أنشودة الخلود: معراج الشعر وتجربة العبور للدكتورة سناء يحفوفي
الدكتور سلطان المعانييستهلّ الكتابُ مشروعَه من عنوانٍ يشي بوجهته: «أنشودة الخلود: معراج الشعر وتجربة العبور». يُعَرِّف نفسه – نصًّا واشتغالاً – كقراءةٍ نقدية في «معلّقات» ديزيره سقّال، ويثبّت بطاقة هويته في الصفحات الأولى: الطبعة الأولى (2026)، عمّان: «الآن ناشرون وموزّعون»، 190 صفحة، ورقم إيداع بدائرة المكتبة الوطنية الأردنية، ليضع القارئ في سياقٍ نشرِيّ واضح ويُعلن انحيازه لفضاء القصيدة العربية قراءةً وتأويلاً لا أرشفةً جافةً للبيانات.يُقيمُ الكتابُ معمارَه على ثلاث «عتبات» متصاعدة تُحاكي حركة العبور ذاتها: عتبةٌ أولى تمهّد للدخول إلى عوالم الشاعر وسيرورة صوته وتشكُّل مشروع «القصيدة الخالدة»، وعتبةٌ ثانية تُصعِّد الصراع مع الفناء بوصفه «صراع الظلّين»، وعتبةٌ ثالثة تُعلن «نداء البقاء وزمن الحياة». تُقدِّم «فهرس المحتويات» خارطةً دقيقةً لهذا البناء: من «معراج اللغة» و«نحو بلورة مفهوم المعراج الشعري» و«الخلود في وعي الإنسان» و«مرآة الفناء» في مطالع الكتاب، إلى وحدات الألم والتمرّد وتحدّي الموت وإبراز قوّة الشاعر في العتبة الثانية، ثم موضوعات «الحبّ ومرآة الخلود» و«المثال – المرأة الحبيبة» و«تراتيل الفناء» و«عرفانيات ووجد» في العتبة الثالثة، مع محطاتٍ تفكّرية مكرورة بعنوان «بقايا القول» تعمل كوقفات تنفُّس تأويلية بين مقاطع السرد النقدي.يختارُ الكتابُ ميزانًا نقديًّا يُحاكم به النصوص: ميزان «المعراج الشعري». لا يكتفي بتوظيفه استعارةً حيث يقدِّمه «مفتاحًا تأويليًّا» يعيد تعريف وظيفة اللغة حين تتحوّل من وسيلة بيان إلى سلّمٍ...

