مرآة الصحافة

“مراكب الكريستال”.. أبوبكر كهال يسرد وجع الهجرة والشتات

كتاب "مراكب الكريـــــستال" روايــــــة للكاتب الإرتيري أبوبكر حامد كهال يلقي من خلالها الضوء على تجربة اللجوء السياسي ومدى صعوبة تحققه، وتلك الأهوال التي يمكن أن يقابلها المرء حين يفتقد الوطن ويُرغَم على التهجير عنه، سواء نتيجة الاضطهاد أو المعاملة السيئة أو الظروف التي يتعرَّض لها، سواء داخل هذا الوطن، أو حتى في البلاد الأخرى المجاورة جرَّاء محاولات هروبه من الاضطهاد والظروف العصيبة في الداخل.ويأتي عنوان الكتاب الصادر حديثًا عن "الآن ناشرون وموزعون" في الأردن في 66 صفحة من القطع المتوسط، وهذا الكتاب الذي بين أيدينا رواية متتابعة الأحداث، متلاحقة الأنفاس بلا فواصل نجمية ولا رقمية ولا عدد فصول، بل كأنها دفقة واحدة أخرجها المؤلف من جوفه فقذفها على الورق ولم يتنهَّد سوى بعد أن كتب آخر كلمة فيها.يبدأ الكاتب روايته على لسان البطل الذي لم يوضِّح إن كان هو نفسه أم أنه بطل خيالي، بالتساؤل: "هل أنا أحب أسمرا"؟ نعم أحب هذه المدينة المهددة بالعطش وبالحروب.أحبها رغم كل شيء. أحب شبابها الذين يغتالونهم بكل الطرق، بالتهجير وباختراع الحروب مع كل جيران البلاد. أراهم وهم يحاولون الاختفاء عن أعين دوريات التجنيد التي تُمشِّط المدينة، ويبتعدون عن أماكن الاكتظاظ والمرور عبر الشوارع الرئيسية. يداهم الجيش دار السينما الوحيدة، يقاطع العرض بإنارة الأضواء، ثم ينتزع الشباب من مقاعدهم ويذهب بهم إلى المعسكرات.إنها...

إشهار “المفصل في التعريفة الجمركية” للباحث سمير المكاحلة في المكتبة الوطنية

استضافت المكتبة الوطنية حفل إشهار كتاب "المفصل في التعريفة الجمركية" للمحامي سمير المكاحلة، برعاية د.محمد أبو حمور (وزير المالية الأردني الأسبق)، ومشاركة النائب صالح العرموطي، والعميد سائد علي عاشور (مدير مديرية العلاقات العامة والتعاون الدولي في دائرة الجمارك الأردنية)، وأدار الفعالية الأديب جعفر العقيلي.وقال أبو حمور الذي رعى الفعالية: "يحظى هذا الكتاب بأهمية كبيرة، خاصةً أننا نعيش اليوم عصر العولمة الاقتصادية، إذ تحتل التجارة العالمية مكانة متميزة، وتؤدي دوراً محوريّاً في تنمية وتطور الاقتصاد في مختلف دول العالم، وهذا ما يضفي أهمية خاصة على موضوع التعريفة الجمركية وأثرها في الأسواق العالمية وسلاسل الإمداد باعتبارها أداة تنظيم لتدفق البضائع بين الدول، وما يحمله ذلك في طياته من آثار اقتصادية تنعكس على مختلف القطاعات الاقتصادية".وأضاف أن الكتاب يمثل مرجعية مُعتبَرة في هذا الميدان، فقد "استُهِلَّ بعرض تاريخي متسلسل لنشوء وتطور التعريفة الجمركية، ومراجعات لغوية ومفاهيمية لهذا المصطلح مروراً بتطوُّر التجارة العالمية، وما رافق ذلك من تطور وتنوع في إنتاج البضائع، كما تطوَّرت الغايات التي تؤديها التعريفة الجمركية بما في ذلك الإحصاءات والبيانات وجهود التفاوض والترتيبات التي يتم التوافق عليها بين الدول".وتابع أبو حمور قوله: "تناول الكاتب ديناميكية المراجعة والتعديلات التي طرأت على جداول التعريفة الجمركية والعلاقة بين التشريعات المحلية والاتفاقيات الدولية ومدى التطبيق لكل منها، وما قد يبرز من تناقضات أثناء...

عالم بين السراب.. سلسلة روائية تسبر أغوار أسطورة قديمة قدم الوجود البشري في الأردن

تدور أحداث الجزء الأول من رواية "عالم بين السراب" في مدينة مادبا الأردنية، ويبرز خلالها التراث الثريُّ للمدينة الذي يتميز باحتوائها على آثار نادرة ذات أهمية تاريخية استثنائية.جاءت الرواية الصادرة عن "الآن ناشرون وموزعون" في الأردن في 214 صفحة. وتنتمي كاتبتها بلقيس العجارمة إلى المدينة نفسها؛ وهي من الأصوات الشابة المهتمة بالكتابة السردية الموجهة للبالغين واليافعين.تبدو بداية الرواية مشوقة إلى حد كبير؛ إذ تنطلق أحداث القصة من قدوم سائحة أجنبية إلى المدينة وطلبها من بطلتي الرواية، الطالبتين في المرحلة الثانوية، ميس وزينة، إرشادها إلى معلم أثري يقع تحت إحدى الكنائس، فتستجيب لها الطالبتان وتقع المفاجأة، إذ تختفي السائحة فور وصولها إلى المكان (النفق)، الأمر الذي تتوالد منه حبكة الرواية. عندها تصر الفتاتان على كشف اللغز المتعلق بذاك النفق."كانت ميس ما تزال ترجف وهي تحلف للمرشدة بأنها رأت السائحة تقفز داخل البئر بينما كانت المرشدة تصيح عليها: "من سمح لكما بالنزول إلى البئر؟"، وزينة تفرك عينيها كأنها كانت نائمة لساعات، لم تكن تذكر شيئًا، لكنها كانت تشك بتلك السائحة، فقد ذكرّتها مشيتها الغريبة بالدجاج؛ ساقان رفيعتان من الأسفل، فخذاها عريضتان وخصرها رفيع، كانت تتمايل يمينًا يسارًا ويسارًا يمينًا وهي تمشي، علاوة على أنفها الذي يشبه المنقار".وتواجه الطالبتان كثيرًا من العراقيل، فيُوجَّه لهما إنذار من المدرسة بعدم الذهاب إلى المكان، وتواجهان...

“تنويعات إيقاعية على الطبل” لزهير كريم.. قصص في الحرب وتجلياتها

تبرز الحرب بوصفها الثيمة المهيمنة على المجموعة القصصية "تنويعات إيقاعية على الطبل" لزهير كريم.. وتتعدد خلال ذلك المظاهر والتجليات.وجاء الكتاب الصادر عن "الآن ناشرون وموزعون" في الأردن في 133 صفحة، وضم بين جنباته 30 قصة؛ سمّاها حركات، وقدم لها بالقول:"تشبِهُ الحكاياتُ في هذا الكتابِ قرْعَ الطبول. وهي حركاتٌ مستقلةٌ، لكنها في اجتماعها تُشَكِّلُ لحنًا لا ينقطع، بينما ضاربُ الطبلِ يُواصلُ مهنتهُ، بالحماسةِ نفسها، بالوهمِ نفسه، ومن دونِ أدنى شعورٍ بالملل".مشيرا في الوقت نفسه عبر إهداء الكتاب إلى تجربته الشخصية مع الحرب، والتي انبثقت منها هذه القصص، قائلًا إنه يهدي الكتاب إلى: "إلى زهير كريم، الجنديِّ القديمِ الذي يَقرَعُ في رأسِهِ ضاربُ طبلٍ لم تأخُذْهُ على الرغم من كلِّ هذه السنوات سِنةٌ من نوم"..هذه العتبات الافتتاحية أسهمت في إدخال القارئ إلى جو الكتاب الذي تنقل الكاتب خلاله عبر مفاصل شكلت تاريخ الحرب منذ الأزمان القديمة إلى العراق الحديث الذي شهد حربًا مع إيران امتدت عبر سنوات ثمان، وشهد الكاتب نفسه كثيرًا من أهوالها:"هل تتزوج في هذه الإجازة؟" سألت العريف قاسم. لكنه لم يجبني: "آخ من العشك منه يويلي.. عمه عل الولف سهران ليلي.. عمه انخطف لوني ونزل حيلي".. ثم انفجرت قذيفة قريبة، لم أطمئن لانحناءة وحسب، سقطتُ، ربما بسبب الهلع، ولم أشعر أن الأغنية انقطعت فعلا، فتحت عيني وكان العريف...

“بيت المخيم”.. سيرة اللاجئ ومآلات الحنين في نوفيلا د. إبراهيم غبيش

يواصل الدكتور إبراهيم غبيش في إصداره الجديد "بيت المخيم" مشروعه الأدبي الذي يدور بين فنَّين من فنون الكتابة السردية هما القصة القصيرة والنوفيلا.وينتمي بيت المخيم إلى فن النوفيلا، وفيه تبرز انشغالات الكاتب التي تتناول قضايا الشتات الفلسطيني، والمعاناة التي يواجهها اللاجئون في أصقاع الأرض كافة.وجاء الكتاب الصادر عن "الآن ناشرون وموزعون" في الأردن في 120 صفحة، وظهرت خلال مفاصله "أسلوبية" الكاتب وملامح لغته؛ وهي لغة مقتضبة مكثفة، لكنها تضم العناصر بعضها إلى بعض فتكتمل الصورة المؤلمة والصادقة التي أراد إيصالها إلى القارئ.واهتم د. غبيش كذلك بالتفاصيل النفسية والعاطفية لأبطاله، فامتزج النضال عنده بالحب، والغربة بالحنين، وبدت مشاعر أبطاله قادرة على تجاوز الحواجز المرتبطة بالعمر أو اختلاف البيئة أو المستوى الاجتماعي للأبطال.يقول أحد مقاطع النوفيلا:"كانت لي شقة، غرفة، هنا، هناك،هنا، هناك.لكنه بيت المخيم، يتخلل نفسي،بيت طفولتي، مراهقتي،لا، لا أدري.البشر يتنقَّلون، يتوالدون.ما كان غير مسموحٍ به أصبح ممكنًا.شوارع جديدة، طوابق، متاجر.وبناء على الأطراف، لكنه، مخيم.ماذا لو عدت، وجدت أن المحتلين هدموه تمامًا، وجعلوا سكّانه يرحلون، هناك وهناك".وتمتاز أعمال إبراهيم غبيش بثيمة الارتحال، لكنه ارتحال مشدود دائما إلى الأصل وإلى المخيم الذي هو قَدَر لا يغادر أبناءه الذين كبروا فيه وإن ابتعدوا عنه إلى أبعد بلاد الأرض.."حينما رأيتُ النهر الواسع الكبير، البطات تسبح، غابات مجاورة وبشَرًا، سفُنًا، عصافير غريبة ملونة،فكرتُ:...

حوار على طاولة الجيل

منال العبادي تحاور الدكتورة خولة شخاترةفي هذا العدد من صوت الجيل تحاور الكاتبة الشابة منال العبادي في ملتقى الأجيال الدكتورة خولة شخاترة، فتلقي الضوء على تجربتها من خلال عدد من الأسئلة التي تستهدف إنجازاتها، وفي الوقت نفسه تقدم الدكتورة شخاترة رؤيتها لطريق الكتاب الشباب، وما يمكن أن يسعون إليه. الدكتورة خولة شخاترة أكاديمية أردنية وباحثة في السرد القديم والحديث ولها اهتمام بأدب الرحلات وما فيه من تعريف عن الآخر والتفاعل الثقافي بين العرب والشعوب الأخرى.درست بعض الروايات العربية والأردنية خاصة ولها اهتمام بالتراث الشعبي. أما منال العبادي فهي كاتبة شابة لها اهتمامات نقدية، إضافة إلى اهتماماتها في الكتابة الروائية، إذ إن لها رواية في طريقها إلى النشر قريبًا.حاورتها: منال العباديإذا قلنا إن الأدب هو منظومة لغوية تعبر عن الهوية وإن النقد هو تلك القدرة على تفكيك هذه المنظومة فما هو رأيك بالمنظومة الحالية والطرحالنقدي الحديث الذي يفكك هذه المنظومة هل هناك توافق بين النتاج ونقده؟تقتضي الموضوعية للإجابة عن هذا السؤال الإطلاع على كل ما صدر من نتاج أدبي،والإحاطة بما تبعه من دراسات نقدية تفكك منظومته إذا جاز التعبير، وهذا الأمر خارج عن قدرتي واستطاعتي، وبالتالي يصعب الحكم عليها، ولكن في حدود اطلاعي إن النتاج الأدبي يسبق المتابعات النقدية (الطرح النقدي ) بأشواط طويلة، غزارة وتنوعا وتعدد اتجاهات، وهذه...

“المفصَّل في التعريفة الجمركية” لسمير المكاحلة.. مرجع متخصص في تطور المفهوم وتطبيقاته الرقمية

كتاب المُفصَّل في التعريفة الجمركية للكاتب سمير المكاحلة يفصل القول في كل ما يخص التعريفة الجمركية، ومفهومها، وكيفية تصنيفها، وهو كتاب يقدم عرضاً شاملاً لمنظومة التعريفة الجمركية وتطورها التاريخي وما تتضمنه من جوانب قانونية وفنية، ويستشرف فيها مستقبلها في ضوء التحولات المعاصرة والتطورات التكنولوجية، كما يصف الدكتور محمد الحموري (وزير المالية الأردني الأسبق) في تقديمه للكتاب.ويأتي عنوان الكتاب الصادر حديثًا عن "الآن ناشرون وموزعون" في الأردن في 570 صفحة من القطع المتوسط، ويضم ثلاثة أبواب تحت كل باب منها فروع كثيرة، بين فصول ومباحث ومطالب وفروع، نظراً إلى طبيعة الموضوع المتناول وكثرة تفريعاته.ويصف الدكتور محمد الحموري في المقدمة جوهر كتاب التعريفة الجمركية قائلاً: "يمثل كتاب «المفصل في التعريفة الجمركية» مرجعية مُعتبَرة في هذا الميدان، فقد استُهِلَّ بعرض تاريخي متسلسل لنشوء وتطور التعريفة الجمركية، ومراجعات لغوية ومفاهيمية لهذا المصطلح مروراً بتطوُّر التجارة العالمية، وما رافق ذلك من تطور وتنوع في إنتاج البضائع، كما تطوَّرت الغايات التي تؤديها التعريفة الجمركية بما في ذلك الإحصاءات والبيانات وجهود التفاوض والترتيبات التي يتم التوافق عليها بين الدول".كما يركز الدكتور الحموري في مقدمته حول أثر التطور التكنولوجي سواء المباشر أو غير المباشر على جداول التعريفة الجمركية، فيقول: "تناول الكتاب آثار التطور التكنولوجي وما ترتَّب عليه من تغيير في أنماط التجارة التقليدية للبضائع العابرة للحدود، ووضع...

“زبيبة – الجدّة ماكِدّا”.. روايةٌ تشتبكُ مع الموروث العربيّ الجاهليّ وتنتصرُ للأنوثة والأمل

يعودُ الأديبُ الدكتورُ خالد عبد الرؤوف الجبر إلى التاريخِ، ليعيدَ تخييلَ سيرة (زبيبة)، والدة عنترة بن شدّاد، من خلالِ روايتِهِ الجديدة "زبيبة – الجدّة ماكدّا"، عبر سرد ذاتيّ تتكلّم فيه المرأة التي طُمست سيرتُها، ونُسجت حولها الأساطير بوصفها هامشًا في سيرة ابنها الفارس الشّاعر.تنهض الرّواية على فرضيّة سرديّة تمنح زبيبة صوتها، لا بوصفها مرويًّا عنها، بل راويةً لحياتها، تُمسك بالخيط السّرديّ من أوّله، وتعيد ترتيب وقائع الاغتراب والعبوديّة والنّجاة والولادة.تُفتتح الرّواية، وقد صدرت حديثًا عن "الآن ناشرون وموزعون"، في عمّان، بمقدّمة إيهاميّة تنبني على مخطوط يكتشفه الناقد د. إحسان عبّاس (رحمه الله) صُدفة، عبر حواريّة مع دليله السّياحيّ "رَيحانة"؛ الحفيدة الأخيرة لزبيبة. غير أن السّرد الأساسيّ يجري بلسان زبيبة نفسها، في حَكْي متدفّق، واعٍ، يتنقّل بين الذّاكرة والحدث، بين الحبشة والجزيرة العربيّة، بين الطُّفولة والرِّقّ، بين الوجع الشّخصيّ والتّحوّل الثّقافيّ.يمثّل صوت زبيبة، في بنيته العميقة، فعل مقاومة سرديّة يُمكّن الضّحيّة من الحَكْي من الدّاخل، ويقلب معادلة السّرد التّقليديّ، حيث لا يُعاد تمثيلها بوصفها تابعة لبطولة عنترة، إنّما باعتبارها نواة لحكاية أخرى، سابقة عليه، وموازية له. يتشكّل النّصّ من طبقات صوتيّة وتاريخيّة ولغويّة، وتُبنى الشّخصيّة عبر مونولوغات داخليّة، ونبرة حادّة تصنع التّوازن بين الكتمان والإفصاح.تشتبك الرّواية مع الموروث العربيّ الجاهليّ من جهة، والمخيال الحبشيّ من جهة أُخرى، وتتناول موضوعات الهويّة،...

دراسات نقديّة ترصد تجلّيات الأدب الأردني في ديوان وشهادة وكتاب

يشتمل كتاب "دراسات نقديّة في إبداعات أردنيّة.. دواوين وتواليف" للدكتور يوسف بكار على ستّ دراسات أنجزها الباحث كما يوضح في مقدمته في عام 2023.تناولت الدراسة الأولى من الكتاب الصادر عن الآن ناشرون وموزعون، الأردن (2025)، في 112 صفحة، ديوان "سرد لعائلة القصيدة" للشّاعر الأردني عمر أبو الهيجاء، ورأى الباحث بكار أن أبو الهيجاء "لم يُرْس سفينة شعره على شواطئ الشّعرين الشّطريّ والتّفعيلي، بل حطّ في بريّة قصيدة النّثر كما يقول نزار قبّاني، الذي بدأ شطريًّا ثم تفعيليًّا ومن ثمَّ إلى بريّة قصيدة النّثر؛ لكنّه ظلّ يغرّد على أغصان أشجار القوالب الثّلاثة وفْقًا للرؤية والموقع والموقف". موضحاً أن عمر أبو الهيجاء شاعر نثري، فلا نعدم أن نقع، بين الحين والحين، في بعض قصائد في دواوينه، على "سطور" موزونة من البحور الصّافيّة كالمتقارب والرّجز والكامل والمديد، وعلى ارتكازات قافيّة إيقاعيّه جزئيّة متباعدة ومتقاربة تُعلي من موسيقى الشّعر الخارجيّة، وتصون من ضعف الرّنين، وتشد أزر الموسيقى الدّاخليّة في الألفاظ والجمل والتّجاور. ومن أمثلة ذلك في قصيدته "نقاط": "الطّريق وحدَها تعرف إيقاع المتعبين، المدن تأكلها الشّظايا، قلبي موسيقى الرّاحلين".أما الدراسة الثانية في الكتاب فكانت حول ديوان "دم حنظلة" للشاعر الأردني إبراهيم الخطيب، والذي خصّص ديوانه لرسام الكاريكاتير الفلسطيني المعروف ناجي العلي الذي اتخذ من حنظلة رمزًا للفلسطيني المعذّب والمناضل القويّ في آنٍ، وقد...

“لو كنت قصيدة” لبراءة الأيوبي.. نصوص نثرية تحتفي بالوجدان واللغة المشحونة بالشعر

تنوعت نصوص "لو كنت قصيدة" للكاتبة اللبنانية براءة الأيوبي بين ما يمكن تسميته بالنصوص النثرية التي تحمل روح الشعر، حيث اللغة المكثفة الغنية بالصور والاستعارات، والإيقاع الداخلي والبُعد التأملي الذي تناول موضوعات فلسفية ووجدانية ووجودية بطريقة موحية، مع القدرة على تجاوز السرد إذ لا تروي النصوص قصة، بل تقوم على المشهدية والمقاطع الشعورية.وتضمن الكتاب الصادر عن الآن ناشرون وموزعون في الأردن (2025)، أكثر من ثمانين نصاً، دارت حول هواجس الكتابة والبحث عن الذات وحالات العشق وجمال المطر وموجودات الكون: "بعدما اختبرتُ الحياةَ عمراً، صرتُ أكثر يقيناً أنّ في الكون مكاناً لمشاعرَ لا تُتقنها قلوب البشر.. أن خبيئات من نور، تحتويها التربة وجذوع الشجر.. أنّ في الأزهار نبضاً، وبين النسمات همسات حلمٍ... وأكثر.. أن تتشابكَ روحُك مع صفاء كونٍ، وبساطةِ مشهدٍ بألوان الطيف.. فتلك هي السكينة".تلعب اللغة في نصوص براءة الأيوبي دوراً جوهريا يتجاوز التوصيل والتقرير، فهي ليست مجرد جسر نحو المعلومة أو الحدث، بل هي الحدث في حد ذاته، إذ تختار الكاتبة الكلمات بعناية لتخلق إيقاعاً داخلياً لا يعتمد على الوزن التقليدي، بل على التناغم والتكرار والإيحاء، والاقتصاد في التعبير، والغنى بالدلالات، إذ لا تقول كل شيء، بل تفتح الأبواب أمام القارئ ليكمل المعنى ويدلي بتأويله الخاص، ومن هنا تنبع قوتها، إنها لغة مشحونة بالعاطفة، تُولد من الإحساس وتلامس...