“لسان الراوي” لقاسم توفيق.. قصص تجمع بين الدهشة والواقع الساخر
تبدو قصص "لسان الراوي" للكاتب الأردني قاسم توفيق أقرب إلى حكايات "ألف ليلة وليلة" في ثوب عصري واقعي، تجمع بين الدهشة والواقع الساخر. يضم الكتاب الصادر حديثًا عن "الآن ناشرون وموزعون" 35 قصة تتنوع موضوعاتها التي تدور حول شخصيات اشتبك معها الراوي (المؤلف) وأحداث شاهدها وعاش في غمرتها. وتتنوَّع قصص المجموعة وتتتابع وكأنها متتالية قصصية، يجمع بينها الراوي/ الشاهد على كل الأحداث، وقد يكون في بعض القصص متماهيًا مع أبطالها. يبدأ قاسم توفيق مجموعته بقصة موضوعها قديم يتجدَّد؛ "بيت الفئران"، ذلك الشبح الذي كان يخيف به المربِّي، سواء كان أبًا أو معلِّمًا أو محفِّظًا من يتعهَّد بتعليمه أو تربيته، ويضفي على أحداث قصته مذاقًا جديدًا من خلال ذلك الاكتشاف المبكِّر للمبالغة التي يحملها رمزُ بيتِ أو حجرة الفئران من خلال قصة محكمة البناء، متسارعة الأحداث، مستقرئةً الوتر النفسي لـ "الحدّوتة" المتكررة ما دامت الحياة. يختار قاسم توفيق لقصصه عناوين شائقة دالّة تكاد تكون جزءًا من الأحداث، ففي قصة "الكشِّيش" (نسبة إلى الحمام الذي كان يربيه ويجمعه يوميًّا) تتجلَّى واحدة من الحكم التي قد يدركها الإنسان في حياته، وقد لا يتوصَّل إليها حتى يرحل عنها، فيقول عن بطل القصة: "عندما استكان بعيدًا عن الحمائم، حسم في داخله فكرة واحدة، وهي أنَّه لا يخاف من الموت إلَّا الناس التي تخاف من الحياة، وأيقن أنَّه...