مرآة الصحافة

رواية “فراري”.. مصائر متقاطعة والمرأة في قلب الحدث

تقدم رواية "فراري" للكاتبة السورية ريم بدر الدين بزال مجموعة من المصائر المتباينة لشخصيات كُتب عليها أن تلتقي في سياقات مكانية وزمانية متقاطعة.وجاءت الرواية الصادرة عن "الآن ناشرون وموزعون" في الأردن في 184 صفحة من القطع المتوسط، وتقع معظم أحداثها في مناطق ريفية بعيدة عن المدن، لكن المدينة تبقى حاضرة في أكثر من مرحلة بوصفها مهربًا تلجأ إليه الشخصيات حين تعجز عن مواجهة الواقع المفروض عليها. وتبدو الطبيعة البكر الهادئة في ظاهرها حبلى دائمًا بالمفاجآت، وتفرض الظروف الصعبة والقاسية على الجميع حالة من الترقب لما يمكن أن تتمخض عنه الأيام المقبلة.أما الزمان الرواية فيشير إلى آخر أيام الدولة العثمانية، وما اكتنف تلك الأيام من ظلم وتسلط على العباد؛ الأمر الذي يضفي حالة من الغموض على كثير من الأحداث، ويشير إلى حالة من الغليان والرغبة في الخروج إلى واقع جديد.وتظهر المرأة بوصفها عنصرًا محوريًّا في الرواية، سواء بما يقع عليها من ظلم في المجتمع، أو بما تتعرض له من أطماع واعتداءات تتناول كيانها الجسدي. وتبرز كذلك بوصفها حبيبة مشتهاة، وزوجة مخلصة، وأمًّا حنونًا، وهي تتردد بين حالين؛ فهي حينا عنصر ضعيف لا يملك هامشًا كبيرًا للحركة، وحينًا آخر عنصر مؤثر وقادر على تغيير مسار الأحداث.تصف الكاتبة ضعف المرأة على لسان إحدى بطلات الرواية:"لم يكن خطأي أنا، لكنني تحملت كامل العقوبة....

“12:21” رواية لرؤى أبوالسعود.. حين تحاور الذات نفسها!

رواية 12:21 لمؤلفتها رؤى أبوالسعود تدور داخل النفس الإنسانية لبطلتها التي تحاول أن تتمسك بالحياة والحرية والانطلاق، باحثة عن إجابات لكثير من الأسئلة.ويأتي عنوان الكتاب الصادر حديثًا عن "الآن ناشرون وموزعون" في الأردن في 122 صفحة من القطع المتوسط، وتمزج رؤى أبوالسعود في روايتها بين السرد والنثر الشعري (قصيدة النثر) في مواضع كثيرة من روايتها.وتستهل روايتها بعبارة «الساعة التي لم يطرق فيها بابي أحد سوى آدم».. وكأن آدم ذا ضيفٌ يحلُّ عليها وعلى الأحداث في الرواية.وربما لا نستطيع تصنيف تلك الرواية بأنها رواية حدث، وإنما رواية تساؤلات فلسفية وحوار مع الذات. وتوجه المؤلفة كلامها في البدء إلى القارئ قائلة: "عزيزي القارئ:ستعاني أثناء قراءتك لهذا الكتاب كما عانيتُ أنا منذ أن بدأت بالكتابة، محاولة شرح ما يحدث معي من هلوسات غريبة غير منطقية، مقاتلةً عقلي كي أفهمها، ولكنني لم أستطِع بعد.ستحاول كسر حاجز الكلام والمعاني لتفهم، فإن استطعت أنصحك بشدة أن تعير انتباهك لسقف غرفتك ليلاً، أو لذاك الضوء المندفع من طرف الباب.لعلَّك تساعدني على حل اللغز".وتكمل حديثها إلى القارئ طارحة عدداً من الأسئلة التي لا تتوقف، إذ تقول: "في طفولة كل منا رواية لم تُروَ بشكل صحيح، ربما لم تُفهَم، أو كما يقال في علم النفس: لم تُسمَّ الأمور بمسماها الحقيقي.فجميعنا يولد أبيض اللون "داخليّاً"، وتبدأ الأيام بإضافة الألوان...

الشاعرة هاشمية الموسوي توقّع “أبجديات عشق” في مسقط

وقّعـتْ الشاعرة والأديبة د.هاشمية الموسوي ديوانها السابع "أبجديات عشق" بـمقرّ الجمعية العمانية للأدباء والكتّاب، وذلك تحت رعاية السيدة حجيجة بنت جيفر آل سعيد الموقرة.وقدّم الشاعر عبدالرزاق الربيعي قراءة في الديوان، قال فيها إن الموسوي "صوت شعري نسوي له حضوره في الساحة الشعرية العمانية".وأضاف أن الموسوي تنتمي لجيل التسعينيات الشعري، وأنها لم تجعل الشعر ثانوياً في حياتها، مستذكراً لقاءه الأول بها في مهرجان الخنساء للشاعرات العمانيات الذي أقامه النادي الثقافي عام 1999، وكانت قد أصدرت مجموعتها الأولى "إليك أنت" (1993) وتعدّ لمجموعتها الثانية "للروح هوية"، فوجد الشعر هَمّاً مركزياً في حياتها، وطلبتْ منه كتابةَ تقديم لها ففعل، ومنذ ذلك اليوم وهو يتتبع خطواتها "التي تسير بثقة على أرض صلبة".وتابع الربيعي بقوله: "بعد ذلك أصدرت هاشمية عدة دواوين وتدرجت وظيفياً وواصلت دراستها الأكاديمية العليا حتى نالت درجة الدكتوراة، وبقي الشعر يرافقها في وقتٍ انطفأت فيه أصوات كنا نعول عليها، لأسباب عدة من أبرزها الالتزامات الأسرية، بينما ظلت هاشمية مخلصة لقصيدتها، وهذه نقطة تُحسب لها وتستحق الإشادة".وأكد أن الشاعرة في ديوانها الجديد "أبجديات عشق" الصادر عن "الآن ناشرون وموزعون" بالأردن، تواصل مشوارها مع القصيدة بـ "عزيمة لم تنقطع".وفي حديثه عن هذه التجربة، قال الربيعي: "غلب نظام الشطرين على نصوص المجموعة التي بدأتها الموسوي بأبجديات عشق الوطن وقيادته، وهذا المنحى يشغل جلّ نتاجها...

(سير سالم والجمل) تأليف محمد محفوظ.. طريق الألف ميل يبدأ بخطوة

يتناول كتاب «سير سالم والجمل» تأليف «محمد محفوظ (أبو طارق)» قصة كفاح شاب ظفاري من سلطنة عمان فاقد المقلتين حاد البصيرة يبحث عن علاج ليرى أصابع يديه والدنيا وما فيها، وصرخ مدوياً «لا أتحمل الظلم والظلام» وصرخته الثانية في حوف: «سوف أوحد العرب لأنهم أبناء عمومتي ويحركه الإصرار على النجاح».ويأتي عنوان الكتاب الصادر حديثًا عن «الآن ناشرون وموزعون» في الأردن في 70 صفحة من القطع المتوسط، ويضم أربعة فصول، ومقدمة مهداة من صديق الكاتب «سعادة الأستاذ الشيخ عبد الرحمن بن علي الجروان الشامسي المحترم» يوضّح فيها أن الكتاب مستوحى من قصة حقيقية.ومن الجدير بالذكر أن محمد محفوظ (أبو طارق) ولد في عام 1948 ميلاديّاً تقريباً في قرية غديه بالجبل الواقع شرق دربات في محافظة ظفار. رئيس رابطة طلبة عمان في العراق لسنوات عدة وتخرَّج في جامعة بغداد للعام الدراسي (1973-1974)، حصل على شهادة البكالوريوس في علوم الاقتصاد. يمثل «سير سالم والجمل» الجزء الأول من رحلة سالم براً، فيما سيكون الجزء الثاني (سالم والنوخذة) يعبّر عن رحلته بحراً. عمِل مساعداً تجاريّاً في بنك جريندليز (1975-1976) في عمان، ومدير دائرة الشؤون المالية في وزارة الزراعة والأسماك والنفط والمعادن حينها، ومدير دائرة الزراعة في المنطقة الداخلية لأعوامٍ ستة في نزوى، وبعدها مدير دائرة الزراعة في شمال الباطنة في صحار، ثم مدير مصنع...

عروس الغَرْقَة.. سيرة انتفاضة الماء.. رواية لأمل عبدالله الصخبوري

رواية "عروس الغَرْقَة.. سيرة انتفاضة الماء" لأمل عبدالله الصخبوري حين يتضافر الماضي والحاضر وكأن التاريخ يعيد نفسه في ضفيرة من الأحداث الحالية والماضية التي تصف الحال نفسه الذي تتعرض له البلاد والعباد، فيما وصفته بأنه "غضب الماء".ويأتي عنوان الكتاب الصادر عن "الآن ناشرون وموزعون" في الأردن في 244 صفحة من القطع المتوسط، ويضم الكتاب روايتين في رواية، إذ تحكي بطلة الرواية الحالية عن بطلة رواية أخرى فرضت نفسها على الأحداث، في ظل حقيقة نكرِّرها كثيرًا ونؤمن بها؛ ألا وهي.. "التاريخ يعيد نفسه".تبدأ الكاتبة أمل الصخبوري روايتها بعبارة أقرب إلى اللوحة الفنية تقول فيها: "إنها ليست مجرد رواية.. إنها كلمات من لحم ودم".وتضيف أمل الصخبوري مدخلًا لروايتها تقول فيه: "في رحلة التردُّد، ما بين مواجهة مخاوفنا وبين الهروب منها، سيكون القرار الصائب هو ما نُقدِم عليه في نهاية المطاف".وكأنها تسوِّغ لبطلتها في الرواية الأساسية "غدق" ما اختارته وعاينته من أحداث وأهوال.وفي ذلك الفصل المعنون "غدق" تصارح البطلة نفسها بخبيئة مشاعرها فتقول: "كنتُ أكثر جُبنًا من مواجهة الماضي، كنت أضعف عزيمة من ذاكرتي، كانت ذكرياتي شرسة كجلاد منزوع الرحمة، ترى أين غادرت تلك الشجاعة التي استنهضتها في لحظة الشدة؟".وأما الفصل المعنون "صندوق مجهول الهوية" فتقول فيه أمل الصخبوري حول ما تعرَّضت له البطلة الحالية، ومدى حرصها الشديد على صندوق أسرار البطلة...

“أنثى قاحلة” رواية لمصعب البدور.. تنويعات الشهادة بين الحياة والموت

رواية "أنثى قاحلة" لمصعب محمد البدور تغوص في عالم الأرض المحتلة، وما يكابده أصحاب الأرض أمام القوات الغاشمة، مختطفًا اهتمام القارئ منذ الأسطر الأولى للرواية.ويأتي عنوان الكتاب الصادر حديثًا عن "الآن ناشرون وموزعون" في الأردن في 166 صفحة من القطع المتوسط، ويضم عددًا من الفصول اختار لبعضها عنوانًا، وفضل أن تبقى الأخرى مرمزة بفاصل نجمي دون عنوان، ربما في إشارة إلى أن ما يحدث على أرض الرواية (التي لا تختلف عن أرض الواقع في الحقيقة) أكبر من أن يستوعبه عنوان من كلمة أو كلمتين.ويبدأ مصعب البدور روايته برسالة تعبر عن موقفه مما يحدث في غزة وجميع الأراضي المحتلة، يقول فيها: «من هناك.. من أعماق صمد؛ القرية البعيدة على أطراف إربد، ومن خراباتها وآهلاتها، ومن جبالها وصخورها، من أبنائها إلى أبناء الأرض الطاهرة هناك في أرض المحرقة: "أنتم نحن".. مصعب».وفي الفصل الأول المعنون "إنستغرام" يضع مصعب البدور فلسفة الرواية في سطرين، إذ يقول: "حتى النوم لم يعد ملاذًا، لم يعد راحة، صار ثقل النوم لا يجلوه صحو، وصارت سكرات الصحو أقسى من اختلاج الضلوع بعضها ببعض لحظة العناق مع الثرى".وفي الفصل التالي الذي جاء بعنوان "غرام"، يضعنا مصعب البدور أمام شحنات عاطفية تستحيل ألمًا ينتزع تعاطفًا إجباريًّا من أعتى النفوس، فيقول: "هل يعنّ على بال أحد أنّ أمنية إنسان راشد...

“كسرت الأقلام وجفَّت المشاعر”.. نصوص لسلام القاسم.. فن الحياة اليومية

نصوص "كسرت الأقلام وجفَّت المشاعر" للمؤلفة سلام القاسم تدوِّن خلالها الكاتبة مشاهد من الحياة اليومية.ويأتي عنوان الكتاب الصادر حديثاً عن "الآن ناشرون وموزعون" في الأردن في 86 صفحة من القطع المتوسط، ويضم (47) نصّاً تهتم المؤلفة بين صفحاتها بالحب والنفس والأمل والخوف والغواية... وأشياء أخرى.تقول سلام القاسم في أول نصوص الكتاب حول ما اكتسبته من خبرات وتوصلت إليه من حقائق، وعنوانه "إخفاقة في الدرب":"وما بين حروفي الماضية والتاليةتعلَّمت يا سادتي عادتي الآتية.تعلَّمت أن الثقة في زماننا عملة باليةوأن ما يتبعها عادةً إخفاقة في الدرب لكنها واهيةوأنك تعود لنفسك بدفاتر وأقلام زاهية".وفي نصها المعنون "طريق من نور" والذي يمثل حالة من الإحباط الذي يصيب المحب حين يثق فيمن ليس أهلاً للثقة فينكسر قلبه، تقول سلام القاسم:"على قدر أهل القلوب الصافية تأتي الخيباتوعلى قدر المكانة والأمل تكون القراراتفي الحياة مسلمَّات عقلية قلبية فعليةفالله واحدٌ أحدوالقلب واحدٌ لأحدوالإخلاص لم يبقَ عند أحدالحب أمانةوالصدق مكانةووعودك كلها خيانة".وفي نص قصير عنوانه "بحر بلا مداد" تستخلص الكاتبة سلام القاسم حكمة حياتية تقول فيها:"في نقطة الضعف تكمن القوةوعند الامتلاء يحين دور النقصانفليس هناك ألمٌ أبديٌّوما من حالةٍ مستدامة".وفي دعوة للأمل يأتي نص "ترتيب أوراق" ليحث على البدء من جديد ما دام في العمر بقية، وتقول سلام القاسم في هذا النص:"فليس من العيب أو الضعفأن نعيد ترتيب...

الشاعرة جمانة الطراونة تفوز بجائزة حبيب الزيودي الأردنيّة

نالت الشاعرة الأردنية جمانة الطراونة جائزة حبيب الزيودي للشعر الفصيح بدورتها الرابعة التي تنظّمها أمانة عمّان الكبرى، في مسار أفضل ديوان عن ديوانها (عتاب الماء) الصادر عن "الآن ناشرون وموزّعون" بالتعاون مع الجمعية العُمانية للكتّاب والأدباء. وقالت الشاعرة الطراونة التي تلقت الخبر في الجزائر خلال مشاركة لها كضيفة شرف على احتفالات الفاتح من نوفمبر" تأتي أهمية هذه الجائزة كونها تقترن باسم واحد من أبرز رموز المشهد الشعري الأردني المعاصر، هو الشاعر الراحل حبيب الزيودي، وقد سعدت بها لأنها جاءت من بلدي الأردن في الوقت الذي أملت عليّ ظروف الحياة أن أعيش خارجه، لكنني لم أنقطع عن الحياة الثقافية الأردنية، فهي تتويج لعمق أواصر المحبة لبلدي الغالي".عندما يجتمع القانون والفلسفة في قلب أنثى تكون النتيجة ديوانًا بطعم "عتاب الماء"، إذ تبدأ الشاعرة جمانة الطراونة ديوانها الرابع بإقرار عدم الكمال على الأرض، والذي يطول الإنسان، وكذلك الشعر، فتقول:"سيظلُّ بيتٌ في القصيدةِ ناقصًاوالطينُ يعدلُ كفَّة الميزانِ".وهي إذ تقرُّ بذلك تؤكِّد أن لكل نقصان ما يعوِّضه، وتستدل على تلك الحقيقة بأن حواء شطر آدم ومُكمِّلته، فهي التي جعلها الله لآدم سكنًا في الأرض، ومكافأةً في السماء، وهي التي تعدها الشاعرة بيتًا داخل البيت:"قد يكتبُ الشطرينِ (آدمُ) إنَّما(حواءُ) شطرُ البيت بيتٌ ثانِ".وجاء الكتاب في 76 صفحة من القطع المتوسط، تقول الشاعرة بصوت جريء في...

“في حيِّنا بطل” رواية لربى حب الرمان.. الوعد الحق أيقونة البطولة

رواية " في حيِّنا بطل" لربى صلاح الدين حب الرمان، هي رواية تستلهم القضاء والقدر وتغير الإنسان في مراحل حياته لدرجة الانحراف الحاد في بعض الأحيان، مع التسليم بأن التعليم في الصغر هو نقش على الحجر بالفعل، فكل المبادئ التي يكتسبها الإنسان صغيراً مهما حاد عنها فهو بالضرورة عائد إليها.ويأتي عنوان الكتاب الصادر حديثًا عن "الآن ناشرون وموزعون" في الأردن في 110 صفحة من القطع المتوسط، ويضم واحداً وعشرين فصلاً مرقَّمة دون عناوين للفصول.يحكي الجد "نافع" لحفيده صادق في الفصل الثاني قصة معبرة بعد أن اشترى الحفيد بلبلين وحبسهما في قفص، فتقول ربى صلاح الدين حب الرمان: "كان ياما كان في قديم الزمان، كان هناك عصفور صغير يعيش في أمان مع عائلته. لم يلبث أن يتعلَّم الطيران حتى داهم عشهم السعيد الهادئ رجل عملاق، وقام بخطف الصغير بلا رحمة. وضعه بقفص صغير، حاول الصغير مراراً الطيران والهرب، لكنه في كل مرة كان يصطدم بأسلاكه ويجرح نفسه حتى فقد الأمل تماماً عندما صار جناحاه مشوهين بالكامل، لكن العصفور لم يتوقَّف عن المحاولة، فالتجأ إلى حنجرته، صرخ بأعلى صوته، بألحان التمرُّد والغضب والكآبة، ولكنه في كل مرة كان ينتج فيها لحناً جديداً حصل إمّا على المزيد من الطعام أو نُقل إلى قفص أكبر مع طيور أكثر! لكن ذلك لم يزده إلا...

يوسف بكّار يعاين بوادر التجديد في الشعر المعاصر

يكشف كتاب "بوادر التجديد في شعرنا المعاصر" للدكتور يوسف بكار عن جوانب تجديدية في المضمون الشعري وتشكيلاته الفنية، متناولًا قصيدتين لخليل مطران وإبراهيم طوقان نموذجًا على ذلك. وجاء الكتاب الصادر في طبعته الثانية عن "الآن ناشرون وموزعون" في ثلاثة أقسام؛ تناول الأول قصيدة "الجنين الشهيد" لخليل مطران التي نُشرت للمرة الأولى عام 1905 في مجلة "الهلال"، ثم نُشرت في ديوانه الذي أصدره عام 1908. ويذكر بكار قصة هذه القصيدة؛ إذ نظمها الشاعر وهو يتمشى وفي يده ورقة يدون فيها خواطره، وما إن وصل إلى مبتغاه حتى كان قد أتم نظمها ولكن بلا تشطير، وهنا خطر له أن القافية لا تسع المعاني ولا تؤدي الفكرة التي يريدها، واستصعب أن ينظمها من جديد، فعاد أدراجه وما أتم ليلته إلا وقد فرغ منها. ويشير بكار إلى أن هذه القصيدة قد تكون من "الشرارات العصرية الأولى التي تطايرت عن قدح زناد القضية الفنية التي أضحت فيما بعد خلافية وهي؛ الوزن الواحد والقافية الواحدة وآثارهما السلبية على طول القصيدة". ويؤكد الباحث أن هذه القصيدة مثال واضح على الواقعية الاجتماعية لأنها جرت في القاهرة وشهد الشاعر مجرياتها بنفسه، ومضمونها أن فتاة غريبة قدمت إلى المدينة لفقرها وسوّل لها والدها العمل في مكان وضيع فتتعرض هناك للإساءة. ويرى بكار أن هذه القصيدة تجلت فيها الوحدة العضوية القائمة على تسلسل المشاهد وانسجامها...