“مراكب الكريستال”.. أبوبكر كهال يسرد وجع الهجرة والشتات
كتاب "مراكب الكريـــــستال" روايــــــة للكاتب الإرتيري أبوبكر حامد كهال يلقي من خلالها الضوء على تجربة اللجوء السياسي ومدى صعوبة تحققه، وتلك الأهوال التي يمكن أن يقابلها المرء حين يفتقد الوطن ويُرغَم على التهجير عنه، سواء نتيجة الاضطهاد أو المعاملة السيئة أو الظروف التي يتعرَّض لها، سواء داخل هذا الوطن، أو حتى في البلاد الأخرى المجاورة جرَّاء محاولات هروبه من الاضطهاد والظروف العصيبة في الداخل.ويأتي عنوان الكتاب الصادر حديثًا عن "الآن ناشرون وموزعون" في الأردن في 66 صفحة من القطع المتوسط، وهذا الكتاب الذي بين أيدينا رواية متتابعة الأحداث، متلاحقة الأنفاس بلا فواصل نجمية ولا رقمية ولا عدد فصول، بل كأنها دفقة واحدة أخرجها المؤلف من جوفه فقذفها على الورق ولم يتنهَّد سوى بعد أن كتب آخر كلمة فيها.يبدأ الكاتب روايته على لسان البطل الذي لم يوضِّح إن كان هو نفسه أم أنه بطل خيالي، بالتساؤل: "هل أنا أحب أسمرا"؟ نعم أحب هذه المدينة المهددة بالعطش وبالحروب.أحبها رغم كل شيء. أحب شبابها الذين يغتالونهم بكل الطرق، بالتهجير وباختراع الحروب مع كل جيران البلاد. أراهم وهم يحاولون الاختفاء عن أعين دوريات التجنيد التي تُمشِّط المدينة، ويبتعدون عن أماكن الاكتظاظ والمرور عبر الشوارع الرئيسية. يداهم الجيش دار السينما الوحيدة، يقاطع العرض بإنارة الأضواء، ثم ينتزع الشباب من مقاعدهم ويذهب بهم إلى المعسكرات.إنها...