مرآة الصحافة

الهواري غزالي يحقق “كتاب ما أتى به الوارد”

ينطلق الباحث الجزائري الهواري غزالي في تحقيقه لكتاب "ما أتى به الوارد" من أن هذا النص من أهمِّ الفصول والرَّسائل التي ألَّفها الشيخ محيي الدين بن عربي لغرض تبيان طريقة السُّلوك، بناءً على معرفته العميقة بالكيمياء القديمة. اشتمل الكتاب الصادر عن المركز المتوسطي للدراسات الأندلسية و"الآن ناشرون وموزعون"، على مقدمة، ودراسة حول المخطوطات المحققة؛ مخطوطات رسالة "كتاب ما أتى به الوارد"، ومخطوطات قصيدة "كشف الأستار لخواص الأسرار"، ومخطوطة "شرح كشف الأستار لخواص الأسرار". وأدرج المحقق لكتاب "ما أتى به الوارد" نسخاً مصورة لأول صفحة من المخطوطتين المعتمدتين؛ مخطوطة حيدر آباد، ومخطوطة دمشق. كما أدرج نسخاً مصورة لأول المخطوطات المعتمَدة لقصيدة "كشف الأستار عن خواص الأسرار"، ونسخة مصورة لأول المخطوط المعتمَد لـ"شرح قصيدة كشف الأستار لعبد الرحمن السويدي". يوضح الهواري غزالي أن هذه الرسالة المحققة تحمل عنوانين: "كتاب ما أتى به الوارد"، و"المقنع في إيضاح السَّهل الممتنع"، وأن الرِّسالة عُرفت في أغلب مخطوطاتها بالعنوان الثَّاني، وهو عنوانٌ، كما يرى، ينسجمُ مع أسلوب ابن عربي في تخصيص عناوينه بالسَّجع الدالّ، أمَّا العنوان الأوَّل الذي تصدَّر مخطوطة "كتبخانة آصفيَّة" لحيدر آباد، فيكاد يكون منسجماً مع محتوى الكتاب، إذ إنَّ ابن عربي يرى أنَّ الكيمياء يتمُّ اكتِسابُها من خلال الوارد. وضمّ الباحث إلى تحقيق هذه الرِّسالة قصيدة "كشف الأستار لخواصِّ الأسرار"، ورسالة بعنوان "شرح قصيدة كشف الأستار...

“حرب رمضان ” كتاب جديد لـ”معن العداسي”

يقدم كتاب "حرب رمضان والشرق الأوسط الجديد.. الضرورة والمآلات" للكاتب معن عبد الرحمن العداسي الصادر حديثا عن "الآن ناشرون وموزعون" في الأردن جملة من الحقائق التي غيّبها الإعلام العربي تحت سطوة السياسة، وقدم خلالها أيام الحرب مشهدا غير واقعي، ونصرا لم يدم طويلا. ويرصد الباحث الوثائق والتصريحات وما نشر في الصحف والمذكرات عن حرب العاشر من رمضان، أو حرب 6 أكتوبر، أو حرب تشرين، أو حرب يوم الغفران، أو حرب كيبور، سواء في الداخل العربي أو الاسرائيلي أو في الوثائق والمذكرات الامريكية والسوفيتية وأوراق القادة والضباط الذين شاركوا في تلك الحرب ويومياتهم واعترافاتهم ورسائلهم، وتفسيراتهم لما حدث وما كان ينبغي أن يحدث، ليقدم نتائج جديدة ومفاهيم مختلفة ومغايرة لتلك التي رسخت في أذهاننا عن تلك الحرب وأيامها. وصدَّر الكاتب معن عبد الرحمن العداسي مقدمة كتابه بتنويه مهم مفاده أن إسرائيل قد أعلنت بتاريخ 8/9/2023 "عن الإفراج شبه الكامل عن أرشيفها حول حرب «يوم الغفران»، ولكن باللغة العبرية، ولهذا، حين القيام بهذا البحث كانت المصادر محدودة باللغة العربية، وسيُحدَّث هذا الكتيب حال توافر المصادر والترجمات الجديدة للوثائق العسكرية التي افرج عنها حيث أصبح كل شيء عن الحرب متاحًا للجمهور الإسرائيلي بلا حذف أو إضافة. ويضيف العداسي في معرض تقديمه إلى أنه أثناء تجهيز الكتاب للطباعة قامت وزارة الدفاع المصرية في شهر فبراير 2024...

“ماذا بعد؟ قياس الأثر الاجتماعي وإدارته” لخلود هندية.. التنمية المستدامة وطرق قياس وإدارة الأثر الاجتماعي

يشمل كتاب "ماذا بعد؟ قياس الأثر الاجتماعي وإدارته" للباحثة خلود هندية عدداً من المحاور والمفاهيم حول موضوع التنمية المستدامة وقياس الأثر الاجتماعي وإدارته، مع تفصيل الخطوات العملية لقياس الأثر، عبر رحلة عمل مليئة بالتحديات. يأتي الكتاب الصادر حديثًا عن "الآن ناشرون وموزعون" بالأردن في 192 صفحة، ويضم مقدمة حول تعريف التنمية المستدامة، والأهداف العالمية للتنمية المستدامة وخطوات تأسيس استراتيجية الاستدامة، والميزة التنافسية لتبني نهج مستدام ضمن أعمال المؤسسات. ثم تتحدث المؤلفة عن أسباب عدم التمكن من تحقيق أهداف الاستدامة، منها عدم فهم وتحليل أثر البرامج والمشاريع على المجتمع والبيئة، من هنا تنتقل المؤلفة لشرح المفاهيم والتعريفات المرتبطة بالأثر الاجتماعي والأبعاد الخمسة للأثر والمبادئ والمعايير العالمية لقياسه، وبعدها يتم تفصيل خطوات قياس الأثر وإدارته مع تقديم عدد من النماذج والأمثلة الواقعية والأخطاء الشائعة التي تسهل من عملية فهم وحساب الأثر الاجتماعي لكافة البرامج والمشاريع. وتقول المؤلفة حول أهمية تبني هذا المفهوم: "تقوم العديد من المؤسسات من جميع القطاعات والأحجام بالاستثمار وتنفيذ عدد من المبادرات والمشاريع بهدف حماية الموارد البيئية والاجتماعية تحت شعار "تحقيق التنمية المستدامة والمسؤولية المجتمعية". لكنّ الإحصاءات العالمية تشير إلى أنه على الرغم من تلك الجهود، فلن نتمكن من تحقيق الأهداف العالمية للتنمية المستدامة (التي أطلقتها الأمم المتحدة عام 2015 ليتم تنفيذها بحلول عام 2030) قبل عام 2082، بالإضافة إلى...

“قوس قزح… فوق غزة” قصص قصيرة للدكتور أحمد زياد محبك.. لقطات حية من الأرض المحتلة

"قوس قزح فوق غزة" قصص قصيرة للدكتور أحمد زياد محبك من قلب الأحداث الجارية في غزة، واصفاً ما يجري بدقة شديدة، وكأنه يرسم بريشة فنان مشاهد حية معبِّرة عن الوضع المأزوم.ويأتي عنوان الكتاب الصادر حديثًا عن "الآن ناشرون وموزعون" في الأردن في 152 صفحة من القطع المتوسط، ويضم مفتتحاً، وسبعاً وعشرين قصة قصيرة.من قصة "تدمير عمارة الحاج عمر" يقول الدكتور أحمد زياد محبك ملخِّصاً أحد المشاهد المتكرِّرة في الأرض المحتلة: "في حي المنارة بخان يونس حفرة، كأنها قبرٌ فُتِح لاستقبال آلاف الشهداء، حفرة يبلغ قطرها نحو عشرين متراً، ويصل عمقها إلى ثلاثة أمتار، لا يمكن أن تعرف أي قذائف من طائرات متوحشة قد أحدثتها، كل المباني حولها دُمِّرت، بدائرة قطرها مئة متر، كان هنا مسجد، كان هنا مستشفى، كان هنا مدرسة، كان هنا عمارات، كان هنا أطفال ورجال ونساء وشيوخ، كانت هنا حياة دافئة".ومن قصة "نزهة.. في سماء غزة" يقول الدكتور أحمد زياد محبك على لسان جندي إسرائيلي يتلذَّذ بالقتل: "ما أجمل حربنا مع العدو! هي حقيقة نزهة، السماء من فوق كلُّها لي، والأرض من تحت كلُّها لي، لا شيء في الفضاء من حولي، هذه هي العمارات المهدَّمة تحتي، لم يبقَ شيء، ليس أمامي سوى أربع عمارات، أدمِّرها وأعود، لا يهمني إن كانت خالية، أو كانت آهلة، بل أتمنَّى...

المُتلقّي المُذعن”.. كتاب جديد للأكاديمي والباحث زياد الزعبي

يقدم كتاب "المتلقي المذعن" للأكاديمي والباحث الأردني زياد صالح الزعبي قراءة ناقدة لعدد من النصوص وطروحاتها وأفكارها، منها ما يمثل مرجعية يصعب التشكيك فيها أو محاورتها أو نقضها.وجاء الكتاب الصادر عن "الآن ناشرون وموزعون" مؤخراً، في ستة فصول، ناقش الفصل الأول "المتلقي المذعن عند حازم القرطاجني"، وفيه يرى الباحث أن المتلقي يحتل بوصفه هدفاً لفعل الشعر مكانة محورية ﰲ النظرية الشعرية عند القرطاجني الذي أقام نظريته ﰲ التأثير الشعري على فاعلية التخييل السيكولوجية المؤسَّسة على جدل العلاقة بين النّص الشعري المخيل ومتلقيه، إذ يظهر النّص الشعري ﰲ إطار هذه العلاقة طرفاً مستبداً يمارس سطوته على متلقٍّ لا يملك إلا أن "يذعن" لما يريده، فينفره مما يريده النّص أن ينفر منه، ويقبل على ما يريده النّص أن يقبل عليه، استناداً إلى القاعدة السيكولوجية التي ترى أن "الناس يتبعون تخيلاتهم أكثر مما يتبعون علمهم وظنّهم".أما الفصل الثاني فخصصه الزعبي للسيميائية وناقش فيه آراء "دي سوسير" التي غدت تصوراً ونظراً مرجعيّاً تقبّله الباحثون في الثقافة الغربية، واستلمه الباحثون العرب تقبُّلَ إذعانٍ في معظم الأحيان، وذهبوا إلى بناء رؤاهم حول الأسلوبية والبنيوية والسيميائية استناداً إلى إعجاب وتصديق مطلق لما قرأوا، وهو فعلٌ ثبت من خلال المراجعة العلمية أنه لا يصمد أمام قراءة ناقدة مسائلة، فقد ذهبت بعض الدراسات الأوروبية الحديثة إلى أنّ ما...

“وقرّبناه نجيّاً”… لسندس مريّان.. هالات الابتهالات

كتاب "وقرّبناه نجيّاً (خلاص ابتهالات التوحيدي من كتاب «الإشارات الإلهية»)" لسندس مريّان، جمعت فيه المؤلفة ابتهالات التوحيدي في محاولة للوصول إلى الهدوء النفسي والروحي.ويأتي الكتاب الصادر حديثًا عن "الآن ناشرون وموزعون" في الأردن في 154 صفحة، ويضم فقرات منفصلة متصلة.وتقول سندس مريان في سبب تأليفها للكتاب: "فَلَمّا كانَ وَصلُ الدُّعاءِ بلسانٍ فَصلٍ أَشْفَى وأندَى مِنْ وَصْلِهِ بلسانٍ بَتر؛ كانَ هَذا الكِتابُ، وهوَ حصيلةُ ابتهالاتِ أَبي حَيّان التَّوْحيديّ مِنْ كِتابِهِ "الإِشارات الإلهيَّة" الَّذي خاضَ فيهِ مَنْ خاضَ، وارْتاب فيهِ مَنْ ارْتاب لِما فيهِ مِنْ شَطحاتٍ وإيغالاتٍ حالَتْ دونَ بِرِّ التَّأْويل.هذا كِتابُ «وَقَرَّبْناهُ نَجيّاً» مُحاوَلةٌ في خَلاصِ صافي القَطْرِ مِنْ غائِر البَحْرِ. عَسَى أَنْ يَنْفَعَ اللهُ بِه نَفْساً ضاقَتْ ودَعوَةً حارَتْ، واَلله أعلَمُ بِما في الصُّدورِ وَالهادي لأقصَد السَّبيل".وتعرف بالتوحيدي صاحب كتاب "الإشارات الإلهية" في مقدمة الكتاب، فتقول: "أَبو حَيَّان التَّوْحيدي (310 – 414هـ / 922 - 1023م) فيلسوف مُتَصوِّف وأديب بارِع، مِن أَعلام القرْن الرَّابع الهجْري، لُقِّبَ بـ«فيلسوف الأدباء وأديب الفلاسفة»، وبـ«الجاحظ الثاني» لرفعة أسلوبه ومداد قلمه.وُلِد علي بن محمد بن العباس التوحيدي البغدادي، المُكّنّى «أَبو حَيَّان»، في بَغْداد، وَعاش أَكثَر أَيامِه فيها، وامْتاز بِسعة الثَّقافة ودِقَّة التَّعْبير البلاغيِّ وجَمال الأسلوب، وله مُؤلَّفات عَديدَة أشْهرها: «الإمْتاع والمُؤانَسة»، و«البَصائر والذَّخائر»، و«الصَّداقة والصَّديق»، و«المُقابسات»، و«الإشارات الإلهيَّة» الَّذي اقتُبِسَ مِنهُ هَذا الكِتاب".وتتابع سندس...

“آنستُ ظلًّا” للشاعرة رقيَّة الحارثيّة.. قصائد تخاطب الذات وتنحاز للإنسانية

تتلمَّس الشاعرة رقية بنت عليّ الحارثية في مجموعتها الأخيرة "آنستُ ظلًّا"الصادرة حديثًا عن "الآن ناشرون وموزعون" خُطى الروح، فتمزج قصائدُها بين الحب والتجليات الصوفية في العلاقات الإنسانية مع المحيط والعالم الخارجي. وتبدأ الحارثيّة في المجموعة التي جاءت في 142 صفحة،بخطاب إلى الذات في محاولة للتصالح معها، والاحتفاء بالطفولة التي ما زالت تسكنها رغم السنين. وتقول: "إلى رُقيَّة الذاكِرة المُصابَة بالحَنينْ روزنة الأحلام الطِّفلة التي ملأتْ قَفيرَ فَرْحتها منْ حاراتِ القابلِ ذاتَ قَيْظ". وتأتي مفردة الحب في الديوان ذات دلالات متعددة، ففي نص بعنوان "تقلُّص" نقرأ للشاعرة: "وكُنَّا نرى في الحُبِّ خُوذَةَ فارِسٍ بِهِ نتَّقي الخِذْلانَ جُرْحاً مُنقَّبا!". وفي نصّ آخر بعنوان "سحَّارة" تقول: "محشوَّةٌ بالحُبِّ لمْ يُغْرزْ بِها رغمَ الشظايا رعْشَةُ الخَيباتِ لا شيءَ يحتَطِبُ الشُّعورَ تواتَرَتْ لُغةُ الصَّفاءِ العذبِ كالآياتِ سَحَّارةُ الحُبِّ المُزيَّنِ بالعَطا قلبٌ يمدُّ الحَقْلَ في الحُجُراتِ". وتتنوَّع أشكال الرمز في المجموعة لتشمل ما يتصل بالوطن والتضحية والموت والغياب وأسئلة الوجود، ففي قصيدة "البكاء الأخير" تقول الشاعرة: "يقولُ: سَيَمْضي هذا العَراءُ الكثيفُ سيَمْضي هذا العَناءُ العنيدُ سيَمْضي سألبَسُ أنْبوبةَ الغازِ وحْدي وأبْتَكِرُ الأغنياتِ الجميلةَ تسْقُطُ في أضْلعي واحدةً واحِدةْ سأخْبِرُ كلَّ الرِّفاقِ عنِ الوَطَنِ الحُرِّ فوقَ السَّماءِ وعنْ نوْرَسٍ قد غَفا مُطمئِنًّا على كَتفيّ صَحا فجأةً لكي يَنْقُرَ الأمنياتِ الكثيرة ويَصْنَعَ مِنْ ضِحْكَتي مائِدةْ!". وتتناول الحارثية في قصائدها الاحتلالَ ومقاومته، إذ نقرأ في قصيدة "انتظار دائري": "ودونَ اكْتِراثٍ مرَّ بالقُدْسِ غادِرٌ تعرَّى من المعْنى وأزْهَقَ ملْمَحَهْ! يُلوِّثُها بالليْلِ يحرثُ حقْلها رصَاصًا فيأتيهِ الشَّهيدُ ليفْضَحهْ!". كما تصب الشاعرة اهتمامها على البعد الإنساني انطلاقاً من الشعور...

كتاب عن التجربة الأدبية للموريتاني بدّي المرابطي

 يتناول كتاب "بدّي المرابطي والإسراءُ إلى مساكن الضباب" الذي صدر حديثاً عن "الآن ناشرون وموزعون" بالأردن، قراءات في التجربة الأدبية للكاتب الموريتاني بدي المرابطي، مدير المعهد الأوروبي للدراسات الإبستمولوجية ببلجيكا، تحمل أسماء مجموعة من النقاد والباحثين العرب.في تقديمه للكتاب الذي نسقه د.عبدالستار الجامعي، يرى الباحث التونسي د.أصيل الشابي أن نصوص المرابطي "تشبه مركبة تأكلها النار، وكلّما انطلقت أكثر إلى الأمام انبعث منها الحريق.. إذ يجمع بينها جامع متين هو الألم". ويشير إلى تمرّد الشاعر الذي تمثّل في تحوُّله من الاستعمال اللغوي إلى بناء المجاز والسياقات.وفي دراسته لديوان المرابطي "أسفار العشق والموت" يرى الشابي أن الشاعر استطاع صوغ رؤية منتفضة لا تتأثّر بالسياق السياسي والاجتماعي بقدر ما تسعى إلى التأثير فيه، انطلاقاً من التعويل على الأدوات الشعريّة وتحويل الهواجس الخارجيّة إلى مراجع شعريّة داخليّة تلهم الذات، وتعلي المبدأ الإنساني، وتتعالى عن المباشرة.من جانبه، قدم الباحث التونسي د.فتحي أولاد بوهدة قراءة في رواية المرابطي "أودية العطش"، موضحاً أن هذه الرواية يحرّكها صراعُ آفاقٍ بينها وبين نصوص أخرى كثيرة، هو المولّد الأساسيّ للنواتج الجمالية الدلالية لها. وأضاف أن هذا الصراع كان تناصّاً داخلياً قائماً على تفاعل الرؤى من جهة، وعلى التداخل مع تناصٍّ آخر شكليّ، من جهة أخرى.ويرى أن هذه الرواية تقدّم نفسها ﰲ سياق أدب نِضالٍ يستهدف مقاومة الاستبداد، وهذا يقتضي...

إضاءة على المجموعة القصصية “إلا رسولهم”

الدكتور أحمد خليفة أستاذ النقد بجامعة طيبةلَمْ أَدْرِ ما قَلْبي حينَها أَكانَ أَوْسَعَ عَلَيَّ أَمْ أَضْيَقَ كَعادَتِهِ كُنْتُ أَجوبُ وِحْدَتي ولا أَمْلِكُ وَقْتًا ولا أُغْنِياتٍ ولا أُمْنِياتٍ ولا صَهيلا ولَمْ يَكُنْ مَعي أَحَدٌ إلَّا ظِلّي النَّحيلَ الغَريبَ كَعادَتِهِ كَذلك لَمْ أُعْتِقْ شَمْسي بِمَغيبٍ، ولا صَوْتي بِوَجْه ٍكَسْتَنائِيّ لَمْ أَرَ مِنِّي إِلَّا أ .. ن ...... ا وبِضْعَ غَيْماتٍ ودَمْعًا أَدْمَنْتُهُ ولا يَعْرِفُني، وخُطُواتٍ أَهُشُّ بِها عَلى ما تَبَقّى مِنْ حُزْنٍ ارْتَمَيْتُ على مِقْعَدٍ وطاوِلَةٍ فارِغَيْنِ في مَقْهًى يَقَعُ آخِرَ وِحْدَتي كانَ مَرْشوقًا جُدْرانًا مِنْ حِكاياتِ العابِرينَ لِقَهْوَتِهِمْ وصَمْتِهِمْ وكانَ هَواؤُهُ بِضْعَ كَلِماتٍ عَلى عَجَلٍ فاجَأَني الفِنْجانُ المُرْتَمى عَلى الطَّاوِلَةِ أَمامي فَوَجَدْتُهُ ولَمْ أَجِدْني ووَجَدْتُ الآخَرينَ كُلَّهُمْ جالِسينَ عَلى مَوائِدِهِمْ إِلَّايَ فقَدْ كُنْتُ أَحْزِمُ ما تَبَقّى مِنِّي ومِنِّي كَعادَتي وأَحْتَسي ظِلِّي الَّذي ذَكَرْتُهُ سابِقًا بَيْدَ أَنَّ ذاكَ الفِنْجانَ أَوْقَفَني عَلى غَيْرِ عادَتِهِ، قائِلًا: خُذْ واقْرَأْ: "إلّا رَسُولَهم"!هناكَ القِصَّةُ القَصيرةُ جِدًّا: اخْتِصارُ الحَياةِ في لَمْحَةِ خَاطِرٍ، وإِعادَةُ نَمْذَجَةِ العالَمِ في رُقْعَةِ شَطْرَنْجٍ لَمْ يَبْقَ فيها إلَّا "كش مات"، وأَتْمَتَةُ الأَحْداثِ والإِحْداثِيّاتِ في مِلَفٍّ مَضْغوطٍ يُلائِمُ بَريدَ الـمُتَلَقّي.وهُنا؛ هذِهِ المَجْموعَةُ القَصَصِيَّةُ "إِلَّا رَسولَهُمْ"، لِلأَديبِ الكاتِبِ يُوسُف الجَوارِنَة: لَمْحَةُ خاطِرٍ تَتَشَظَّى في إِحْداثِيّاتٍ نَصِّيَّةٍ تَلِيقُ بِالحاضِرِ، وشَخْصِيّاتٍ تَرَكَتْ رُقْعَةَ شَطْرَنْجِها لِتَتَنَسَّمَ أَحْداثًا خاطِفَةً جَدَلِيَّةً في ساحَةٍ تَبْدو عَلى اتِّساعِها أَضْيَقَ مَجْهولًا، يُتْرَكُ لَها أَنْ تَتَحَرَّكَ كَيْفَ شاءَتْ، بَيْدَ أَنَّها تَجِدُ مُفارَقَتَها في أَنَّها "كش متُّ":"أَخَذَ صورَةً؛ لا يَقومُ "الجاحِظُ" فيها مَقامَهُ، تُزَيِّنُ...

“هو.. في العشق المجازيّ” لسلمى جمّو.. الاعترافات سمة الأحبة

ديوان "هو.. في العشق المجازيّ" للشاعرة السورية سلمى جمّو، تجسِّد الشاعرة فيه بطلي قصة الحب؛ حبيبها وهي، ويتبادل كلٌّ منهما دور المتحدث عبر قصائد الديوان.ويأتي عنوان الكتاب الصادر حديثًا عن "الآن ناشرون وموزعون" في الأردن في 86 صفحة من القطع المتوسط، ويضم ثلاثين قصيدة بين قصائد برقية قصيرة، ومتوسطة.وتفتتح سلمى جمو قصائد الديوان بقصيدة تحت عنوان "أنت النشوة" تقول فيها مناجية حبيبها:"كلُّ الوجوهِ حزينةٌإلا وجهك،يأتيني من خلفِ ضبابِ الحُزنِ مُهلِّلاً.كلُّ الأنواتِ حائرةٌ...عدا أناك،يلفُّ ذاتي بثباتِ صيّادٍ ماهرٍ بشعَبِ الإدراكِ.كلُّ الأحلامِ مؤجَّلةٌ...سوى رُؤاكَ،تنْضخُّ بعيشٍ أحمرَ قانٍ من المشاغباتِ.كلُّ الدّروبِ مُبهَمةٌ...والسَّبيلُ إلى مدائنِكَ... سالكةٌ ملهِمةٌ".ومن قصيدة "سيمفونية الصخب"، تقول سلمى جمو على لسان حبيبها الذي يناجيها وكأنه يرد على رسائلها برسائل لا تقلُّ حبّاً وحنوّاً عما ترسل به إليه عبر قصائدها، فتقول:"تكلَّمي جميلتي...تكلَّميوليبدِّدْ صدى حروفِك عنيعن بدنِ روحي،ضبابَ وحدتي.تكلَّمي...ولتحوّل نغم صوتِكمقابر خلايا عقليحفلاً صاخباً من الجذلِ.صغيرتي:ثرثريفأنا رجلٌ يبحثُ عن نفسِه بينَ كلماتِك،رجلٌ يعثرُ على أناهُ المقتولة بينَ دفّاتِ قصائدِك،رجلٌ يحبُّ بك ومعك...".ومن قصيدة "عبقك بصيرتي" تقول سلمى جمو، سائلة حبيبها في نبرة حانية مع محبة عارمة:" أنت...بعضٌ من الله، أم هبةٌ منه؟حبُّكنفحةٌ من روحِ الإلهِأم لحظةُ تجلّيه في هيئةِ عواطفَ؟قهقهاتُك...تراتيلُ لقبائلَ بدائيةٍ لم تعرفْ غيرَ العشقِ ديناًأم معزوفةٌ هاربةٌ من مزاميرِ الربِّ؟"وفي قصيدة بعنوان "اغتيالات الحنين" تقول سلمى جمو في مقطعها...