لون آخر للغروب” لهيا صالح.. بناء روائي متداخل
تقدم رواية "لون آخر للغروب" للكاتبة الأردنية هيا صالح، شكلاً تجريبياً حداثياً يقوم على بناء روائي متداخل، إذ بدا السرد الذي تنقّل بين ضمير الراوي "الأنا" في القسم الأول، وضمير الراوي كلي العلم "هو" في القسم الثاني، كأنما هو حكايتان منفصلتان، لكننا مع استمرار القراءة نلاحظ الخيوط الرقيقة التي تربط الحكايتين معاً عبر أجواء من الغرائبية والفانتازيا.تدور الحكاية الأولى في الرواية التي صدرت طبعتها الثانية مؤخراً، حول "وفاء" المرأة التي تبدأ اكتشاف ذاتها متأخراً، فتقع في حب عازفٍ هارب من الحرب، وتعيش بسبب ذلك في حالة من الارتباك النفسي، بين أن تختار أسرتها التي بنتها عبر سنوات ووفرت لها الأمن والاستقرار، وبين اختيار الرجل الذي أحبته والذي لا يمكن أن يقدم لها أرضية قوية أو مستقرة.. وهي في خضم هذه الهواجس تسائل نفسها أولاً وواقعها ثانياً حول مدى مسؤولية كلّ منهما عمّا يخططه القدر ويفرضه كواقع للعيش. تكتشف البطلة بعد رحلة صعبة تستعيد فيها ماضيها البعيد وتنظر من خلاله إلى حاضرها، أنها خرجت من إطار الزمن وحققت شرط الخلود الخاص بها، وهنا يكتشف القارئ عبر دلالات مبثوثة في النص وإشارات رمزية تربط الأحداث أن "وفاء" ليست سوى بطلة الرواية التي يكتبها كاتب مستأجَر يدعى "نجيب"، لهذا فهي بطلة خالدة على الورق وفي بطن الكتاب. تقول وفاء في جزء من الرواية: "لم...