مرآة الصحافة

“جدارية الذكريات الملونة” لهيا صالح.. رواية للناشئة عن حياة اللجوء

تنسج الكاتبة الأردنية هيا صالح أحداث روايتها "جدارية الذكريات الملونة" بلغة هادئة، معاينةً قصصاً عميقة وصادقة يعيشها أبطال هذا العمل الذي تولّت الفنانة رنا حتاملة تصميم غلافه وإثراءه بالرسومات. تتناول الرواية الصادرة حديثاً عن "الآن ناشرون وموزعون" التحديات التي تواجه البشر في ظل نزوحهم بسبب الصراعات والحروب. ومنذ العتبة الأولى/ العنوان، تدفع القارئَ إلى الاشتباك مع عالم يتأرجح بين الواقع والمتخيّل، ويظل السردُ ممسكاً بطرفَي الحبل، عبر تقنيات تقوم على التذكُّر والاسترجاعات الزمنية والاستباقات، لتصوّر حالة عامة يعيشها الأطفال بمخيمات اللجوء في شتى بقاع العالم، مقتربةً من أصغر أحلامهم وأكبرها في آن؛ أن يمتلكوا بيوتاً حقيقية كالتي تركوها في بلادهم مجبَرين على ذلك. يقول بطل الرواية الموجّهة للناشئة: "رسمتُ بيتاً.. رسمتُه بقلم الرصاص على كتبي المدرسية، وعلى أوراقي، وعلى قِطَع الكرتون التي جمعتُها من الطريق، وعلى عُلَب الكبريت والمعلَّبات الفارغة، وحفرتُه بمسمارٍ مدبَّب على عمود الحديد الداخلي للخيمة التي نعيش بها في مخيَّم اللّاجئين". وجاء السرد في الرواية بضمير المتكلم، حيث يسرد الفتى "يحيى" كيف بدأ وعيُه الجديد بالتشكُّل في مخيمٍ للّجوء بعد أن غادر بلاده رغماً عنه، وخلال رحلة خروجه أصيب بمرضٍ أفقدَهُ ما حُفِظَ في ذاكرته من أحداث، لكنه استطاع امتلاك قدرة خاصة مكّنته من عبور ذكريات الآخرين، واستعارة ما فيها ليؤثّث بذلك ذاكرة جديدة تتلمّس بعضَ الماضي الذي فقده،...

“عن الكتابة والصداقة: شخصيات وذكريات”.. جديد سعيد يقطين

يمثّل كتاب "عن الكتابة والصداقة: شخصيات وذكريات" للناقد والكاتب المغربي سعيد يقطين، رسالة اعتزاز وتقدير لأصحاب القلم ممن رافقهم المؤلف أو عرفهم أو قرأ لهم أو تشاكلَ مع نصوصهم بطريقة أو بأخرى، ويتضح ذلك منذ الإهداء الذي جاء فيه: "إلى الذين أحببتُهم ولم يكن عندي الوقتُ الكافي للإفصاح أو الإعلان عن ذاك الحبّ.. فالحبّ تشريفٌ للصداقة، وتقديرٌ للكتابة". يؤكد الكتاب الصادر عن "الآن ناشرون وموزعون"، على مقولة أنّ الصديق "أخ لم تلده لك أمك"، وقد يجمعك مع الصديق هَمّ مشترك، أو هدف نبيل، أو علاقة إنسانية مبنية على المودة المشتركة من دون أن تكون وراءها منفعة معينة، أو قصد مُعين يريد أحد الطرفين نيله من الآخر. ويشير يقطين إلى أن بين الصداقة والكتابة علاقة قوية، ولا سيما إذا كان الكاتبان الصديقان يحترم كلٌّ منهما الآخر، وإن تعددت التوجهات وتفرقت الآراء واختلفت التصورات، موضحًا: "قد نعقد علاقة صداقة مع كتّاب لا يعيشون بيننا، إما بسبب الفارق الزمني، كأن يكونون من أزمنة موغلة في القدم، أو من أمكنة بعيدة عنا، أو يتكلمون بغير لغتنا ويدينون بخلاف معتقدنا أو ثقافتنا". ويتناول الكتاب زهاء أربعين شخصية ثقافية، عربية وغربية، تعالقَ معها المؤلف فكرًا وإبداعًا، منها إدوارد سعيد الذي قارب يقطين فكره ومصنفاته من زاويتين تتضافران معًا لتقديم دوره على مستويَي العطاء الفكري والإنساني من جهة، وما...

الوهيبي يعاين سمات المسرح الشعري العُماني المعاصر

يتناول الباحث الدكتور سعيد بن هديب الوهيبي في كتابه "المسرح الشعري العُماني المعاصر" تاريخَ المسرح الشعري العُماني، وموضوعاته، وإرهاصاته التجريبية، مستعرضًا العوامل المؤثرة فيه، مثل: الأحوال الثقافية، ودور المعلمين العرب وغير العرب في إثراء المشهد المسرحي، وأثر المسرح الشعري الغربي فيه. ويفرد الوهيبي في كتابه الصادر عن "الآن ناشرون وموزعون" بالأردن فصلاً لأبعاد البناء الفني للمسرحية الشعرية العُمانية من خلال عدد من النماذج. وتكشف فصول الكتاب الذي يمثل دراسة وصفية تحليلية فنية، إلى أي مدى جاء المسرح انعكاسًا للواقع، فوفقًا للباحث: "صوَّر المسرح الشعري العُماني صورة حقيقية للبيئة الاجتماعية العُمانية حينما حمل في جعبته الكثير من الملامح التراثية والمعاصرة". وسعى الكتاب إلى الكشف عن أهم تطلُّعات المسرح الشعري العُماني، وتأكيد أنه انعكاس لبيئة صانعيه، فهو لا ينفصل عن الأحداث الاجتماعية الدائرة، وهذا ما يؤكده الوهيبي بقوله: "إن توالُدَ المسرح نتيجةٌ للتلاقي والتبادل بين الناس، ذلك أن وظيفة المسرحية الكشف للمشاهد عن طبيعته الإنسانية حتى يستطيع التآلف مع الآخرين". ويرى الوهيبي أن القيم الجمالية التي يبعثها المشهد المسرحي في نفوس المشاهدين من الممكن أن تتحوَّل بعد التفاعل معها إلى "قوة فاعلة في صفوف المجتمع، أو على أقل تقدير بين أفراد الجماعة". جاء الكتاب في خمسة فصول، ومقدمة وخاتمة، ويعدّ الفصل الأول دراسة تمهيدية، وتناول الفصل الثاني مفهوم المسرح الشعري وعناصره وأغراضه وأنواعه، أما الفصل...

صدور أول موسوعة للشّعر الخيميائي

في أكثر من 800 صفحة وفي تحقيق لأكثر من ثلاثة آلاف وخمسمائة بيت شعري (3500)، تصدر دار الآن ناشرون بعمان بالاردن أول موسوعة لشعر الخيمياء من تحقيق الدُّكتور الهواري غزالي. وتسعى هذه الموسوعة الأدبية إلى نفض الغبار عن أهمِّ جزءٍ من التُّراث العربي الذي طاله النِّسيان وهو الخيمياء. وهو جزءٌ ستكتمل به حتمًا المكتبة العربيَّة، نظرًا للنُّقص الذي تبديه إزاء هذا العلم المهمَل. وتضمُّ هذه الموسوعة في جزئها الأوَّل ديوان شذور الذَّهب لابن أرفع رأس الجيَّاني الاندلسيِّ (المتوفَّى سنة 593 هـ - 1197 م)، وفي جزئها الثَّاني ديوان قراضة العسجد لمحيي الدِّين بن عربي (المتوفَّى سنة 638 هـ/1240 م) وديوان سلاسل النُّضار لصلاح الدِّين الكوراني (المتوفَّى سنة 1049هـ-1639م) في جزئها الثَّالث. فأمَّا بخصوص ابن أرفع رأس الجيَّاني المسمَّى بالرَّئيس، فهو يعدُّ من أهم الشُّعراء الخيميائيِّين. وهو الشَّاعر الذي قيل فيه : "ولو لم يكن للأندلسيين غير كتاب "شذور الذهب" لكفاهم دليلاً على البلاغة (...) فلم يَنْظِم أَحَدٌ في الكيمياء مثل نظمه بلاغةَ معاني، وفصاحةَ ألفاظ، وعذوبةَ تراكيب، حتى قيل فيه: إن لم يُعَلِّمْك صنعة الذَّهب علَّمك صنعة الأدب. ولقد قام، الدَّكتور الهواري غزالي، إضافةً إلى تحقيق قراضة العسجد في الجزء الثَّاني، بضمِّ قصيدة الشَّيخ الأكبر المسمَّاة كشفُ الأستار لخواصِّ الأسرار، ورسالة أخرى بعنوان شرح قصيدة كشف الأستار لخواصِّ الأسرار لعبد الرَّحمن السُّويدي،...

“الخَرَّوبة” لرشيد عبدالرحمن النجّاب.. بداية عهد جديد

رواية "الخَرَّوبة" لرشيد عبدالرحمن النجّاب.. تعدَّدت الأحداث والقدر واحد، إنه البطل؛ جد الراوي والمجنَّد.. وأشياء أخرى.. هذا هو ما يحكيه رشيد عبدالرحمن النجاب، الذي كتب سيرة حياة جده، في الفترة الواقعة بين عهدين يؤرخ لهما، أو لجده بينهما، فكم هي قاسية أحياناً، قاتلة أحياناً أخرى تجربة التجنيد الإلزامي، لا سيما في فترات الحروب.ويأتي عنوان الكتاب الصادر حديثًا عن "الآن ناشرون وموزعون" في الأردن في 112 صفحة من القطع المتوسط، ويضم سبعة عشر فصلاً لكلٍّ منها عنوان مستقل، يأتي وكأنه استشراف لما هو قادم من أحداث، وتبدأ القصة منذ السطور الأولى بالفصل الأول المعنون "ذات صباح"، إذ يبدأ رشيد عبدالرحمن النجّاب، مصطحباً قراءه في حالة من الاستحضار الروحي لكل ما يحكي عنه، حتى إننا منذ العبارة الأولى نحيا مع "مِصِلحة" حالة القلق والتوتر التي حرمتها النوم، غارقين مثلها تماماً في دوائر التساؤلات، يقول النجَّاب: "لم يكن ذلك الصباح مثل كل صباح بالنسبة لمِصِلحة (أم رشيد)، هاجس غريب عبث بخدر الجسم، وأبعد عن العينين سكينتهما، بات الفراش غريباً، يتنكَّر لمهمته كمكان تستمد منه بعض الطاقة للغد بمهامه المتجددة واللانهائية، ابتداءً من خطوط الفجر الأولى وحتى غياب الشمس، فما الذي استجد في هذه الليلة؟! ولماذا لم تدرك من ليلها نوماً يمكن أن يمدَّها بهذه الطاقة؟ أي شيء استجدَّ فعبث بإغفاءة تنسيها ما كان...

“أَرَانِي أُعِيدُ لخُيُولِي بَيَاضَهَا”.. أنشودة المغني وأسطورة الذئاب

المجموعة الشعرية "أَرَانِي أُعِيدُ لخُيُولِي بَيَاضَهَا" للشاعر والكاتب الأردني رامي عبدالله الجنيدي تستجلي هويَّة الشاعر وذاته التي يرمز إليها كثيراً بـ"المغني".ويأتي عنوان الكتاب الصادر حديثًا عن "الآن ناشرون وموزعون" في الأردن في 92 صفحة من القطع المتوسط، ويضم 23 قصيدة، تدور جميعها في فلك نفس الشاعر وعلاقته بذاته وهويته ووطنه وأبيه، والكائنات من حوله، لا سيمة الطبيعة ومفرداتها.يقول رامي عبدالله الجنيدي من قصيدته "وتمرض الذئاب"، وكأنه ينادي ذاته التي يسقط عليها صفات الذئب في كثير من مواضع المجموعة، وكأنه يحاكي بين النفس الإنسانية والجسد الذي تنتمي إليه وبين الأرض والذئاب التي تدب بين جنباتها:"أيُّها الذئبُ القابعُ بينَ المراياحَطِّمْ مراياك واتبعْ طريدَتَكَنحوَ دروبِ البرتقال،وقُل لظِلالِكَ المكسورةِكلُّ ما في الأمرِأنَّني سرقتُ مِنَ الطريقِ سِيرتهَا،كَمَا تَمَرضُ الذئاب مِنْ سِيرَةِ النَّرجِسِتَمْرَضُ الحقول حِينَ تَهجرُها ذِئَابُهُا".فما الذئب الذي يناجيه الشاعر سوى نفسه التي يرغب لو أنها تكسر القيود التي تكبلها وتتبع حلمها ناجية من العقبات.وفي قصيدة "لدغة لا مفر منها"، يتساءل رامي عبدالله الجنيدي أسئلة وجودية لا ينتظر لها جواباً وكأنما يبرز كم التناقض القابع في النفس البشرية:"مَنْ قالَ لكِ أيَّتُها المراياأنَّني تعلَّمْتُمِنْ لدغةِ الأفعى؟فأنا كُلَّما لدغتني بِسُمِّهاجِئْتُها أَسعى.لماذا أَيَّتُهَا المراياكُلَّما سألتُذاتَ السُّؤالِ للدُّنياتُشيحُ بوجهِهَا عنِّي؟".ومن قصيدة "قصة شعب من العنب" يقول رامي عبدالله الجنيدي عن المغنِّي؛ الذي يرمز إليه هو نفسه في مواضع...

“نينا تُغنِّي بياف” لبولص آدم.. الفارق بين الهواية والهوى..

رواية "نينا تُغنِّي بياف" للكاتب العراقي بولص آدم تمزج بين الواقع الحقيقي جدّاً والفانتازيا المحلقة في سماوات الخيال إلى أبعد مدى. تدور أحداث الرواية في مدن شتى من الشرق والغرب، عبر عشرات القصص الخلفية والشخصيات الحقيقية التي تدفع بالقصة الرئيسة إلى الأمام، بعنصر المفاجأة الغزير والثري. الشخصيات في الرواية هي التي تتفاجأ المرة تلو المرة قبلنا، نحن نكتشف ذلك في الوقت المناسب فقط، ليس إلا أن ندرك بأن أمكنة ومدن الخلاص الموعودة للمهاجرين قسراً، ما كانت في حياة نينا ومن حواليها، سوى أمكنة تُخفي لعنة وخديعة وانصهاراً.. ويأتي عنوان الكتاب الصادر حديثًا عن "الآن ناشرون وموزعون" في الأردن في 185 صفحة من القطع المتوسط، ويضم اثني عشر فصلاً يراوح فيها بولص آدم بين اجترار الماضي متمثلاً في حكاية نينا حول تاريخ عائلتها، وتماهيها مع أمها التي كانت تعشق إديث بياف، المغنية الفرنسية المشهورة، وكيف اكتشفت أنها هي أيضاً تملك روح بياف وعشقها للغناء، ورغم تبدِّي تلك الموهبة في وقت مبكر من حياتها، ففي الفصل السادس تقول نينا حول نجاحها المبكر في الغناء: "أحرزت المرتبة الأولى ضمن برنامج مواهب غنائية في راديو يريفان. ووقع عليَّ الاختيار للغناء المنفرد مع كورال أوركسترا المدينة. أسعدني الخطو على طريق فني عتيد، يعوِّض عدم مواصلة الدراسة النغمية في مرحلة متطورة ويعقب دراستي النغمية الموسيقية...

“معنى أن ندرك”.. مقالات في الفن وعلم والنفس والاجتماع

يتضمن كتاب "معنى أن ندرك" الذي ترجمه الكاتب الأردني موفق ملكاوي وقدم له د.أحمد ماضي، مجموعة من المقالات في الفن وعلم النفس والاجتماع التي يُعَدّ أصحابها أعلاماً في مجالاتهم. يناقش الكتاب الصادر حديثاً عن "الآن ناشرون وموزعون" قضايا متنوعة ويطرح موضوعات على غرار: العلاقة بين العار والفشل الأخلاقي، لماذا يمتلك معظم الناس أشياء لا يحتاجونها، لماذا يستغرق بعض الحزن وقتاً أطول للشفاء؟، التحدي الوجودي للصور النمطية، تأثيرات الأسرى في مجتمعات آسريهم، علم النفس التجريبي ونقاشات فلسفية حول الفن ومعناه، كيف يمكن لروايات الديستوبيا التحريض على التطرف في العالم الحقيقي؟ لماذا لم يكن عصر التنوير هو عصر العقل؟ لماذا يؤمن بعض الأشخاص بنظرية المؤامرة؟ وتسلط إحدى المقالات الضوء على شاعرة أصيبت بسرطان؛ ما أدّى إلى تشوُّه وجهها، إذ تروي صاحبتها (كريستا توماسون) في مذكراتها كيف أنها تشعر بـ"العار من وجهها". وتساعد مذكراتها في إلقاء الضوء على "التعقيد المذهل لهذه العاطفة"؛ عاطفة العار". بينما تذهب "ماري لوندورف" إلى أن فقْدَ عزيز يؤدي إلى مجموعة من ردود الفعل النفسية والاجتماعية، لكن هذه الردود تُلاحَظ عند أقرب الناس إلى الفقيد، وعند المتأثرة حياتهم جراء فقده. وتخلص الباحثة إلى أن القول المأثور "الوقت يداوي كل الجروح" صحيح جزئياً، وترى أنه لا مناص من مراجعة الطبيب لمزيد من الدعم، لأن الوقت لا يشفي كل أنواع الحزن. وترى مقالة أخرى...

“كلاب برية” لعبد النبي فرج والسرد الملغّم

يصف الكاتب المصري ابن الصعيد سرده القصصي والروائي بالسرد الملغّم، الذي حال دون نشر أولى مجموعاته القصصية " جسد في ظل"، وظلت هذه الصفة ملازمة لسرده الروائي حتى في أحدث رواياته "كلاب برية" الصادرة عن "الآن ناشرون وموزعون" في الأردن. ونموذجا لسرده الملغّم ما يورده الكاتب صفحة 271، إذ يقول "لم أكن أتصور ذلك! وطلب مني أن أنضم لتنظيم سري من الشرفاء من أبناء الوطن، يديره رجل أمن كبير في الجزيرة، ورغم أنني لم تكن لدي رغبة في تعريف أحد بما أقوم به من دور وطني، لكنني وافقتُ، وجمعت الشباب الذي يعملون معي، وحضرنا اجتماعًا مع القيادة، وكان لنا دور كبير في حماية مصر من الإخوان، والشيوعيين، والشواذ، والجواسيس، والعملاء، واستطعنا مع «البلاك بلوك» قصمَ ظهورهم، وتشتيت شملهم، والعودة بمصرنا الحبيبة كما كانت". وربما سيفهم القارئ أن الحديث يدور حول الانقلاب الذي حصل في مصر سنة 2013، الذي حاولت الأطراف المشاركة فيه إظهاره على أنه ثورة شعبية. الشخصية الرئيسية في الرواية مصري الجنسية بسيط من أبناء الصعيد، يشارك في الحرب ويؤسر( لم تحدد الحرب هنا)، ثم يعود إلى بلده بعد سنوات يكون ابنه أصبح فيها شابا، ثم تدور مفارقات في حياة هذا الجندي تكشف عن واقع اجتماعي وسياسي وثقافي متخلف. تبدأ الرواية بالإشارة إلى سنة 1952، دون أن تبعها أي توضيحات، هل هي سنة أحداث الرواية، ...

كريم نايت أوسليمان يترجم “مقطوعات شعرية” للجزائري محمد ديب..

يتضمّن كتاب "مقطوعات شعرية" ترجمةً لمختارات من نصوص الأديب الجزائري الراحل محمد ديب، ترجمها من الفرنسية إلى العربية كريم نايت أوسليمان. هدفت هذه الترجمة كما يوضح أوسليمان أن تقدم قراءةً أو إعادة قراءة محمد ديب، و"التماس طريق العودة" نحو الثقافة والهويّة اللتين تعرّضتا لمحاولات تدميرهما، وهذا "أحد أصعب التحديات التي تواجه بلدان ما بعد الاستعمار وأكثرها تعقيداً". ويضيف المترجم: "لقد تمَّ انتزاع الاستقلال على حساب الدم، لكن الوضع الحالي الذي تعيشه معظم البلدان المستعمَرة سابقاً يُظهر أن الاستقلال لا يمكن أن يكون غايةً في حدّ ذاته، بل هو رحلةٌ مستمرة في درب تحرير الإنسان".تؤكد المقطوعات المختارة في الكتاب فكرةَ المقاومة التي حضرت بقوة في نصوص محمد ديب، سواء بشكل مباشر أو بشكل رمزي؛ من مثل حديثه عن لعبة "الوالبيتشاك" الشعبيّة، التي انتشرت في الجزائر خلال مرحلة الاستعمار الفرنسي، ويقال إن الإدارة الفرنسية للبلديات كانت قد منعت الأطفال الجزائريين من لعب كرة القدم في الملاعب إلى جانب أطفال المستعمِرين الأوروبيين، فتمّ اختراع هذه اللُّعبة رداً على ذلك. يقول ديب في قصيدة له:  "فَلْنَذهبْ بالبيتشاكْ، تْشَاك، تْشَاك إلى حيثُ نلعب سأَجلُبُ لك الشَّعيرَ والقمح يا حجَرَ الرَّحى العظيم يا أيَّتُها القيثارةُ - النَّحلة!".وتنحاز نصوص محمد ديب للقضايا الإنسانية الكبرى، فتتحدث عن الحرّية، والحرب، والحبّ، والتهجير الذي ذاق الشاعر مرارته، إذ يقول:"يجلس...