مرآة الصحافة

“شعرية اللغة في القصة العُمانية القصيرة”.. الجيل الجديد ومحاولاته بتطوير لغة كتابتهم

تتأمّل الباحثة العُمانيّة خالصة بنت خليفة السعدي "شعرية اللغة في القصة العُمانية القصيرة"، وفي سعيها للوقوف عند محاولات الجيل الجديد من كتّاب القصة العُمانية القصيرة لتطوير لغة كتابتهم التي اتّخذت صورة شعرية في بعض المجموعات.الكتاب نفسه، وقد أصدرته حديثًا "مؤسسة بيت الزبير"، في العاصمة العُمانية مسقط، عن "الآن ناشرون وموزعون"، في عمّان، تكمن أهميته في كونه أولى الدراسات التي تتناول موضوع شعرية اللغة في القصة القصيرة العُمانية بشيء من التفصيل، وقد غطّت فيها الباحثةُ الموضوعات التالية: الشعرية وحضورها في القصة العُمانية القصيرة، ولغة العتبات، ولغة الأسلوب، ولغة الصورة الشعرية.لقد استقرت مادةُ هذا الكتاب، كما توضّح المؤلّفة في مقدمته، بعد قراءة مستفيضة للنتاجات القصصية العُمانية، على مجموعات الكاتبين سليمان المعمري وعبدالعزيز الفارسي، ويرجع السبب في ذلك إلى تطور الظاهرة لدى الاثنين؛ فقد ظهرت بصورة مبالغ فيها في المجموعة الأولى لكل منهما، مجموعة «ربما لأنه... رجل مهزوم»  لسليمان المعمري، ومجموعة «جروح منفضة السجائر»  لعبدالعزيز الفارسي، ثم بدأت تعتمد اللغة التي تخدم النص بعيدا عن المبالغة والتصنع والسعي خلف عرض المقدرة اللغوية في مجموعة «الأشياء أقرب مما تبدو في المرآة» لسليمان المعمري، ومجموعتي الفارسي «العابرون فوق شظاياهم» و«لا يفل الحنين إلا الحنين»، ومالت في مجموعة المعمري «عبدالفتاح المنغلق لا يحب التفاصيل» إلى التخلي الجزئي عن اللغة الشعرية خاصة في الأسلوب، في حين...

“شراء الوقت.. ديون العمانيين في غرب المحيط الهندي وتنقُّلهم فيه” تأليف: توماس. إف. ماكدو، وترجمة: محمد بن عبدالله بن حمد الحارثي

كتاب "شراء الوقت.. ديون العمانيين في غرب المحيط الهندي وتنقُّلهم فيه" تأليف: توماس. إف. ماكدو، وترجمة: محمد بن عبدالله بن حمد الحارثي، يرصد لوثائق عمانية مهمة لزنجبار، تلك التي كانت تخضع للحكم العماني ، ملقياً الضوء على عوالم التجارة والهجرة في المحيط الهندي بين القارتين الإفريقية والآسيوية، وبين زنجبار وعمان على وجه الخصوص، لا سيما تجارة العاج والعبيد.ويأتي عنوان الكتاب الصادر حديثًا عن "الآن ناشرون وموزعون" في الأردن في 576 صفحة من القطع المتوسط، ويعد هذا الكتاب بمثابة الجزء الرابع من سلسلة ترجمات التزم بها الحارثي، وصدرت بالتتابع عن "الآن ناشرون وموزعون".يقول الحارثي في مقدمته للكتاب: "وفقاً للمؤلّف فإن هذا الكتابَ يَتَمحور، بصفته تاريخاً اجتماعيّاً لعوالِم مُتَرابطة في المحيط الهندي، حول أشخاصٍ وعائلاتٍ غادرت مزارع النخيل في المنطقة العربية من الإمبراطورية العُمانية؛ ورقيقٍ مُعتَقين راهنوا على تجارة العاج؛ وسلاطين ومُنافِسيهم؛ ونخبةٍ ″سواحلية″ مُرحَّلَة، وأيديولوجيات دينية، وعِرْقٍ ″هندو-إفريقي″ مختلط، وتجّارٍ منفصلين، وكتاباتٍ معقّدة، وحَمّالين أفارقة، وصانِعي حلوى عرب، وأميرةٍ عربية فارّة أصبحت ربّةَ منزلٍ ألمانية وكاتبة، وسَكَنَ أعضاء من هذه المجموعة المتنوّعة مناطق مُتَداخِلة في الجزيرة العربية وإفريقيا، وشاركوا أيضاً مجموعًة من الممارسات المُتَّصِلة بالكتابة والتدوين، واستخدموا صيَغاً ثابتة لإجراء التداولات التجارية، وتناقَلت وثائقهم في عالَمٍ طَغَت عليه الحدودُ القومية، وفي الوقت ذاته، استحدثوا التزامات بين المُدينين والمُستَدينين، وتطابقت التزاماتهم...

“رعود هائمة في الفجاج” لسيف الرحبي.. نصوص تجمع بين السيرة والشعر وأدب الرحلة

كتاب "رعود هائمة في الفجاج" للكاتب العماني سيف الرحبي بوح سردي يجمع بين الشعر والسرد وأدب الرحلة والكتابة السيرذاتية، معرِّجاً على موضوعات شتى وسبل كتابة متفرقة.ويأتي عنوان الكتاب الصادر حديثًا عن "الآن ناشرون وموزعون" في الأردن في 180 صفحة من القطع المتوسط، بغلاف من تصميم الفنانة العُمانية بدور الريامي،ويضم ثمانية محاور بعضها في نص وحيد، وبعضها الآخر يطوف من خلالها الكاتب بين شخصياتٍ التقاها وتأثَّر بها وتأثَّرت به.ففي النص الأول الذي عنونه سيف الرحبي "في ضوء صباح غائم"، يفتتحه بوصف لمشهد رعدي، قائلاً: "الرعد كان يبدأ من أعالي الوادي المسوَّر بالجبال، يُهمهمُ ويسري في عروق السماء والغيوم المنذرة بالمطر كما في عروق البشر وأوصالهم (الأطفال خاصةً)، الرعود الهائمة ببروقها التي تضيء الأزلَ كما تضيء القوافل العابرةَ في الوادي، والقطارات في محطات المدن البعيدة.رعود الآلهة والبشر".وهو نص قصير يحوي مقطعين فقط، يتابع في مقطعه الثاني، مختصراً حكمة الحياة، فيقول: "وسط قيامةِ الموت والسلاحيزرع (عزيز أبو شيخة) فسيلة زيتون أو كمثرى.بصمتٍ جنائزيٍّ يزرعها، لكن لسان حاله وحال الجموع المكلومة يُلجِم الفضاء بالصراخ والعويل في وجه العدوان والعالم:هذه هي حياتنا، صبرنا الذي سينمو ويزهر غدًا، وبعد غدٍ التاريخ المضرّج والمصير".وفي نص بعنوان "إلى شاعر" يصور الكاتب تلك الحالة الأشبه بالوحي، وهي لحظة الإلهام التي تتمثَّل للمبدع وكأنها قوى جاذبية علوية تشدُّ الشاعر...

“وخز الحكايات” مجموعة قصصية لمحمد بن راشد الندابي

كتاب "وخز الحكايات" لمؤلفه محمد بن راشد الندابي يؤصِّل للحكمة القائلة: "تعدَّدت الأسباب والموت واحد".ويأتي عنوان الكتاب الصادر حديثًا عن "الآن ناشرون وموزعون" في الأردن في 42 صفحة من القطع المتوسط، ويضم عشر قصص إضافةً إلى الإهداء والمقدمة القصيرة التي افتتح بها الكتاب، وتدور قصص المجموعة العشر حول مواقف جمعت الكاتب بمشاهد حية تجسِّد مشاهد ما قبل الموت وأسبابه.يقول محمد بن راشد الندابي في تقديمه للكتاب: "يأتي هذا الكتاب ليكون أول مولود لي في الحقل الثقافي، وهو مجموعة قصصية لأحداثٍ واقعية صُوِّرت في قالب أدبي، مستثمراً اللغة الأدبية والأحداث الدرامية لهذه القصص لتكون في كتاب مستقل حتى لا يطويها النسيان فيما طوى من الذكريات والأحداث. لقد أحببت القصص التي تهزُّ المشاعر وتستثير الدمع وأجد نفسي تميلُ إليها عن غيرها، فكنت كلما حكى لي أحدهم قصّة أستمع إليه باهتمام بالغ وأقول في داخلي: هذه قصة تستحق الكتابة، حتى تجمّعت بين يديَّ مجموعة جيدة آثرت نشرها لعلّها تنال إعجابكم وتستحوذ على اهتمامكم".وفي أولى قصص المجموعة، والتي جاءت تحت عنوان "الرجل الذي دفن البحر" يمزج محمد بن راشد الندابي بين حكمة الحياة والأحداث التي تسبق الموت في دراما لا تنتهي، وإنما تؤكد أن الموت هو الباقي الوحيد، فيقول: "إن المصائب والرزايا إذا تنزلَّت على الإنسان ضعضعت بنيانه وهدَّت أركانه، فكيف إن كانت...

“مراوغات غير متوقَّعة”… عن مارادونا والأدب وكرة القدم

لم يكن مارادونا مجرّدَ لاعبِ كرة، وإنما مزيجًا نادرًا من الموهبة العبقريّة، و"الكاريزما"، والحسّ الإنساني الذي جعله محبوباً لكثير من الناس باختلاف مشاربهم وثقافاتهم، ولأنه كان رمزًا من رموز لعبة كرة القدم، وأحد الذين جعلوا الملايين تعشق هذه "الساحرة المستديرة"، فقد ارتأت "مؤسسة بيت الزبير" أن توظّف مناسبة رحيله لتوجيه الانتباه إلى الجانب الثقافي في اللّعبة الشعبية الأولى في العالم، من خلال كتاب جديد بعنوان "مراوغات غير متوقَّعة/ عن مارادونا، والأدب، وكرة القدم".ويمثّل الكتاب محاولةُ لردم الهوّة المصطنَعة بين الثقافة والرياضة، وبناء الجسور بين الأدب وكرة القدم، وقد صدر حديثًا عن "الآن ناشرون وموزعون"، في عمّان، في 122 صفحة، بمشاركة كوكبة من الباحثين والدّارسين، الّذين قدّموا أوراقًا علميّة، قام بجمعها وتحريرها سليمان المعمري.ويضمّ الكتاب بين دفتيه أورق ندوة: "مارادونا، الأدب، وكرة القدم" التي عقدت في 27 يناير 2021م)، في مسقط، بمشاركة الأدباء: د. حسن مدن، وسيد محمود، ومحمد الفولي، وسليمان المعمري، ومنى حبراس، الذين تحدثوا باستفاضة عن علاقة هذه اللعبة بالأدب؛ العالمي منه، والعربي، والعُماني، كما تضمن الكتاب ورقة للروائي والكاتب السوداني المقيم في الدوحة أمير تاج السر، بعنوان "الحياة الثقافية في وسط الكرة".الكاتب والباحث البحريني د. حسن مدن شارك في الكتاب بورقة عنوانها «مارادونا في الأدب» استوقفته في مستهلها عبارة للبابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، عن اللاعب الفذ الذي...

“النقد الثقافي”.. أسئلةُ الإشكاليّات ومظاهرُ التّجلّيات

يبحث مجموعة من الباحثين في مسائل النقد الثقافيّ وإشكالياته النظريّة والتجريبيّة، من خلال الدراسات التي ضمّها كتاب "النقد الثقافي/ إشكاليّات وتجلّيات"، وهي الدراسات التي طُرِحَت خلال نّدوة افتراضيّة، عُقدت أيّام اشتداد وباء كورونا (22 نوفمبر 2021)، بتنظيم من "مؤسسة بيت الزبير"، في نطاق دورها للوقوف على المشاغل الفكريّة العربيّة ومحاولة تفكيك مسائلها.وفي تصدير الكتاب تشير المؤسسة نفسها إلى أن "النقد الثقافيّ" يتموضع في محلٍّ خلافيّ في اختباره الخطاب الأدبيّ، وإجرائه على أعمالٍ تُعانقُ في أصل تكوّنها عوالم التخييل، فهل يحمل الخطاب الأدبيّ -بالضرورة- حمولة عصره المعرفيّة والسياسيّة والتاريخيّة، ليكون مُضمرا صراع ثقافات وإثنيّات وعقليّات استعماريّة؟رائية أن مجال النقد الثقافيّ ما زال مجالا حييّا في الثقافة العربيّة يحتاج إلى مزيد ضبط مفاهيم ورؤى وأدوات، وما زال يحتاج إلى اختبارات وتطبيقات ليتسنّى له أن يحتلّ منزلة من النقد الأدبيّ وأن تتوضّح رؤيته ذات المرجعيّات المتعدّدة لعلّ الفلسفة وعلوم الإنسان هي رأسها. الكتاب نفسه، وقد صدر حديثًا عن "الآن ناشرون وموزعون"، في عمّان، في 80 صفحة، قام بجمعه وتحريره د. محمد زرّوق، تضمن ورقة بحثية للدكتور عبداللّه الغذّامي، بعنوان "النقد الثقافي والنقد الأدبيّ والدراسات الثقافيّة"، حيث الحدود الفارقة بين النقد الثقافي من جهة والنقد الأدبيّ والدراسات الثقافيّة من جهةٍ ثانية، مرتكزا إلى مفهومَين موضّحَين لهذه الفوارق، ومُظهرَين كيفيّة اشتغال الأنساق الثقافيّة لإبراز الجماليّ...

“فصيلة الدم (C)” كتاب جديد للدكتور مهنَّد العصفور.. التغيير بداية الطريق

كتاب "فصيلة الدم (C)" كتاب جديد للدكتور مهنَّد بن داود بن حمزة العصفور هو خلاصة تجربة مؤلفه في التطوير المؤسسي، والتخطيط والإدارة، ملقيًا الضوء على قصة الشغف التي حرَّكته وهو شابٌّ يافع، وأشعلت شغفه بالتفوق في الحياة والتميز فيها من خلال تحقيق طموحاته في أقصى تجلياتها.ويأتي عنوان الكتاب الصادر حديثًا عن "الآن ناشرون وموزعون" في الأردن في 64 صفحة من القطع المتوسط، ويضم ثلاثة أبواب ومدخلًا ومقدمة وخاتمة.يقول مهند العصفور في مدخل الكتاب حول العنوان الذي يتسم بالجدة والطرافة في آن: "ثمَّة شريانٌ خفيٌّ يجري في عروق العُظماء، لا تُحدِّده معايير الطب ولا تقيِّده سلالات الوراثة، ولكن تنبض فيه ذرَّات التحوُّل وتتشكَّل من جزيئاته ملامح التغيير. نحن هنا نشير إلى انتماءٍ حقيقيٍّ إلى جوهر المعنى يشبه تمامًا انتماء الحرف (C) إلى الكلمة التي لا تُبصر إلا بها، وعمومًا فصيلة الدم (C) هي فصيلة قابلة للحقن في وريدك بشكلٍ مباشرٍ دون أي قلق".ويتابع العصفور في مدخل الكتاب: "نتناول في هذا الكتاب نموذجًا حيًّا لصاحب هذه الفصيلة، وهو الدكتور مهنَّد بن داود بن حمزة العصفور، أوَّل عُماني يحصُل على شهادة مدير تغييرٍ معتمدٍ من مؤسَّسة (Prosci) الأمريكية في عام 2013، والذي كان له أثرٌ كبيرٌ في انتشار الفكر الحديث بإدارة التغيير في السلطنة، وهذا ما يعكس إصرار نسل العصفوريين على تصدُّر...

الماء والاستقرار القبلي في جنوب شرق المنطقة العربية”.. دراسة عن الأفلاج في عُمان

صدر مؤخرًا كتاب "الماء والاستقرار القبلي في جنوب شرق المنطقة العربية.. دراسة عن الأفلاج في عُمان" من تأليف جون ويلكينسون، وترجمة محمد الحارثي، ومراجعة كرسي اليونسكو لدراسات الأفلاج بجامعة نزوى.ويضم الكتاب الذي يقع في 480 صفحة، عشرة فصول، إضافة إلى خاتمة وملحق للفصل العاشر وآخر للكتاب، مع ببيلوجرافيا للمصادر والمراجع، متضمنًا عددًا من الخرائط والصور التي بذل فيها المؤلف جهودًا توثيقية كبيرة.ويعبّر المؤلف جون ويلكينسون، عن تقديره للشعب العُماني ومواقفه معه أثناء جمع وتأليف مادة الكتاب، ويقول في ذلك: "إنّما أدينُ لشعب عُمان بأسمى معاني الامتنان والفضل، فلولا الطبائع الخاصة لهذه البلاد والصداقات الشخصية، وحُسن الضيافة واللياقة التي أُتحِفتُ بها هناك لَما تسنّى لي أن أُنجِز هذه الدراسة، وإنّني بالتالي أُهدي هذا الكتابَ للشعب العُماني، وأَستَميحُه عُذرًا في أي نقص أو تقصير".وعن بدايات مشروع الكتاب يقول جون ويلكينسون في مقدمته لطبعة دار نشر "جورج أولمز فيرلاغ" حين نشرت الكتاب للمرة الأولى، والتي أثبتها في هذا الكتاب: "هذا الكتاب هو دراستي الرئيسية الأولى حول عُمان، ويُحلِّلُ الجذورَ العميقة للشعب العُماني في الأرض التي مَنَحَتهم حِسًّا قويًّا بالهويّة الجغرافية". ويضيف: "في الوقت الذي بدأتُ فيه العملَ الميداني في العام 1965م، كان ما يزال تنظيمُ القرية والحياة الرَّعَوية الموصوفة أساسًا لمصادر الرزق الاقتصادية، بينما بقيت القبائلُ عاملًا نشطًا في العلاقات الاجتماعية، لكنّ...

“التوغل داخل المغرب المظلم… يوميات رحلة فنان سويسري 1858م”

تضيف الترجمةُ العربيّة لكتاب "التوغل داخل المغرب المظلم/ يوميات رحلة فنان سويسري 1858م"، للرسّام السويسري فرانك بوكسر، بعدًا اثنوغرافيّاً وثقافيًّا لم نتعرّف عليه بعدُ في عالمنا العربيّ، وهو تجربةُ الرحّالة السويسريّين إلى المغرب.ويتيح الكتاب للقارئ أن يتتبّع رحلةَ هذا الفنّان إلى فاس انطلاقاً من طنجة، مصوِّرًا ملامحَ من المشهد الثقافيّ والاثنوغرافيّ للمغرب، وموثِّقاً تجاربه وتفاعلاته مع الثّقافة المغربيّة.وتكمن أهمية ترجمة هذا الكتاب، التي أنجزها عن اللغة الألمانية الدكتور رضـوان ضـاوي، فيما حررها سليمان المعمري، في أنه يقدم لدارسي الأدب المقارن والدّراسات الثقافيّة والاثنوغرافيّة وأدب الرحلات، نصًّا اثنوغرافياً سويسريا مكتوباً باللغة الألمانية في أصله، حيث يمكن القول إنّ القارئ العربيّ كان يكتفي بقراءة النصوص السويسرية المكتوبة باللغة الفرنسية أو المترجمة عنها فحسب.ويبيّن مترجم الكتاب، وقد أصدرته "مؤسسة بيت الزبير"، في مسقط ـ سلطنة عُمان، عن دار «الآن ناشرون وموزعون»، في عمّان، أهميّة التجربة الاستشراقية السويسرية، فإضافة إلى أنها تجربة سياق ثقافي وسياسي وجغرافي غير معنيّ بالأطماع الاستعمارية في دول الشرق والمغرب، فهي متنوّعة ما بين تجارب الكتابات الاثنوغرافية والاستكشافية والرحليّة، والتوثيق البصري من خلال أعمال رسّامين ينتمون إلى مدرسة الاستشراق الفنّي، والتجربة النسويّة (الأديبة السويسرية جريته آور (1871-1940) في مجال الرحلة. وقد تميّز عمل فرانك بوكسر عن المغرب -في حالة نادرة- بالجمع بين التوثيق النّصي والتوثيق البصري للثقافة المغربية في...

“هلْ نحتاجُ إلى الفلسفةِ في حياتِنا؟”.. عودٌ إلى الأسئلةِ القديمةِ حول الإنسانِ والوجودِ

في ظلّ التحوّلات العلميّة والجيوسياسيّة والاقتصاديّة، التي تعصفُ بالعالم من حولنا، وبينما تُحْدِثُ وسائط إعلام وتواصل قطيعة جذريّة مع مصادر المعرفة وأصول التواصل التقليديّة، ترى، هلْ نحتاجُ، اليومَ، إلى الفلسفةِ في حياتِنا؟السؤال السابق نهضت لتقديم إجابة وافية له "مؤسسة بيت الزبير"، في مدينة مسقط بسلطنة عُمان، التي جمعت عددًا من العقولٍ المتدبّرة، في ملتقى فلسفيّ ساد فيه تقليبُ الآراء وتغليبُ الحوار، وخَبَا فيه الصوتُ الواحد مُدّعي الحقيقة المطْلقة، فكان النتاجُ مجموعةً وازنة من البحوث يضمّها كتاب "هلْ نحتاجُ إلى الفلسفةِ في حياتِنا؟"، والذي صدر حديثًا عن "الآن ناشرون وموزعون"، في الأردن، في 248 صفحة، وقد قام بجمعه وتحريره د. محمـد زرّوق.في الكتاب نفسه ينظر المفكر د. عبد السلام بنعبد العالي في صلة الترجمة بالفلسفة، وفي قُدرة النصّ المُترجَم أن يتموضَع في مقامات تختلف عن مقامه الأصل، وفي تمثّل الشعوب لأمّهات المصادر الكونيّة التي قد تفارق محليّتها وقد تبقى رهينة عرق بعينه.بينما يطرح المفكر د. الزواوي بغورة ضرورة الفلسفة في عصرنا، عائدًا إلى الإشكال الحقيقيّ للفلسفة الماثل في إيجاد تصوّر للعصر من خلال طرح السؤال الذي لا يجرؤ فرع من العلوم على طرحه والبحث عن أجوبة بآلة المنطق وإعمال الفكر والتدبّر وتقليب الأمر على أكثر من وجه.ويرجع المفكر د. محمد شوقي الزين إلى «أصل التفلسف»، مُظهرًا الترابط بين تجربة روحيّة...