مرآة الصحافة

المُتلقّي المُذعن”.. كتاب جديد للأكاديمي والباحث زياد الزعبي

يقدم كتاب "المتلقي المذعن" للأكاديمي والباحث الأردني زياد صالح الزعبي قراءة ناقدة لعدد من النصوص وطروحاتها وأفكارها، منها ما يمثل مرجعية يصعب التشكيك فيها أو محاورتها أو نقضها.وجاء الكتاب الصادر عن "الآن ناشرون وموزعون" مؤخراً، في ستة فصول، ناقش الفصل الأول "المتلقي المذعن عند حازم القرطاجني"، وفيه يرى الباحث أن المتلقي يحتل بوصفه هدفاً لفعل الشعر مكانة محورية ﰲ النظرية الشعرية عند القرطاجني الذي أقام نظريته ﰲ التأثير الشعري على فاعلية التخييل السيكولوجية المؤسَّسة على جدل العلاقة بين النّص الشعري المخيل ومتلقيه، إذ يظهر النّص الشعري ﰲ إطار هذه العلاقة طرفاً مستبداً يمارس سطوته على متلقٍّ لا يملك إلا أن "يذعن" لما يريده، فينفره مما يريده النّص أن ينفر منه، ويقبل على ما يريده النّص أن يقبل عليه، استناداً إلى القاعدة السيكولوجية التي ترى أن "الناس يتبعون تخيلاتهم أكثر مما يتبعون علمهم وظنّهم".أما الفصل الثاني فخصصه الزعبي للسيميائية وناقش فيه آراء "دي سوسير" التي غدت تصوراً ونظراً مرجعيّاً تقبّله الباحثون في الثقافة الغربية، واستلمه الباحثون العرب تقبُّلَ إذعانٍ في معظم الأحيان، وذهبوا إلى بناء رؤاهم حول الأسلوبية والبنيوية والسيميائية استناداً إلى إعجاب وتصديق مطلق لما قرأوا، وهو فعلٌ ثبت من خلال المراجعة العلمية أنه لا يصمد أمام قراءة ناقدة مسائلة، فقد ذهبت بعض الدراسات الأوروبية الحديثة إلى أنّ ما...

“وقرّبناه نجيّاً”… لسندس مريّان.. هالات الابتهالات

كتاب "وقرّبناه نجيّاً (خلاص ابتهالات التوحيدي من كتاب «الإشارات الإلهية»)" لسندس مريّان، جمعت فيه المؤلفة ابتهالات التوحيدي في محاولة للوصول إلى الهدوء النفسي والروحي.ويأتي الكتاب الصادر حديثًا عن "الآن ناشرون وموزعون" في الأردن في 154 صفحة، ويضم فقرات منفصلة متصلة.وتقول سندس مريان في سبب تأليفها للكتاب: "فَلَمّا كانَ وَصلُ الدُّعاءِ بلسانٍ فَصلٍ أَشْفَى وأندَى مِنْ وَصْلِهِ بلسانٍ بَتر؛ كانَ هَذا الكِتابُ، وهوَ حصيلةُ ابتهالاتِ أَبي حَيّان التَّوْحيديّ مِنْ كِتابِهِ "الإِشارات الإلهيَّة" الَّذي خاضَ فيهِ مَنْ خاضَ، وارْتاب فيهِ مَنْ ارْتاب لِما فيهِ مِنْ شَطحاتٍ وإيغالاتٍ حالَتْ دونَ بِرِّ التَّأْويل.هذا كِتابُ «وَقَرَّبْناهُ نَجيّاً» مُحاوَلةٌ في خَلاصِ صافي القَطْرِ مِنْ غائِر البَحْرِ. عَسَى أَنْ يَنْفَعَ اللهُ بِه نَفْساً ضاقَتْ ودَعوَةً حارَتْ، واَلله أعلَمُ بِما في الصُّدورِ وَالهادي لأقصَد السَّبيل".وتعرف بالتوحيدي صاحب كتاب "الإشارات الإلهية" في مقدمة الكتاب، فتقول: "أَبو حَيَّان التَّوْحيدي (310 – 414هـ / 922 - 1023م) فيلسوف مُتَصوِّف وأديب بارِع، مِن أَعلام القرْن الرَّابع الهجْري، لُقِّبَ بـ«فيلسوف الأدباء وأديب الفلاسفة»، وبـ«الجاحظ الثاني» لرفعة أسلوبه ومداد قلمه.وُلِد علي بن محمد بن العباس التوحيدي البغدادي، المُكّنّى «أَبو حَيَّان»، في بَغْداد، وَعاش أَكثَر أَيامِه فيها، وامْتاز بِسعة الثَّقافة ودِقَّة التَّعْبير البلاغيِّ وجَمال الأسلوب، وله مُؤلَّفات عَديدَة أشْهرها: «الإمْتاع والمُؤانَسة»، و«البَصائر والذَّخائر»، و«الصَّداقة والصَّديق»، و«المُقابسات»، و«الإشارات الإلهيَّة» الَّذي اقتُبِسَ مِنهُ هَذا الكِتاب".وتتابع سندس...

“آنستُ ظلًّا” للشاعرة رقيَّة الحارثيّة.. قصائد تخاطب الذات وتنحاز للإنسانية

تتلمَّس الشاعرة رقية بنت عليّ الحارثية في مجموعتها الأخيرة "آنستُ ظلًّا"الصادرة حديثًا عن "الآن ناشرون وموزعون" خُطى الروح، فتمزج قصائدُها بين الحب والتجليات الصوفية في العلاقات الإنسانية مع المحيط والعالم الخارجي. وتبدأ الحارثيّة في المجموعة التي جاءت في 142 صفحة،بخطاب إلى الذات في محاولة للتصالح معها، والاحتفاء بالطفولة التي ما زالت تسكنها رغم السنين. وتقول: "إلى رُقيَّة الذاكِرة المُصابَة بالحَنينْ روزنة الأحلام الطِّفلة التي ملأتْ قَفيرَ فَرْحتها منْ حاراتِ القابلِ ذاتَ قَيْظ". وتأتي مفردة الحب في الديوان ذات دلالات متعددة، ففي نص بعنوان "تقلُّص" نقرأ للشاعرة: "وكُنَّا نرى في الحُبِّ خُوذَةَ فارِسٍ بِهِ نتَّقي الخِذْلانَ جُرْحاً مُنقَّبا!". وفي نصّ آخر بعنوان "سحَّارة" تقول: "محشوَّةٌ بالحُبِّ لمْ يُغْرزْ بِها رغمَ الشظايا رعْشَةُ الخَيباتِ لا شيءَ يحتَطِبُ الشُّعورَ تواتَرَتْ لُغةُ الصَّفاءِ العذبِ كالآياتِ سَحَّارةُ الحُبِّ المُزيَّنِ بالعَطا قلبٌ يمدُّ الحَقْلَ في الحُجُراتِ". وتتنوَّع أشكال الرمز في المجموعة لتشمل ما يتصل بالوطن والتضحية والموت والغياب وأسئلة الوجود، ففي قصيدة "البكاء الأخير" تقول الشاعرة: "يقولُ: سَيَمْضي هذا العَراءُ الكثيفُ سيَمْضي هذا العَناءُ العنيدُ سيَمْضي سألبَسُ أنْبوبةَ الغازِ وحْدي وأبْتَكِرُ الأغنياتِ الجميلةَ تسْقُطُ في أضْلعي واحدةً واحِدةْ سأخْبِرُ كلَّ الرِّفاقِ عنِ الوَطَنِ الحُرِّ فوقَ السَّماءِ وعنْ نوْرَسٍ قد غَفا مُطمئِنًّا على كَتفيّ صَحا فجأةً لكي يَنْقُرَ الأمنياتِ الكثيرة ويَصْنَعَ مِنْ ضِحْكَتي مائِدةْ!". وتتناول الحارثية في قصائدها الاحتلالَ ومقاومته، إذ نقرأ في قصيدة "انتظار دائري": "ودونَ اكْتِراثٍ مرَّ بالقُدْسِ غادِرٌ تعرَّى من المعْنى وأزْهَقَ ملْمَحَهْ! يُلوِّثُها بالليْلِ يحرثُ حقْلها رصَاصًا فيأتيهِ الشَّهيدُ ليفْضَحهْ!". كما تصب الشاعرة اهتمامها على البعد الإنساني انطلاقاً من الشعور...

كتاب عن التجربة الأدبية للموريتاني بدّي المرابطي

 يتناول كتاب "بدّي المرابطي والإسراءُ إلى مساكن الضباب" الذي صدر حديثاً عن "الآن ناشرون وموزعون" بالأردن، قراءات في التجربة الأدبية للكاتب الموريتاني بدي المرابطي، مدير المعهد الأوروبي للدراسات الإبستمولوجية ببلجيكا، تحمل أسماء مجموعة من النقاد والباحثين العرب.في تقديمه للكتاب الذي نسقه د.عبدالستار الجامعي، يرى الباحث التونسي د.أصيل الشابي أن نصوص المرابطي "تشبه مركبة تأكلها النار، وكلّما انطلقت أكثر إلى الأمام انبعث منها الحريق.. إذ يجمع بينها جامع متين هو الألم". ويشير إلى تمرّد الشاعر الذي تمثّل في تحوُّله من الاستعمال اللغوي إلى بناء المجاز والسياقات.وفي دراسته لديوان المرابطي "أسفار العشق والموت" يرى الشابي أن الشاعر استطاع صوغ رؤية منتفضة لا تتأثّر بالسياق السياسي والاجتماعي بقدر ما تسعى إلى التأثير فيه، انطلاقاً من التعويل على الأدوات الشعريّة وتحويل الهواجس الخارجيّة إلى مراجع شعريّة داخليّة تلهم الذات، وتعلي المبدأ الإنساني، وتتعالى عن المباشرة.من جانبه، قدم الباحث التونسي د.فتحي أولاد بوهدة قراءة في رواية المرابطي "أودية العطش"، موضحاً أن هذه الرواية يحرّكها صراعُ آفاقٍ بينها وبين نصوص أخرى كثيرة، هو المولّد الأساسيّ للنواتج الجمالية الدلالية لها. وأضاف أن هذا الصراع كان تناصّاً داخلياً قائماً على تفاعل الرؤى من جهة، وعلى التداخل مع تناصٍّ آخر شكليّ، من جهة أخرى.ويرى أن هذه الرواية تقدّم نفسها ﰲ سياق أدب نِضالٍ يستهدف مقاومة الاستبداد، وهذا يقتضي...

إضاءة على المجموعة القصصية “إلا رسولهم”

الدكتور أحمد خليفة أستاذ النقد بجامعة طيبةلَمْ أَدْرِ ما قَلْبي حينَها أَكانَ أَوْسَعَ عَلَيَّ أَمْ أَضْيَقَ كَعادَتِهِ كُنْتُ أَجوبُ وِحْدَتي ولا أَمْلِكُ وَقْتًا ولا أُغْنِياتٍ ولا أُمْنِياتٍ ولا صَهيلا ولَمْ يَكُنْ مَعي أَحَدٌ إلَّا ظِلّي النَّحيلَ الغَريبَ كَعادَتِهِ كَذلك لَمْ أُعْتِقْ شَمْسي بِمَغيبٍ، ولا صَوْتي بِوَجْه ٍكَسْتَنائِيّ لَمْ أَرَ مِنِّي إِلَّا أ .. ن ...... ا وبِضْعَ غَيْماتٍ ودَمْعًا أَدْمَنْتُهُ ولا يَعْرِفُني، وخُطُواتٍ أَهُشُّ بِها عَلى ما تَبَقّى مِنْ حُزْنٍ ارْتَمَيْتُ على مِقْعَدٍ وطاوِلَةٍ فارِغَيْنِ في مَقْهًى يَقَعُ آخِرَ وِحْدَتي كانَ مَرْشوقًا جُدْرانًا مِنْ حِكاياتِ العابِرينَ لِقَهْوَتِهِمْ وصَمْتِهِمْ وكانَ هَواؤُهُ بِضْعَ كَلِماتٍ عَلى عَجَلٍ فاجَأَني الفِنْجانُ المُرْتَمى عَلى الطَّاوِلَةِ أَمامي فَوَجَدْتُهُ ولَمْ أَجِدْني ووَجَدْتُ الآخَرينَ كُلَّهُمْ جالِسينَ عَلى مَوائِدِهِمْ إِلَّايَ فقَدْ كُنْتُ أَحْزِمُ ما تَبَقّى مِنِّي ومِنِّي كَعادَتي وأَحْتَسي ظِلِّي الَّذي ذَكَرْتُهُ سابِقًا بَيْدَ أَنَّ ذاكَ الفِنْجانَ أَوْقَفَني عَلى غَيْرِ عادَتِهِ، قائِلًا: خُذْ واقْرَأْ: "إلّا رَسُولَهم"!هناكَ القِصَّةُ القَصيرةُ جِدًّا: اخْتِصارُ الحَياةِ في لَمْحَةِ خَاطِرٍ، وإِعادَةُ نَمْذَجَةِ العالَمِ في رُقْعَةِ شَطْرَنْجٍ لَمْ يَبْقَ فيها إلَّا "كش مات"، وأَتْمَتَةُ الأَحْداثِ والإِحْداثِيّاتِ في مِلَفٍّ مَضْغوطٍ يُلائِمُ بَريدَ الـمُتَلَقّي.وهُنا؛ هذِهِ المَجْموعَةُ القَصَصِيَّةُ "إِلَّا رَسولَهُمْ"، لِلأَديبِ الكاتِبِ يُوسُف الجَوارِنَة: لَمْحَةُ خاطِرٍ تَتَشَظَّى في إِحْداثِيّاتٍ نَصِّيَّةٍ تَلِيقُ بِالحاضِرِ، وشَخْصِيّاتٍ تَرَكَتْ رُقْعَةَ شَطْرَنْجِها لِتَتَنَسَّمَ أَحْداثًا خاطِفَةً جَدَلِيَّةً في ساحَةٍ تَبْدو عَلى اتِّساعِها أَضْيَقَ مَجْهولًا، يُتْرَكُ لَها أَنْ تَتَحَرَّكَ كَيْفَ شاءَتْ، بَيْدَ أَنَّها تَجِدُ مُفارَقَتَها في أَنَّها "كش متُّ":"أَخَذَ صورَةً؛ لا يَقومُ "الجاحِظُ" فيها مَقامَهُ، تُزَيِّنُ...

“هو.. في العشق المجازيّ” لسلمى جمّو.. الاعترافات سمة الأحبة

ديوان "هو.. في العشق المجازيّ" للشاعرة السورية سلمى جمّو، تجسِّد الشاعرة فيه بطلي قصة الحب؛ حبيبها وهي، ويتبادل كلٌّ منهما دور المتحدث عبر قصائد الديوان.ويأتي عنوان الكتاب الصادر حديثًا عن "الآن ناشرون وموزعون" في الأردن في 86 صفحة من القطع المتوسط، ويضم ثلاثين قصيدة بين قصائد برقية قصيرة، ومتوسطة.وتفتتح سلمى جمو قصائد الديوان بقصيدة تحت عنوان "أنت النشوة" تقول فيها مناجية حبيبها:"كلُّ الوجوهِ حزينةٌإلا وجهك،يأتيني من خلفِ ضبابِ الحُزنِ مُهلِّلاً.كلُّ الأنواتِ حائرةٌ...عدا أناك،يلفُّ ذاتي بثباتِ صيّادٍ ماهرٍ بشعَبِ الإدراكِ.كلُّ الأحلامِ مؤجَّلةٌ...سوى رُؤاكَ،تنْضخُّ بعيشٍ أحمرَ قانٍ من المشاغباتِ.كلُّ الدّروبِ مُبهَمةٌ...والسَّبيلُ إلى مدائنِكَ... سالكةٌ ملهِمةٌ".ومن قصيدة "سيمفونية الصخب"، تقول سلمى جمو على لسان حبيبها الذي يناجيها وكأنه يرد على رسائلها برسائل لا تقلُّ حبّاً وحنوّاً عما ترسل به إليه عبر قصائدها، فتقول:"تكلَّمي جميلتي...تكلَّميوليبدِّدْ صدى حروفِك عنيعن بدنِ روحي،ضبابَ وحدتي.تكلَّمي...ولتحوّل نغم صوتِكمقابر خلايا عقليحفلاً صاخباً من الجذلِ.صغيرتي:ثرثريفأنا رجلٌ يبحثُ عن نفسِه بينَ كلماتِك،رجلٌ يعثرُ على أناهُ المقتولة بينَ دفّاتِ قصائدِك،رجلٌ يحبُّ بك ومعك...".ومن قصيدة "عبقك بصيرتي" تقول سلمى جمو، سائلة حبيبها في نبرة حانية مع محبة عارمة:" أنت...بعضٌ من الله، أم هبةٌ منه؟حبُّكنفحةٌ من روحِ الإلهِأم لحظةُ تجلّيه في هيئةِ عواطفَ؟قهقهاتُك...تراتيلُ لقبائلَ بدائيةٍ لم تعرفْ غيرَ العشقِ ديناًأم معزوفةٌ هاربةٌ من مزاميرِ الربِّ؟"وفي قصيدة بعنوان "اغتيالات الحنين" تقول سلمى جمو في مقطعها...

صدور الطبعة الثانية من كتاب “السياسة بالدين” للكاتب خميس العدوي

يقدم كتاب "السياسة بالدين.. في سبيل فهم منطق الأحداث" للكاتب خميس بن راشد العدوي، محاولة لفهم العلاقات المنسجمة والمتنافرة أحياناً أخرى بين السياسة والدين. ويشتمل الكتاب الذي صدر مؤخراً عن الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء على بحوث تجسد رؤية المؤلف بشأن العلاقة بين السياسة والدين، من خلال منهج اتخذ طابع البحث الأكاديمي ملتزما بمنهجية التوثيق والتحليل والاستنتاج. ويحتوي على ثلاثة أبواب رئيسة تعالج موضوع السياسة والدين والعلاقة بينهما، على مستوى بناء الحدث وتشكيل العقل وتشكله، ففي فصل الباب الأول "الدين والدولة ﰲ الإسلام" تم التطرق إلى نشأة الدولة عموماً لدى المسلمين، والعوامل السياسية والدينية المؤثرة عليها، وكيفية تطورها عن "مشروع الأمة النبوي"، وأن النص الديني الذي أُنتج خلال هذه التحولات الكبرى أصبح مادة مكونة للعقل المسلم. أما الباب الثاني الذي جاء بعنوان" الدين والدولة ﰲ عُمان"؛ فقد خصصه المؤلف لعلاقة السياسة بالدين ﰲ الشأن العُماني، منذ دخول الإسلام إلى أرض عُمان، وكشف عن تفاعل العُمانيين مع الأحداث الكبرى التي حصلت للمسلمين، وعن تطور دولتهم بإزاء الدولة العامة، مع ذكر أهم الأطوار السياسية ﰲ عُمان، والمدارس الدينية المؤثرة. ويبحث المؤلف في الباب الثالث من كتابه في القرآن والعقل المسلم، فالمجتمع لدى المسلمين قائم على الثقافة والتقاليد والتراث التي تشكلت عبر مئات السنين، وكان منطلقها الأول ومرتكزها الأساس هو القرآن، لأجل إعادة بناء الحياة بطريقة تتجاوز...

“أوراق مغترب في الخواطر المعلَّقة” سيرة تجمع بين التاريخ والحاضر

يأتي كتاب "أوراق مغترب في الخواطر المعلَّقة" للكاتب وجيه ريان جامع بين الحقيقة والخيال، وبين التاريخ والواقع بعين أردني عاش في بلجيكا. ويأتي عنوان الكتاب الصادر حديثًا عن "الآن ناشرون وموزعون" في الأردن في 136 صفحة من القطع المتوسط، ويضم ثلاثة أجزاء كُتِبَت بكلمات راسية لا تترك قارئها دون تأثيرات نفسية وفكرية، يقول وجيه ريان عن الجزء الأول منها: "أغلب الخواطر الإحدى عشرة الأولى مستوحاة من التاريخ البلجيكي والحضارة الغربية، وبوجود صديقي الأثري «مالو» ورفاقه «سقراط» و«بيجاسوس»". ويقول عن الجزء الثاني: "يتضمَّن هذا الجزء خمس خواطر تروي أحداثاً من التراث الغربي، وتحاول تأصيل بعض المفاهيم وتوضيح حقيقة بعض الأحداث التاريخية، دون صحبة رفاقي مالو وحاشيته". وأما الجزء الثالث فيقول إنه: "يتضمَّن هذا الجزء اثنتي عشرة خاطرة تروي بعض النوادر المختارة والحكايات الطريفة؛ منها الروحانية، والتي تخصُّني شخصياً أو تخصُّ بعض رفاقي". ويؤكد وجيه ريان في مقدمته للكتاب: "تحتوي هذه الخواطر قصصاً حقيقيّة واقعيّة، بعضها تاريخية تخصُّ التاريخ البلجيكي، هذا البلد الذي قضيت به شبابي، وأكلت من ثمار ترابه وشربت من مائه، ثم درست بجامعاته وتزوَّجت إحدى بناته وأنجبت لي أطفالي، وبكل محبة وتقدير أكتب بعض الخواطر التاريخية ذكراً له ومعبِّراً عن شكري واحترامي ما قدَّمه هذا البلد لي ولغيري من المهاجرين". ويضيف في المقدمة كذلك: "يحتوي الكتاب أيضاً بعض الخواطر المستنتجة من الحضارات الغربية...

“أبناء الأرجوان” رواية لديانا دودو تحمل أسرار الأساطير

في لحظة بعيدة من التاريخ، يقف بولاريس أمام حطام مدينته العتيقة "صور"، يذرف دمعة حارة على المدينة لكنه يذرف آلاف الخطوات بحثا عن سينثيا. أنهم أبناء الأرجوان، أو الطبقة المخملية التي تصارعت وتعانقت في رواية تأخذك في عوالم مجهولة من تاريخ الإسكندر المقدوني وغزوه للعالم، مرورا بصور، تلك المدينة التي اختفت عن الوجود بعد أن داهمتها الحضارة المقدونية وأخرجتها خارج الحضارة الفينيقية، لكنها بقيت بحكاياتها وأسرارها وأساطيرها التي لا تزال عالقة في فضاء الحكايات. في رواية "أبناء الأرجوان" الصادرة حديثا عن "الآن ناشرون وموزعون" في عمّان تعيد الروائية والقاصة ديانا دودو سرد حكايات وقصص تخيلتها وفق سياقات تاريخية مضت، ووفق بناءات وفضاءات مفتوحة على الخيال والتأويل لتبني سردينها التي قدمت من خلالها العشق المجرد، والخوف المجرد، والتناقضات التي أخذت الحكاية إلى نهايات مفتوحة من خلال مسارين اتكأت عليهما الحكاية. في الحكاية التاريخية التي حملت الأفكار التي ساقتها الروائية وحمّلتها أوزار النص يقف الإسكندر الغازي على تخوم لبنان، فتترأى له مدينة صور العظيمة، فتأخذه القسوة والغيرة على مدينة كانت من نماذج المدن العظيمة في الحضارة الفينيقية، فيدخلها، ويقضي على جميع من فيها من البشر، ويهدمها عن بكرة أبيها، ويأخذ ما تبقى من البشر سبايا وعبيد، يوزعهم على جنوده وهم في طريقهم لمصر، لكي ينقض على حضارة أخرى. في كل الحروب تقف الفئات العاجزة عن...

“بلاغة السلطة”.. ثمرة تأمل يخطها الأكاديمي غسان عبد الخالق

عزيزة عليصدر لعميد كلية الآداب والعلوم التربوية في جامعة فيلادلفيا الدكتور غسان عبد الخالق كتاب بعنوان "بلاغة السلطة، نحو مختبر تطبيقي في النثر السياسي العربي". في مفتتح الكتاب الصادر عن "الآن ناشرون وموزعون"، الأردن، يشير عبد الخالق إلى أن البلاغة، هي (الغابة) التي لا يجوز التهرب أو التشاغل عن رؤيتها، عبر تعمد الإمعان في عد (أشجارها)، وهي ورشة كبيرة متعالية الأصوات، لا يجوز أن نصم آذاننا عن الاستماع لجل أصواتها -بدعوى الحساسيات التاريخية أو السياسية أو الفكرية- ثم نكتفي بتحليل صوتها الأدبي فقط؛ لأن هذا الاختزال لا يمثل سوى خيط واحد، من خيوط النسيج المعقد الذي يفترض بنا أن نحله ثم نحوكه مجدداً. ويوضح عبد الخالق أن هذا الكتاب جاء ثمرة تأمل طويل وانتقاء دقيق. وقد جاء استنطاقنا له محاولة مخلصة، للتعبير عن فهمنا الخاص للبلاغة السياسية بمعناها الثقافي والحضاري العام؛ بدءا من (الدولة والمذهب؛ جدل السلطة والسلطة الموازية)، مروراً بـ(بلاغة الشارع؛ بحوث تطبيقية في النقد الثقافي). وإذا كنا قد واصلنا في هذا الكتاب (بلاغة السلطة؛ نحو مختبر تطبيقي في النثر السياسي العربي)، اجتناب رطانة المصفوفات البلاغية المستوردة، فقد حرصنا كل الحرص، على استيفاء وإبراز جملة من السياقات التي لا تكتمل الدلالة البلاغية الكبرى دونها، وهي: "السياق التاريخي، السياق السياسي، السياق الفكري، السياق الأدبي، السياق التطبيقي". ويشير المؤلف إلى أنه يهدف من...