“إلى أين أيتها القصيدة؟” قراءة في سيرة الشاعر علي جعفر العــلاق الشعرية
مها العتوميبدو عنوان كتاب الشاعر والناقد الدكتور علي جعفر العلاق: "إلى أين أيتها القصيدة" وكأنه سطر شعري من قصيدة عن الشعر وعذاباته. قلت في نفسي بعد أن أتممت قراءته: كأن العلاق حلّ شراب الشعر المركز والمسكر في كتاب نثري لا يقل أهمية عن كل ما قدمه شعراً ونثراً على مر تاريخه، بل إنه أضاف حواشي قد لا يعرفها المتلقي عن حياة الشاعر وآرائه ورؤاه، وآماله وآلامه، وقال من خلال هذا الكتاب ما لا تقوله القصيدة، وما لا يتسع له النقد. والعنوان يكتظ بالدلالات على الرغم من قصره وبساطته، وإذا كانت السيرة عادة ما تطل على الماضي، والكتاب بين دفتيه تجد ذلك التاريخ الحافل بمسرات الشعر وعذاباته، إلا أن العنوان يشير إلى المستقبل، وإلى البعيد القادم الذي تشير إليه القصيدة وتطمح إلى بلوغه، وتتضافر الصورة المختارة للدكتور الشاعر علي جعفر العلاق على غلاف الكتاب مع هذا المعنى، بنظرات تشير إلى أبعد ما يطمح إليه الشاعر ويرنو إلى تحقيقه. فالكتاب عن تاريخ الشاعر وقصيدته، والعنوان عن مستقبلهما وما يحلمان به. وعادة ما يكون الشاعر مستشرفاً للمستقبل ومتنبئاً به بتلك الحساسية الشعرية وامتلاك زمام اللغة على مر تاريخه وتاريخ قصيدته. لذلك فالمتلقي لهذا الكتاب الفريد والاستثنائي، يقرأ تاريخاً حافلاً للشاعر وقصيدته، في مسيرة لا تتوقف عند حدود ذلك الماضي، بل إنها تتجاوز...