مرآة الصحافة

حوار على طاولة الجيل

منال العبادي تحاور الدكتورة خولة شخاترةفي هذا العدد من صوت الجيل تحاور الكاتبة الشابة منال العبادي في ملتقى الأجيال الدكتورة خولة شخاترة، فتلقي الضوء على تجربتها من خلال عدد من الأسئلة التي تستهدف إنجازاتها، وفي الوقت نفسه تقدم الدكتورة شخاترة رؤيتها لطريق الكتاب الشباب، وما يمكن أن يسعون إليه. الدكتورة خولة شخاترة أكاديمية أردنية وباحثة في السرد القديم والحديث ولها اهتمام بأدب الرحلات وما فيه من تعريف عن الآخر والتفاعل الثقافي بين العرب والشعوب الأخرى.درست بعض الروايات العربية والأردنية خاصة ولها اهتمام بالتراث الشعبي. أما منال العبادي فهي كاتبة شابة لها اهتمامات نقدية، إضافة إلى اهتماماتها في الكتابة الروائية، إذ إن لها رواية في طريقها إلى النشر قريبًا.حاورتها: منال العباديإذا قلنا إن الأدب هو منظومة لغوية تعبر عن الهوية وإن النقد هو تلك القدرة على تفكيك هذه المنظومة فما هو رأيك بالمنظومة الحالية والطرحالنقدي الحديث الذي يفكك هذه المنظومة هل هناك توافق بين النتاج ونقده؟تقتضي الموضوعية للإجابة عن هذا السؤال الإطلاع على كل ما صدر من نتاج أدبي،والإحاطة بما تبعه من دراسات نقدية تفكك منظومته إذا جاز التعبير، وهذا الأمر خارج عن قدرتي واستطاعتي، وبالتالي يصعب الحكم عليها، ولكن في حدود اطلاعي إن النتاج الأدبي يسبق المتابعات النقدية (الطرح النقدي ) بأشواط طويلة، غزارة وتنوعا وتعدد اتجاهات، وهذه...

“المفصَّل في التعريفة الجمركية” لسمير المكاحلة.. مرجع متخصص في تطور المفهوم وتطبيقاته الرقمية

كتاب المُفصَّل في التعريفة الجمركية للكاتب سمير المكاحلة يفصل القول في كل ما يخص التعريفة الجمركية، ومفهومها، وكيفية تصنيفها، وهو كتاب يقدم عرضاً شاملاً لمنظومة التعريفة الجمركية وتطورها التاريخي وما تتضمنه من جوانب قانونية وفنية، ويستشرف فيها مستقبلها في ضوء التحولات المعاصرة والتطورات التكنولوجية، كما يصف الدكتور محمد الحموري (وزير المالية الأردني الأسبق) في تقديمه للكتاب.ويأتي عنوان الكتاب الصادر حديثًا عن "الآن ناشرون وموزعون" في الأردن في 570 صفحة من القطع المتوسط، ويضم ثلاثة أبواب تحت كل باب منها فروع كثيرة، بين فصول ومباحث ومطالب وفروع، نظراً إلى طبيعة الموضوع المتناول وكثرة تفريعاته.ويصف الدكتور محمد الحموري في المقدمة جوهر كتاب التعريفة الجمركية قائلاً: "يمثل كتاب «المفصل في التعريفة الجمركية» مرجعية مُعتبَرة في هذا الميدان، فقد استُهِلَّ بعرض تاريخي متسلسل لنشوء وتطور التعريفة الجمركية، ومراجعات لغوية ومفاهيمية لهذا المصطلح مروراً بتطوُّر التجارة العالمية، وما رافق ذلك من تطور وتنوع في إنتاج البضائع، كما تطوَّرت الغايات التي تؤديها التعريفة الجمركية بما في ذلك الإحصاءات والبيانات وجهود التفاوض والترتيبات التي يتم التوافق عليها بين الدول".كما يركز الدكتور الحموري في مقدمته حول أثر التطور التكنولوجي سواء المباشر أو غير المباشر على جداول التعريفة الجمركية، فيقول: "تناول الكتاب آثار التطور التكنولوجي وما ترتَّب عليه من تغيير في أنماط التجارة التقليدية للبضائع العابرة للحدود، ووضع...

“زبيبة – الجدّة ماكِدّا”.. روايةٌ تشتبكُ مع الموروث العربيّ الجاهليّ وتنتصرُ للأنوثة والأمل

يعودُ الأديبُ الدكتورُ خالد عبد الرؤوف الجبر إلى التاريخِ، ليعيدَ تخييلَ سيرة (زبيبة)، والدة عنترة بن شدّاد، من خلالِ روايتِهِ الجديدة "زبيبة – الجدّة ماكدّا"، عبر سرد ذاتيّ تتكلّم فيه المرأة التي طُمست سيرتُها، ونُسجت حولها الأساطير بوصفها هامشًا في سيرة ابنها الفارس الشّاعر.تنهض الرّواية على فرضيّة سرديّة تمنح زبيبة صوتها، لا بوصفها مرويًّا عنها، بل راويةً لحياتها، تُمسك بالخيط السّرديّ من أوّله، وتعيد ترتيب وقائع الاغتراب والعبوديّة والنّجاة والولادة.تُفتتح الرّواية، وقد صدرت حديثًا عن "الآن ناشرون وموزعون"، في عمّان، بمقدّمة إيهاميّة تنبني على مخطوط يكتشفه الناقد د. إحسان عبّاس (رحمه الله) صُدفة، عبر حواريّة مع دليله السّياحيّ "رَيحانة"؛ الحفيدة الأخيرة لزبيبة. غير أن السّرد الأساسيّ يجري بلسان زبيبة نفسها، في حَكْي متدفّق، واعٍ، يتنقّل بين الذّاكرة والحدث، بين الحبشة والجزيرة العربيّة، بين الطُّفولة والرِّقّ، بين الوجع الشّخصيّ والتّحوّل الثّقافيّ.يمثّل صوت زبيبة، في بنيته العميقة، فعل مقاومة سرديّة يُمكّن الضّحيّة من الحَكْي من الدّاخل، ويقلب معادلة السّرد التّقليديّ، حيث لا يُعاد تمثيلها بوصفها تابعة لبطولة عنترة، إنّما باعتبارها نواة لحكاية أخرى، سابقة عليه، وموازية له. يتشكّل النّصّ من طبقات صوتيّة وتاريخيّة ولغويّة، وتُبنى الشّخصيّة عبر مونولوغات داخليّة، ونبرة حادّة تصنع التّوازن بين الكتمان والإفصاح.تشتبك الرّواية مع الموروث العربيّ الجاهليّ من جهة، والمخيال الحبشيّ من جهة أُخرى، وتتناول موضوعات الهويّة،...

دراسات نقديّة ترصد تجلّيات الأدب الأردني في ديوان وشهادة وكتاب

يشتمل كتاب "دراسات نقديّة في إبداعات أردنيّة.. دواوين وتواليف" للدكتور يوسف بكار على ستّ دراسات أنجزها الباحث كما يوضح في مقدمته في عام 2023.تناولت الدراسة الأولى من الكتاب الصادر عن الآن ناشرون وموزعون، الأردن (2025)، في 112 صفحة، ديوان "سرد لعائلة القصيدة" للشّاعر الأردني عمر أبو الهيجاء، ورأى الباحث بكار أن أبو الهيجاء "لم يُرْس سفينة شعره على شواطئ الشّعرين الشّطريّ والتّفعيلي، بل حطّ في بريّة قصيدة النّثر كما يقول نزار قبّاني، الذي بدأ شطريًّا ثم تفعيليًّا ومن ثمَّ إلى بريّة قصيدة النّثر؛ لكنّه ظلّ يغرّد على أغصان أشجار القوالب الثّلاثة وفْقًا للرؤية والموقع والموقف". موضحاً أن عمر أبو الهيجاء شاعر نثري، فلا نعدم أن نقع، بين الحين والحين، في بعض قصائد في دواوينه، على "سطور" موزونة من البحور الصّافيّة كالمتقارب والرّجز والكامل والمديد، وعلى ارتكازات قافيّة إيقاعيّه جزئيّة متباعدة ومتقاربة تُعلي من موسيقى الشّعر الخارجيّة، وتصون من ضعف الرّنين، وتشد أزر الموسيقى الدّاخليّة في الألفاظ والجمل والتّجاور. ومن أمثلة ذلك في قصيدته "نقاط": "الطّريق وحدَها تعرف إيقاع المتعبين، المدن تأكلها الشّظايا، قلبي موسيقى الرّاحلين".أما الدراسة الثانية في الكتاب فكانت حول ديوان "دم حنظلة" للشاعر الأردني إبراهيم الخطيب، والذي خصّص ديوانه لرسام الكاريكاتير الفلسطيني المعروف ناجي العلي الذي اتخذ من حنظلة رمزًا للفلسطيني المعذّب والمناضل القويّ في آنٍ، وقد...

“لو كنت قصيدة” لبراءة الأيوبي.. نصوص نثرية تحتفي بالوجدان واللغة المشحونة بالشعر

تنوعت نصوص "لو كنت قصيدة" للكاتبة اللبنانية براءة الأيوبي بين ما يمكن تسميته بالنصوص النثرية التي تحمل روح الشعر، حيث اللغة المكثفة الغنية بالصور والاستعارات، والإيقاع الداخلي والبُعد التأملي الذي تناول موضوعات فلسفية ووجدانية ووجودية بطريقة موحية، مع القدرة على تجاوز السرد إذ لا تروي النصوص قصة، بل تقوم على المشهدية والمقاطع الشعورية.وتضمن الكتاب الصادر عن الآن ناشرون وموزعون في الأردن (2025)، أكثر من ثمانين نصاً، دارت حول هواجس الكتابة والبحث عن الذات وحالات العشق وجمال المطر وموجودات الكون: "بعدما اختبرتُ الحياةَ عمراً، صرتُ أكثر يقيناً أنّ في الكون مكاناً لمشاعرَ لا تُتقنها قلوب البشر.. أن خبيئات من نور، تحتويها التربة وجذوع الشجر.. أنّ في الأزهار نبضاً، وبين النسمات همسات حلمٍ... وأكثر.. أن تتشابكَ روحُك مع صفاء كونٍ، وبساطةِ مشهدٍ بألوان الطيف.. فتلك هي السكينة".تلعب اللغة في نصوص براءة الأيوبي دوراً جوهريا يتجاوز التوصيل والتقرير، فهي ليست مجرد جسر نحو المعلومة أو الحدث، بل هي الحدث في حد ذاته، إذ تختار الكاتبة الكلمات بعناية لتخلق إيقاعاً داخلياً لا يعتمد على الوزن التقليدي، بل على التناغم والتكرار والإيحاء، والاقتصاد في التعبير، والغنى بالدلالات، إذ لا تقول كل شيء، بل تفتح الأبواب أمام القارئ ليكمل المعنى ويدلي بتأويله الخاص، ومن هنا تنبع قوتها، إنها لغة مشحونة بالعاطفة، تُولد من الإحساس وتلامس...

“أشرعةُ الأرجوانِ”.. روايةٌ تسجيليّةٌ بروحٍ كنعانيّة لسميح مسعود

رحلةٌ معرفية تسجيليّةٌ في محيطاتِ الحضارة الكنعانية، تلك التي يجترحها الشاعر والكاتب والأديب الدكتور د. سميح مسعود، من خلال روايته الجديدة "أشرعة الأرجوان"، التي صاغها بالاعتماد على مصادر ثريّة بالمعلومات عن نشوء عائلة "التراجمة"، مع بداية ظهور الشعب الكنعاني في الأزمنة القديمة، زوّدهُ بها صديقه د. أنطون مبارك التراجمة.فصّل المؤلف سرده عن مسيرة عائلة صديقه وإسهاماتها في الحضارة الكنعانية، وفق كلمة الغلاف الأخير للرواية التي كتبها ربيع حمزة، كما قدّم لنا معلوماتٍ مهمة عن إسهامات الكنعانيين في تطوير الحياة البشرية، وضعها بأسلوب شيّق ولغة رشيقة، مبيّناً ابتكارهم لأبجدية أوغاريت، واكتشاف اللون الأرجواني، وإسهامات حضارية أخرى كثيرة، بما في ذلك وضع الأسس لبناء السفن الشراعية وحركة الملاحة البحرية والتجارة، والفلك والأوزان، والهندسة المعمارية، وتطوير الزراعة والأطعمة التي ورثناها عن الكنعانيين كتراثٍ مشترك، بما في ذلك المنسف والمسخَّن وأكلات أُخرى ما تزال منتشرة في بلاد الشام إلى يومنا هذا. هذا الكتاب زاخر بحقائق تستدعي منا قراءتها، لمعرفة تاريخ أجدادنا القدماء.الرّواية نفسها، وقد صدرت حديثًا عن "الآن ناشرون وموزعون"، في الأردن، وجاءت بـ 132 صفحة، بغلاف أنيق ومعبّرٍ ومجسدٍ لمقولة الرواية، صمّمه بسام حمدان، يهيدها المؤلف إلى صديقه أنطون، الذي يعود أصله إلى عشيرة التراجمة الكنعانية، تلك العشيرة التي ورد ذكرها في تاريخ الأزمنة القديمة لمساهمتها في تطوير بناء السفن والملاحة البحرية،...

“من قال لا إله إلا الله دخل الجنة” للدكتورة عبير مؤذن.. قصص تعليمية إسلامية للأطفال

تقدِّم الدكتورة عبير أحمد يوسف مؤذن قصتها "من قال لا إله إلا الله دخل الجنة" للأطفال، قائلة عنها إنها: "قصة تعليمية للأطفال بأسلوب سهل بسيط ممتع، يتعلَّم الطفل من خلالها أمور دينه، بدءاً من أركان الإسلام إلى ثوابت العقيدة، بأسلوب القصة اللطيفة القصيرة غير المطوَّلة، وفيها أيضًا لفت نظر للآباء لطرق التعليم وأساليب الحوار والتشويق للنهوض بأطفالنا ومستواهم الفكري والعقلي والحواري، وقبل كل هذا إرشادهم وتعليمهم أمور العقيدة والإسلام".ويأتي عنوان الكتاب الصادر حديثًا عن "الآن ناشرون وموزعون" في 32 في الأردن 2025، وتقدم المؤلفة أركان الإسلام الخمسة، بلغة ميسَّرة وبطريقة مبسَّطة تجذب الأطفال الصغار، كما أن الكتاب مطعَّم بالصور الملوَّنة، المطبوعة على ورق مصقول.وتبدأ الكاتبة قصتها بالركن الأول للعبادة، ألا وهو شهادة أن لا إله إلا الله، ومعنى الجنة والنار، فيسأل سمير أمه عن الله سبحانه: "الله خالق كل شيء؟". قالت الأم: "نعم خالق كل شيء يا سمير، ليس معه من يساعده أو يشاركه، فكل ما في الكون هو من خلق الله، وهو ملك الله، وهكذا يا سمير فلا يستحق العبادة إلا هو وحده سبحانه، فهو وحده خالقنا ورازقنا هو من يشفيك إذا مرضت ويطعمك إذا جعت". فيرد عليها سمير: "ولذلك كنت تصلِّين يا أمي؟". قالت الأم: "نعم، ولهذا أصوم وأصلِّي، وأذكر الله".وفي الجزء الثاني يتعلم "سمير" عن النبي...

إرهاصات نظرية التلقي.. في نقد حازم القرطاجني وتقاطعها مع فرضيات ياوس وآيرز

يدرسُ الباحث الجزائري الدكتور عبدالقادر بغاديد مدى تجلي نظرية التلقي ﰲ التراث النقدي العربي بعامة، وفي نقد حازم القرطاجني بخاصة، عبر كتابه الجديد "إرهاصات نظرية التلقي في نقد حازم القرطاجني وتقاطعها مع فرضيات ياوس وآيرز".ويأتي الكتاب رغبة منه ﰲ إعادة الروح لأعمال العالم الجليل والناقد الكبير حازم القرطاجني، ونفض الغبار عن كتاباته ولاسيما مؤلفه "منهاج البلغاء وسراج الأدباء"، الذي عُدّ من أهم مصادر النقد العربي وأجلها.الكتاب نفسه، وقد صدر حديثًا عن "الآن ناشرون وموزعون"، في الأردن (2025)، اعتمد فيه المؤلف على المنهج الاستقرائي الذي يتلاءم وقضايا التلقي وتجلياته عند حازم القرطاجني.وقد درس د. بغاديد، في الكتاب، التلقي كتأسيس تنظري ﰲ البداية مُتمثلا ﰲ الجهد الغربي، ثم البحث عن مكامن هذا التأسيس ﰲ التراث النقدي العربي عامة وفي النقد الحازمي على وجه التحديد، مخالفا ﰲ ذلك التتبع التاريخي والأسبقية الزمنية ﰲ طرح الإشكال، حيث تفرع بحثه بذلك إلى ثلاثة فصول، كانت فاتحته بمدخل تناول فيه عناصر وأسس العملية التواصلية وتحديد مفاهيمها ﰲ مقارنة بين الغرب والعرب، وبعد ذلك فصل أول خصصه لنظرية التلقي ﰲ مضانها الأولى وانطوى على ثلاثة مباحث هي كما يلي:المبحث الأول: الأصول المعرفية لنظرية التلقي.المبحث الثاني: نشأة نظرية التلقي وعلاقتها بالمدارس النقدية الغربية.المبحث الثالث: ركائز نظرية التلقي وأعلامها.وتناول ﰲ الفصل الثاني التلقي ﰲ الحركة النقدية الغربية والعربية...

“إدراك العالم.. الصور النمطية المُتبادَلة بين الأنا والآخر” كتاب جديد لزهير توفيق

كتاب "إدراك العالم.. الصور النمطية المُتبادَلة بين الأنا والآخر" لزهير توفيق يرصد التصورات المتبادلة بين العرب المسلمين والآخرين في العصور الحديثة والوسطى، لا سيما الشرق الفارسي والغرب الكنسي.ويأتي عنوان الكتاب الصادر حديثًا عن "الآن ناشرون وموزعون" في الأردن في 420 صفحة من القطع المتوسط، ويضم مقدمة ومدخلاً تمهيديّاً، وثلاثة فصول وخاتمة.يقول زهير توفيق في المقدمة معرِّفاً بالكتاب: «يُمثِّل هذا الكتاب دراسة استقصائية تاريخية وتحليلية لجدل الأنا والآخر، من خلال رصد التصورات المُتبادَلة بين العرب المسلمين والآخرين في العصور الوسطى والحديثة، كون العرب المسلمين مثَّلا ذاتاً لتعيين الآخر، وتخيُّله على المستوى الديني والإثني والسياسي؛ خاصةً الفرس والأسود واليهودي والمسيحي، بفرعيه اللاتيني والبيزنطي، هذا من جهة، ومن جهة أخرى كونهم موضوعاً للآخرين، أي صورتهم في المخيال الفارسي الشرقي (الشعوبية) والغربي الأوروبي؛ الرومي البيزنطي واللاتيني في القرون الوسطى، وتحولات تلك الصورة في أوروبا العصور الحديثة».ويؤكد المؤلف في الفقرة الأخيرة من المقدمة نظرة كلا الطرفين للآخر وكيف هي ثابتة لا تتزعزع، فيقول زهير توفيق: «لم يخرج لا الشرق العربي الإسلامي، ولا الآخر في الشرق والغرب قديماً وحديثاً عن مُسلَّماته وطرائق تفكيره في فَهْمِ الآخر، فقد بقيت ثوابتُه الحضارية والدينية والإثنية سُلطةً مرجعيةً في فهم الذات والآخر، وتمييز الأنا عن الآخرين من فُرسٍ ويهود وبيزنطيين ولاتين، ومهما تغيَّرت الصورة وتحوَّلت لأسباب داخلية وخارجية، فإن...

“بابنوس”.. سميحة خريس تنسج ملاحم الحب والمقاومة في أرض الجراح

تبدأ رواية "بابنوس" للروائية الأردنية سميحة خريس، والمهداة لروح الطيب صالح، بحكمة عميقة تؤكد على مبدأ الحرية وتساوي الجميع المشتركون في كون واحد، إنسانا ونباتا وشجرا وحجراً.. فجميعهم يعيشون ضمن دائر الحياة الواسعة ويدورون في فلكها. وهذه الحكمة هي التي افتتحت بها "الرسّالة" أو"الحكامة" أو الجدة "حبوبة" السرد لتؤكد: "مثلما شجرة الأبنوسة قوية مخاتلة، أبوها اللقاح؛ يسري دم أمها الشمس الحارة الساطعة في عروقها الخشبية. تنمو على ما نريق من ماء محبتنا فوق التراب، تزهو بأنفاسنا، وتزهر باللمس، تعطي والفأس تضرب جذعها، فإذا ماتت؛ بيعت منحوتة عبقرية للخواجات. حينها أيضاً لا بد لها من أب وأم جديدين؛ نحات وإزميل".وتتجلى "الحكّامة" كشخصية أسطورية، فهي شاعرة ومعلمة وقاضية وضاربة للطبل والدف ومغنية ولها القدرة على إعلان الحرب أو إحلال السلم، كما أنها حفظت تاريخ المنطقة وعايشت الجزء الأكبر منه، وشهدت كيف تشكل وطنها الصغير من بضع بيوت استقرت الجموع فيه.. إنها رمز معادل للوطن نفسه، ولتاريخه، وحياة ساكنيه: "سمعت صوت المكان الهادئ الفارغ، رجعاً مرتداً يهتز على مهل مثْل صدى حانٍ، همس لي الهواء أن هنا لي وطن. اتسعت الخَرْبَقَة وصارت حياً حقيقياً لقبيلة شكلناها بتكاثرنا عبر سنوات لا أستطيع عدها، فنساؤنا ولودات، ثم بمجيء آخرين، عمرنا وطناً، وطن على قدر جماعتنا الصغيرة، استبدلنا بقعة صغيرة منسية بالأرض الرحيبة، في ما...