذ “يستمر أدب الديستوبيا في تقديم عدسة قوية ليرى الناس أخلاقيات السياسة والسلطة من خلالها، وقد يكون للروايات على هذه الشاكلة تأثير إيجابي في إبقاء الناس متيقظين لاحتمالات عدم العدالة بسياقات عديدة، كتغيُّر المناخ والذكاء الاصطناعي وتصاعد الاستبداد في جميع أنحاء العالم. لكن انتشار هذه الروايات قد يشجع كذلك وجهات النظر المتطرفة التي تلجأ لتبسيط الحقائق وتعقيد الخلاف السياسي”.