مرآة النقد

“المتلقي المذعن” لزياد الزعبي.. تحرير عقل القارئ من سطوة النص

حسين جلعاديستوقفك كتاب "المتلقي المذعن.. محاورات في النقد الأدبي" بمجرد أن تقع عيناك على العنوان، فهو يقلب المعادلة التقليدية التي جعلت من القارئ شريكا في المعنى، ليضعه في موقع الضعيف، المستسلم أمام سلطة النص أو المؤلف أو الخطاب النقدي المستورد. بهذا المعنى، يتخذ الكتاب منذ عتبته الأولى موقفا فلسفيا قبل أن يكون نقديا، إنه بحث في حرية الوعي داخل أفق الثقافة.في هذا الكتاب الفائز بجائزة جامعة فيلادلفيا الأردنية لأحسن كتاب مؤلَّف، والصادر عن دار "الآن ناشرون وموزعون" في عمّان، يقرأ المؤلف الدكتور زياد الزعبي فعل القراءة ذاته، أي العلاقة بين النص والمتلقي، وبين القول والتأويل، وكذلك بين الفكر والانفعال. مساءلة الإذعان ينطلق الزعبي من فكرة محورية مفادها أن التلقي -كما فهمه ابن سينا والفارابي وحازم القرطاجني- غالبا ما تأسس على انفعال غير مفكّر فيه؛ أي انفعال يقود إلى إذعان جمالي أو فكري، حيث يستسلم القارئ لصورة أو خيال دون مساءلة. من هنا، يرى المؤلف أن الإذعان ليس سلوكا فرديا فحسب، بل هو بنية ثقافية تتكرر في الفكر العربي حين يتعامل مع المناهج الوافدة أو مع التراث ذاته بعين الإعجاب أو الاتباع.في قراءاته المتعددة -من الجرجاني إلى ابن خلدون، ومن البنيوية إلى السيميائيات- لا يكتفي الزعبي بعرض الآراء، بل يحاورها ضمن ما يسميه "المساءلة النقدية". فهو يعيد النظر في المسلّمات الكبرى التي...

هل للإبداع حدود؟ قراءة في بقايا الروح!!

د. ذوقان عبيداتيتفق الجميع - ما عدا من يرون الإبداع بدعة- على أن أجمل اللوحات لم ترسَم بعد، وأجمل القصائد لم تكتَب بعد، بل وأرق النساء وأجملهن لم تولَد بعد، مع أن الرجال يكذبون حين يقولون لعشيقاتهم: أنتن أجمل النساء! المهم، الإبداع يبدأ ولا ينتهي! انتهى ذلك الزمن الذي قال أحدهم فيه: باختراع العجلة اكتمل الكون والعلم! ففي كل لحظة نشهد إبداعًا جديدًا. وقد نبالغ ونقول: تتجدد المعرفة كل يومين! هذا ما سأقوله عن رواية جديدة للروائي جريس "مرتا" سالم.(١) مرايا الروح كنا نجلس في النادي الأرتوذكسي، حين قدم شخص يحمل بيده كتابًا، وقال لسيدة جميلة: هذه روايتي الأولى. وسأهديك نسخة منها في أقرب وقت؛ متجاهلًا الآخرين، ومنهم أنا!!وما هي إلا لحظات، وإذ به يعود ثانية، وبيده روايته، وسلمني نسخة كانت بيده، وعليها إهداء رقيق! لا أدري من قال له: كيف تتجاهل فلانًا!! الروائي:جريس" مرثا" سالم ومزقا هذه أمه كما عرفت لاحقًا! ومَن أحق من الأم لتكون مع كل أبنائها. فالأبناء لا يجوز أن"يُطوّبوا" باسم الأب وحده!! احترمت ذلك كثيرًا. وهذا ما فعله المفكر حسني عايش حين يكتب اسمه: حسني عايش آمنة.(٢) مرايا الروح: المضمون! شدني اسم الروائي، وما كتب على غلافها: ما تبحث عنه، ليس خارجك! هو ممتلىء في أعماقك! كن جريئًا على مواجهة نفسك!!قرأت الفصول الثلاثة الأولى! ولم أتمالك إلّا أن أشرك بروائعها الجمهور ، وسأقدم ذلك بشكل أفكار وعبارات موجزة. -الرواية ليست حدثًا...

تأثير الدومينو في رواية “فْراري” للسورية ريم بزال

موسى إبراهيم أبو رياشتنهل رواية "فْراري" للسورية ريم بدر الدين بزال من الذاكرة الشعبية، مستعيدة أجواء القرية والمدينة في نهايات الوجود العثماني في بلاد الشام، حيث تروي عبر مسار حياة بطلها الرئيس "حسين" أحداثًا متشابكة، تعكس معاناة الناس الحياتية، وما يلازمها من فقر وخوف وقهر وانكسار وتشرد، في حين تحضر الشخصيات النسائية والرجالية بوصفها مرايا للمرحلة، ومفاتيح لفهم البنية الاجتماعية آنذاك.تناولت الرواية العديد من الموضوعات، من أهمها: القهر الاجتماعي والاقتصادي الذي مارسه الحكم العثماني في أواخر أيامه، ومعاناة المرأة وحضورها كرمز للصمود أو الانكسار، وأثر العلاقات الإنسانية في تشكّل مسارات الناس ومصائرهم، وجدلية الحرية والخوف والهرب من السلطة، بالإضافة إلى الكرم والشهامة ومقاومة المحتل والزواج القسري والخيانة الزوجية وجرائم الشرف والعمالة والظلم وغيرها الكثير.ويُلاحظ أن الأحداث في رواية "فْراري" بُنيت على مبدأ التتابع السببي؛ فقرار صغير لحسين قاد إلى سلسلة من المآزق المتلاحقة، وعلاقاته مع شخصيات مختلفة تجرّ بعضها بعضًا كما أحجار الدومينو، ليظهر كيف أن حياة الفرد محكومة بسلسلة مترابطة من الأفعال وردود الفعل. شخصية حسين قدّمت الرواية صورة قاتمة للجنود العثمانيين زمن الحرب بوصفهم أدوات قمع وبطش وقتل، مارسوا الظلم على الناس وأفقروهم بالضرائب والاستيلاء على أقواتهم ومحاصيلهم، وكانت القضية الأبرز هي تجنيد الشباب للقتال إلى جانب العثمانيين في حروبهم، مما اضطر العديد من الشباب إلى الهرب والتخفي، وبقوا...

الوجع والأمل في قصص “الزِّر والعُرْوَة” لراشد عيسى

موسى إبراهيم أبو رياش“الزِّرُّ والعُرْوَة” هو الإصدار الأحدث للأديب الأردني الدكتور راشد عيسى، ويضم باقات من قصص قصيرة وقصيرة جدًا، متباينة الأساليب والمواضيع. وهي تجمع بين السخرية والمفارقة الاجتماعية، والحنين الوجداني، والخيال الرمزي، وتأملات لغوية وفلسفية.وتضم المجموعة 121 قصة، توزعت على 10 أقسام “فضاءات” ويندرج تحت كل “فضاء” مجموعة من القصص المتقاربة موضوعيًا ودلاليًا. وهذه الفضاءات هي: “نزواتُ الروح وغزواتُ الجسد”، “ضِدّيات”، “أسئلة فاشلة لإجابات ناجحة”، “فانتازيا”، “لذائذ الحرمان”، “أكاذيب صادقة”، “تدوير اليأس”، “حبٌّ وحروب”، “حشرات محترمة”، “أخلاق نباتية”.وثمة مفارقة لافتة في عناوين هذه الفضاءات، وهي التضاد بين: الروح والجسد، أسئلة وإجابات، فاشلة وناجحة، لذائذ وحرمان، أكاذيب وصادقة، حب وحروب، حشرات ومحترمة. وهي مفارقات ساخرة مقصودة تُبطن أكثر مما تُظهر، وهي من قبيل النقد العميق الموجه. وجوه الحنين وقلوب العطاء يستثمر الراوي في قصة “الموناليزا” رمز اللوحة في شبكة علاقات انفعالية حيث الابتسامة الخفية إشارة ربما للخيانة أو للحقيقة المختبئة، وتعمل اللوحة كمرآة لضمائر الشخصيات والتوترات الجنسية/الاجتماعية داخل العلاقة. ويؤسس هذا النص لموضوعة الجسد والوجه كآثار نفسية أكثر من كونه عملًا فنّيًا.وتحدد قصة “دمعة أمي” المقاييس الحقيقية للحب، حيث تصبح الأم هي الأصل والميزان. وتتحدث عن هشاشة الذاكرة العاطفية حين تصطدم بالواقع الذي شكّل صدمة عنيفة للعازف عندما رأى صورة المرأة التي يعشقها في المواخير، وهذا يضع الحب في مأزق أخلاقي...

أنشودة الخلود: معراج الشعر وتجربة العبور للدكتورة سناء يحفوفي

الدكتور سلطان المعانييستهلّ الكتابُ مشروعَه من عنوانٍ يشي بوجهته: «أنشودة الخلود: معراج الشعر وتجربة العبور». يُعَرِّف نفسه – نصًّا واشتغالاً – كقراءةٍ نقدية في «معلّقات» ديزيره سقّال، ويثبّت بطاقة هويته في الصفحات الأولى: الطبعة الأولى (2026)، عمّان: «الآن ناشرون وموزّعون»، 190 صفحة، ورقم إيداع بدائرة المكتبة الوطنية الأردنية، ليضع القارئ في سياقٍ نشرِيّ واضح ويُعلن انحيازه لفضاء القصيدة العربية قراءةً وتأويلاً لا أرشفةً جافةً للبيانات.يُقيمُ الكتابُ معمارَه على ثلاث «عتبات» متصاعدة تُحاكي حركة العبور ذاتها: عتبةٌ أولى تمهّد للدخول إلى عوالم الشاعر وسيرورة صوته وتشكُّل مشروع «القصيدة الخالدة»، وعتبةٌ ثانية تُصعِّد الصراع مع الفناء بوصفه «صراع الظلّين»، وعتبةٌ ثالثة تُعلن «نداء البقاء وزمن الحياة». تُقدِّم «فهرس المحتويات» خارطةً دقيقةً لهذا البناء: من «معراج اللغة» و«نحو بلورة مفهوم المعراج الشعري» و«الخلود في وعي الإنسان» و«مرآة الفناء» في مطالع الكتاب، إلى وحدات الألم والتمرّد وتحدّي الموت وإبراز قوّة الشاعر في العتبة الثانية، ثم موضوعات «الحبّ ومرآة الخلود» و«المثال – المرأة الحبيبة» و«تراتيل الفناء» و«عرفانيات ووجد» في العتبة الثالثة، مع محطاتٍ تفكّرية مكرورة بعنوان «بقايا القول» تعمل كوقفات تنفُّس تأويلية بين مقاطع السرد النقدي.يختارُ الكتابُ ميزانًا نقديًّا يُحاكم به النصوص: ميزان «المعراج الشعري». لا يكتفي بتوظيفه استعارةً حيث يقدِّمه «مفتاحًا تأويليًّا» يعيد تعريف وظيفة اللغة حين تتحوّل من وسيلة بيان إلى سلّمٍ...

المُتلقي المذعن: من إخلاء المسؤولية الأخلاقية إلى سطحية الفعل المعرفي

معاذ بني عامريُمثّل كتاب "المُتلقي المُذعن: محاورات في النقد الأدبي"1 للدكتور "زياد الزعبي"2، بيان إدانة للعقل العالِم في العالَم العربي من زاويتين: الزاوية الأولى: أخلاقية. الزاوية الثانية: معرفية. أخلاقية: ففي الوقت الذي يُعيب فيه العقل العالِم على أتباع العقل الشعبي عدم تمثلهم لقيمة الحرية وافتقادهم لمبدأ السيادة الذاتية الذي يخولهم الحقّ في النظر إلى وجودهم في هذا العالَم على أنه وجود غير أصيل أو وجود بالمعيَّة، وما يترتب على ذلك الوجود المُزيّف من خنوع وخضوع لأنواع مختلفة ومتعددة من العبودية؛ فإنَّ هذا العقل، لا سيما من قبل بعض أتباعه المُنخرطين في النقد الأدبي على نحو مخصوص، يخضع هو الآخر لنوع خطير من العبودية الطوعية3 ألا وهي عبودية الإذعان والقبول التام، على المستويين الذهني والتطبيقي، لأنساق ثقافية قائمة وفاعلة في المجال المعرفي العام دون فحص أو تمحيص لمتونها. فالأَوْلَى بالعقل العالِم، بما هو عقل يستخدم أداة العقل التي واجبها المركزي إعمال ذاتها في مادة العالَم، أن لا يقبل أي شيء كما هو إلا بعد فحصه وتدقيقه وتمحيصه وتبيان صلاحيته للبيئة التي يُنقل إليها؛ بل الأصح والأكثر سلامة وإبداعاً أن لا يقبل أي شيء كما هو بالصيغة التي تَرِد، بل يشرع في إعمال عقله فيما يصل إليه من معارف لكي يتحوَّل هذا العقل من صيغة الانفعال بالوجود4 إلى صيغة الفعل فيه. أما قبول الأشياء...

الأدب والمنتمي في “الخيمة في الغابة” لباسل عبد العال

رائد الحواريفي الأزمات، عند الأحداث الخطرة، يقوم الأديب بدور الصحفي، يدون ما يمر به الشعب/ الأمة بنصوص نثرية، رواية، قصة، قصيدة، مبينا مشاعره، رؤيته، فكرته فيما يجري، وبما أن فلسطين والمنطقة العربية تتعرض لأخطر هجمة في تاريخها الحديث، إن كانت تلك الهجمة من دولة الاحتلال أم من أمريكيا والغرب الاستعماري، فهذا استوجب على كل أديب أن يقوم بدوره، ويدون بالجنس الأدبي الذي يكتب به، وهذا ما فعله "باسل عبد العال" الذي قدم الشعر والنثر في كتابه: "الخيمة في الغابة". إذن نحن أمام أدب ينتمي للشعب/ للأمة، وإلا ما كان هذا العمل حاضرا بيننا، فنجده من ألفه إلى ياءه متعلق بفلسطين ولبنان والسورية والمنطقة العربية، إذا ما تناول بعض الشخصيات فقد تناولها لأنها استشهدت، أو قاومت، وهذا ما نجده في الإهداء "إلى الشهيد الخال (أبو غازي "نضال) من أجل رؤيتنا المشتركة في حضرة المهمة النبيلة" أو شخصيات تركت أثرا أدبيا مقاوما/ رافضا للواقع الرسمي العربي، من هذا الباب سنحاول التوقف قليلا عند ما جاء في "الخيمة في الغابة" ونبدأ من قصيدة "مريد" البرغوثي وكيف تناوله الشاعر: "أكان عليك عبور السماء وأنت المزيد من الانسجام بمرآتك الضوء في عين رضوى لكي يركب الشعر بحر وحبا يحاول حيا وحيا يحاول حبا ليبقى على الحب؟" ص9. اللافت في هذا المقطع عدم وجود كلمة: (رحيل/ غياب/ موت) وهذا يشير إلى بقاء/ حضور "مريد" وشعره...

تقنية التشويق وأدواتها في “أنا يوسف يا أبي” للروائي د. باسم الزعبي بقلم: أسيد الحوتري

أ. أسيد الحوتريإنّ تنوع تقنيات السرد في العمل الروائي يُعدّ شرطا بنيويّا وجماليّا لنجاحه، إذ إنّ النص الروائي الفقير تقنيّا غالبا ما يتّسم بالسطحية والجمود، مهما كان موضوعه غنيّا أو أفكاره عميقة. فالتقنية ليست مجرّد عنصر شكلي يُضاف إلى البنية الروائية، بل هي إطار عام فاعل ينظّم السرد ويضبط إيقاعه ويتيح للكاتب إعادة تشكيل الزمن والشخصيات والأحداث في إطار فني يمنح العمل حيويته وقدرته على إثارة القارئ. ومن هنا، فإنّ الاقتصار على سرد خطي مباشر لا يوظّف الإمكانات التقنية المتاحة كثيرا ما يفضي إلى رواية فقيرة جماليًّا وغير قادرة على ترسيخ حضورها في المشهد الأدبي.وتتجلّى أهمية تقنيات السرد في تعدّد طرائقها ووظائفها، فـ “الاسترجاع” يمكّن النص من العودة إلى الماضي بوصفه أداة إضاءة للحاضر وتعميقا للأبعاد النفسية والتاريخية للشخصيات، بينما يقوم “الاستباق” بكسر خطية الزمن عبر الإشارة إلى ما لم يقع بعد، الأمر الذي يمنح السرد توترا زمنيا ويضاعف من أفق الترقب. كما أنّ “تعدّد الأصوات” يتيح للرواية غنى دلاليا عبر إدخال وجهات نظر متباينة حول الحدث الواحد، في حين يُمثّل “تيار الوعي” وسيلة فنية لاختراق العالم الداخلي للشخصيات وتقديم خطابها النفسي بما يعكس تعقيدات الذات الإنسانية.ورغم هذا التنوّع تبقى تقنية “التشويق” في مقدّمة التقنيات السردية من حيث الأهمية، نظرا إلى وظيفتها الجوهرية في ضمان تواصل القارئ مع النص...

قراءة للأديب والفنان الأرتري الأستاذ محمود لوبينت لرواية “مراكب الكريستال”

محمود لوبينيتمقدمةرغم توعكه الصحي تحامل  الأديب والفنان الأرتري  الأستاذ محمود لوبينت على كتابة هذا المقال الهام مستعيناً بالذكاء الإصطناعي كما يوضح في المتن.أبوبكر حامد كهال لجأت كعادتي دائما إلى صديقي الصدوق: "الذكاء الاصطناعي" وسألته عن رواية "مراكب الكريستال".فأجاب :-نعم، رواية «مراكب الكريستال» للكاتب الإريتري أبوبكر حامد كهال صدرت فعلاً حديثًا، وهي إضافة جديدة إلى تجربته الأدبية التي تنقل هموم الهجرة واللجوء بلغة تصويرية مشحونة بالحنين والوجع، حسب ما أعلن الكاتب بنفسه عبر صفحته على فيسبوك   .إليك أبرز المعلومات حول الرواية:تفاصيل الروايةالناشر: دُرست ونُشرت عن “الآن ناشرون وموزعون”، الأردنية. عدد الصفحات: حوالي 66 صفحة من القطع المتوسط. الأسلوب البنائي: الرواية مكتوبة وكأنها دفعة واحدة، دون فواصل بين فصول أو أقسام، وتُقرأ في جلسة واحدة، ما يعطيها طابعًا نثريًا مكثفًا أو­ كما يُوصِفها النقاد “novelette” (رواية قصيرة جدًا).المحور والسياقموضوع الرواية: تعالج بعمق مرارة تجربة الهجرة من إريتريا إلى أوروبا، وتمتزج فيها الآمال بالحلم بالنجاة من واقع قاسٍ، وتوثّق لحظة التخطيط والمخاطرة التي ترافق هجرة من لا خيار له سوى الرحيل. اللغة وأساليب السرد: سرد متلاحق الأنفاس، كأنه تدفق داخلي مباشر بلا توقف. تبدأ الرواية بتساؤل البطل (غير واضح إن كان الكاتب نفسه أو شخصية خيالية): “هل أنا أحب أسمرا؟”، لتكشف عن عشق المدينة وسط تهديد بالعطش والحرب وقمع الشباب...

قراءة في رواية “زبيبة (الجدة ماكدّا)”

د. عادل الأسطةالأكاديمي والشاعر روائياً: خالد الجبر في "زبيبة (الجدة ماكدا)" عن "الآن ناشرون وموزعون" صدر للأكاديمي والشاعر خالد الجبر عمله الروائي الأول "زبيبة (الجدة ماكدا)" (2025) ويقع في 170 صفحة من الحجم المتوسط موزعة على فاتحة وستين مقطعا لكل واحد منها عنوان فرعي. الأكاديمي والشاعر روائياً عنوانان كتب فيهما، في الرواية الفلسطينية، عمر القزق رسالتين علميتين في جامعة النجاح الوطنية؛ الماجستير والدكتوراة، ومن المؤكد أنه سيهتم برواية ابن قسمه في الجامعة، وقد درسا في عقدين متتاليين وأظن أنهما تعارفا في تسعينيات القرن العشرين حين كان عمر طالبا في قسم اللغة العربية وخالد معيدا فيه. يتساءل المهتمون بكتابة الأكاديمي الرواية وكتابة الشاعر الرواية عن أسباب التحولات، وقد أثارها عمر في أطروحتيه. كاتب الرواية هو خالد الجبر، ولكن هناك كاتباً آخر هو الدكتور إحسان عباس الذي حصل على مخطوط فقرأه ونشره وكتب له "فاتحة" حكى لنا فيها قصته مع المخطوط الذي احتار، وهو المتخصص في تأليف الكتب النظرية للأجناس الأدبية، أين يصنفه. هكذا تبدأ الرواية: " هذه حكاية "زبيبة" أو "الجدة ماكدا". أثبتها كما قرأتها، ونسختها. إن شئت، فسمها سيرة، أو مذكرات، أو شئت، فاجعلها رواية. ليس مهما ما تطلقه عليها من تصنيفات الأدب". حكاية. سيرة. مذكرات. رواية. وهذا يذكرنا برواية إلياس خوري "أولاد الغيتو: اسمي آدم" بأجزائها الثلاثة، وقد كتبت عن حيرة إلياس ومؤلفه...