المكون اللغوي في رواية “ظل مريم”
زينب السعود روائية وكاتبة أردنيةنحن الذين فهمنا كل شيء مبكرا نحتاج إلى كرة أرضية أخرى نستريح عليها بعيدا عن صراعات من لم يفهموا بعد) بهذا الاقتباس للعالمي غابرييل غارسيا ماركيز تخطى الكاتب السوري عامر محمد درويش العتبة الأولى لروايته ( ظل مريم ) ووجه أنظار القارئ إلى حجم ما ينتظره من مقولات عن أولئك الذين وقفوا أمام الحياة بوجوه عارية تماما تتأهب دائما للصفعة القادمة التي ترجهم وتبعثرهم وتشتتهم ولكنهم في كل مرة يحاولون لملمة ما تبعثر ويسيرون عبر طريقهم لا يبحثون عن كثير من الانتصارات بل تغريهم ظلال هنا او هناك للوقوف تحتها والتقاط انفاس يجترونها بصعوبة ويسحبون حصتهم من الأكسجين - وإن تلوث- عنوة ليواصلوا مسيرهم. قدم الكاتب عامر محمد درويش سيرة بطلة روايته (مريم) السورية الفلسطينية التي تتقاطع بها الحياة مع لبنان تارة وبغداد أخرى في وعاء لغوي أنيق يجذبك وهجه منذ الوهلة الأولى للدخول في عالم القراءة لظل مريم. في عمله الروائي الأول لم يبخل الكاتب السوري ابن مدينة حلب عامر محمد درويش بلغته ولم يخف براعته اللغوية وتمكنه من صياغة الجملة الإبداعية بمهارة واقتدار . ولعل طواعية اللغة في يده هو ما لفت نظري منذ القراءة الأولى وحمسني للكتابة عن هذا الجانب الهام في الأعمال الأدبية .فمن المعروف أن اللغة هي المنوط بحمل المعاني التي تختزن في...