ثنائية الماء والتاريخ في رواية (عروس الغرقة) للكاتبة العُمانية أمل بنت عبد الله الصخبورية
زينب السعودمنذ ظهور أولى الروايات التي اعتمدت جانب التأريخ في سرديتها والتي يعتقد أنها رواية (وايفرلي) لوالتر سكوت والرواية التاريخية تحظى بقبول وشعبية، سيما أنها ارتبطت في أذهان القراء والمتلقين بروائع عالمية تناولت الشأن التاريخي بقلم الإبداع الأدبي المحافظ على روح الأدبية ومزج التاريخ ببعض الخيال. وهذا ما فعله ليف تولستوي في (الحرب والسلم) عندما قدم حالة اجتماعية صاخبة بالحياة وقصص الحب والخيانة واللهو والسعي وراء المال والمكانة الاجتماعية. وهذا ما فعله (الكسندر دوما) وما فعله أيضا جرجي زيدان بإفراط شديد في إعمال الخيال في التاريخ، فهل هذا ما حاولت الكاتبة أمل بنت عبد الله الصخبورية من سلطنة عمان مجاراته وتجريبه في روايتها (عروس الغرقة) الصادرة عن الآن ناشرون وموزعون الأردنية ؟وإذا كان تولستوي قد حرص على التفريق بين عمل الكاتب وعمل المؤرخ فجعل ما ينقله الأديب المبدع بقلمه أهم مما يدونه المؤرخ لأسباب تتعلق بنظرته إلى دور كل منهما في نقل التاريخ وتوثيق الإنسان، وما يكتنفه من مشاعر تلازم كل مرحلة حاسمة تمر بها البشرية في بقعة ما من الكرة الأرضية، فإن أمل عبد الله تضع نفسها في خضم مواجهة مع التاريخ من زاوية معينة وكأنها تعلم أن كتابة التاريخ وحده كما هو لا يسمى أدبا، فكان المحك كبيرا وحساسا ذلك الذي امتحنت فيه قدرة قلمها وخيالها على...