مرآة الصحافة

“بابنوس”.. سميحة خريس تنسج ملاحم الحب والمقاومة في أرض الجراح

تبدأ رواية "بابنوس" للروائية الأردنية سميحة خريس، والمهداة لروح الطيب صالح، بحكمة عميقة تؤكد على مبدأ الحرية وتساوي الجميع المشتركون في كون واحد، إنسانا ونباتا وشجرا وحجراً.. فجميعهم يعيشون ضمن دائر الحياة الواسعة ويدورون في فلكها. وهذه الحكمة هي التي افتتحت بها "الرسّالة" أو"الحكامة" أو الجدة "حبوبة" السرد لتؤكد: "مثلما شجرة الأبنوسة قوية مخاتلة، أبوها اللقاح؛ يسري دم أمها الشمس الحارة الساطعة في عروقها الخشبية. تنمو على ما نريق من ماء محبتنا فوق التراب، تزهو بأنفاسنا، وتزهر باللمس، تعطي والفأس تضرب جذعها، فإذا ماتت؛ بيعت منحوتة عبقرية للخواجات. حينها أيضاً لا بد لها من أب وأم جديدين؛ نحات وإزميل".وتتجلى "الحكّامة" كشخصية أسطورية، فهي شاعرة ومعلمة وقاضية وضاربة للطبل والدف ومغنية ولها القدرة على إعلان الحرب أو إحلال السلم، كما أنها حفظت تاريخ المنطقة وعايشت الجزء الأكبر منه، وشهدت كيف تشكل وطنها الصغير من بضع بيوت استقرت الجموع فيه.. إنها رمز معادل للوطن نفسه، ولتاريخه، وحياة ساكنيه: "سمعت صوت المكان الهادئ الفارغ، رجعاً مرتداً يهتز على مهل مثْل صدى حانٍ، همس لي الهواء أن هنا لي وطن. اتسعت الخَرْبَقَة وصارت حياً حقيقياً لقبيلة شكلناها بتكاثرنا عبر سنوات لا أستطيع عدها، فنساؤنا ولودات، ثم بمجيء آخرين، عمرنا وطناً، وطن على قدر جماعتنا الصغيرة، استبدلنا بقعة صغيرة منسية بالأرض الرحيبة، في ما...

“يهود ضد الصهيونية”.. إصدار جديد يوثّق مواقف 67 مفكراً يهودياً مناهضين للصهيونية

إصدار جديد للدكتور أيوب أبو دية، يستعرض فيه مسار 67 مفكراً وأديباً وسياسياً وأكاديمياً يهودياً، يُعارضون الصهيونية ويدعمون حقوق الشعب الفلسطيني.صدر حديثاً "الآن ناشرون وموزعون" في الأردن، كتابا جديدا بعنوان "أصوات من أجل العدالة: 67 يهوديا إنسانيا"، من تأليف الدكتور أيوب أبو دية، الذي يعالج فيه ظاهرة "ما بعد الصهيونية"، باعتبارِها تيارا وتوجُّها فكريا مُتنامٍ بين الأكاديميين والمفكرين اليهود، الذين أعادوا النظر في "الصهيونية" مفهوما وفكرا وسياسة، وأبدوا اعتراضَهم على سياساتِها وانعكاساتها السلبية، ليس فقط على الفلسطينيين، بل أيضاً على اليهود أنفسِهم.يسلط هذا الكتابُ الضوءَ بالتحليل والدراسة على شهادات وآراء ومواقف 67 مثقفا وأكاديميا يهوديا من إسرائيل ومن مختلف أنحاء العالم، يُصنفون فكرهم ضمن التيار المناهض للصهيونية التقليدية، ويدعون إلى الاعتراف الكامل بحقوق الشعب الفلسطيني والتضامن معه إزاء ما يتعرض له من تنكيل وإبادة وظُلم.يُعد الكتاب إضافة فكرية نوعية حول قضايا الصراع العربي الإسرائيلي، خصوصا كونه يأتي في مرحلة حساسة تَشهدُ تطورات سريعة ومتلاحقة من تاريخ هذا الصراع الطويل والممتد، إضافة إلى كونِه يعكس منظورَ الطرف الآخر، مُمثَّلاً في اليهود الذين يتبنَّونَ القضايا العدالة للشعب الفلسطيني ويقدمون رؤية مغايرة لتوجه المجتمع اليهودي نفسِه، على أمل بناء جسور التعايش بين الشعبين، وتعزيز الحوار الهادف حول حقوق الإنسان وإحساء واستدامة السلام، في منطقة شديدة الاضطراب والتقلب والحساسية.نقرأ على الغلاف الأخير "ظهرت...

نماذج وقضايا في التعليم العالي… تسليط الضوء على التعليم في عصر التحولات الكبرى

يركز كتاب "نماذج وقضايا في التعليم العالي "أ. د. خليف الطراونة ود. هبة أبو عيادة على أهمية التعليم العالي كأحد الركائز الأساسية لتقدّم المجتمعات وبناء الإنسان القادر على الإسهام في تنمية وطنه ومواجهة تحديات العصر، بخاصة مع تطوّر العولمة والتحولات التكنولوجية والاقتصادية، التي أدت إلى أن تواجه منظومة التعليم العالي ضغوطًا متزايدة تدفعها إلى إعادة النظر في أدوارها، ونماذجها، وآلياتها.تضمن الكتاب الصادر عن "الآن ناشرون وموزعون" في الأردن (2025)، تسعة فصول، حمل الفصل الأول عنوان "الإبداع والابتكار ودوره في تعزيز دور الجامعات نحو الريادية"، وأكد فيه الباحثان على أن الفكر القيادي الذي يؤمن بالإبداع والابتكار، والعمل الجماعي التشاركي، يخطو خطى واسعة وواثقة نحو تحقيق الأهداف، ويرسم صورة متناسقة للمنظمة، وينشر القيم الإيجابية التي تخلق مناخاً تنظيماً منفتحاً.وجاء الفصل الثاني بعنوان "الجودة في التعليم العالي، ليؤكد على أن الجودة بمفهومها المطلق يدل على التميز في الأداء بكافة الجوانب، وأن مؤسسات التعليم العالي من أكثر المؤسسات حاجة لتطبيق الجودة لما له من أثر في بناء مستقبل الشباب، حيث تقوم هذه المؤسسات بهيكلة خريجيها وفق ما يحتاجه الوطن والعالم من مخرجات عملية وعلمية، فالأجدر بكل قطاعات الدولة أن تحشد جهودها وإمكاناتها المادية والمعنوية للارتقاء بجودة هذه المؤسسات، وجعل السوق العالمي يستقطب خريجيها لما لديهم من قيم وعلوم استقوها من جامعاتهم، التي بدورها...

“أوديسة لغزّة.. الأبجدية الحمراء” مجموعة شِعرية جديدة للمتوكل طه

صدر عن "الآن ناشرون وموزّعون" في الأردن (2025)، مجموعة شِعرية جديدة للشاعر الفلسطيني المتوكل طه، ضمّت إحدى عشرة قصيدة عن غزّة، وجاءت في مائة وخمسين صفحة من القطع المتوسط. وهي الإصدار رقم ستّون للكاتب. وفي تناوله لهذه المجموعة كتب أ.د. الشاعر راشد عيسى قائلاً: "نحن أمام ملحمة شعرية أو فيلم سينمائي طويل أو مسرحية كونية في صورة مرايا تاريخية وواقعية وأسطورية ودينية مرعبة الرؤى كيوم القيامة. قصيدة من نوع الكثافة المشهدية في الأوديسة الهوميروسية. فإذا كان أوديسيوس البطل الاستثنائي يعرض مغامراته بعظمة العجائب والمستحيلات بعد حرب طروادة، فإن المتوكل هنا يقوم بدور البطولة الشعرية الخارقة بعد حرب غزة.فالقصيدة شجاعة في استدعاء الشواهد الإغريقية والرموز الخاصة بالمعتدي السارق مثل يوشع كنوع من تحدي الضحية للجلاد والسنبلة للمنجل وحبّة الرمل للجبل وصرخة الطفل في القاتل وفي الجدار المهدوم عليه. هذا نصٌّ يتفوّق على التاريخ الأسود للحقد الاستعماري والديني واستلاب تاريخ الشعوب بالمزاعم الكاذبة المخادعة وبجرائم الإبادة الجماعية لكل معنى من معاني الحياة. هنا غزة بطلة كونية جديدة تثبت تفوّقها على إرادة السارق القاتل المجنون الواهم بقدرته على محو التاريخ الكنعاني الخالد.في القصيدة دسم هائل من لقطات العبثية المجنونة التي تقابلها قوى غزية أعظم صبرا ومقاومة وعزيمة لا يمكن أن تنال منها نوايا المراحل السوداء عند العابرين الطغاة. الشاعر هنا يحترم طبيعة...

“الإنسان الفيلسوف” لمعاذ بني عامر.. عن أسئلة الأطفال وإجابات الحكماء

طالما ارتبطت الفلسفة في وعينا الجمعي بصورة المفكر المتبحّر بالعلم، أو الأستاذ الجامعي، أو صاحب النظريات المعقدة، مما جعل الكثيرين يرون أن الفلسفة حالة خاصة لا يعنيهم الاقتراب منها، أو أنها نشاط نخبوي لا يرتبط بالحياة اليومية التي يمارسها العامة. لكن في كتابه " الإنسان الفيلسوف: عن أسئلة الأطفال وإجابات الحكماء"، يفند معاذ بني عامر ذلك ويؤكد على أن هذا التصور غير دقيق، وأن فعل "التفلسف" ليس حكراً على المختصين، بل يمكن لأي إنسان كان، بصرف النظر عن مهنته أو خلفيته المعرفية، أن ينهض به، ولهذا فهو يقول في مفتتح الكتاب: "نكتملُ بالنقص، تلك واحدة من مقتضيات وجودنا في هذا العالَم، وتلك أيضاً واحدة من المقتضيات الأساسية التي يقوم عليها معمار كتابي".ينقسم الكتاب الصادر عن "الآن ناشرون وموزعون" (2025)، إلى تمهيد تضمن الأسباب التي دفعت الكاتب إلى كتابة كل فصل من الفصول على حِدة، وصولاً إلى الرؤية المعرفية التي أبقاها قائمة؛ وهي بالنسبة لنصِّ الكتاب قبوله للتطوير والتعديل، وبالنسبة إلى تخارجات هذا النص في الواقع المعيش. وثانيا مقدِّمة موسومة بـ"في مديح التفلسف"، وضّح فيها الفرق بين الفلسفة والتفلسف، أو الرؤية التي أستند إليها في تأطير مشروع الإنسان الفيلسوف على المستوى الذِّهني، قبل أن يتجلَّى نسقاً فاعلاً في الواقع العملي.واستند الكتاب على أربعة فصول غطت موضوعات الإنسان الشغوف والرَّاغب بالتفلسف،...

رواية “أنكراي” لصابر بقور: حكاية امرأة تكسر الموروث وتلاحق المعنى

رواية "أنكراي" لصابر بقور: حكاية امرأة تكسر الموروث وتلاحق المعنى رواية "أنكراي".. للكاتب الجزائري صابر بقور رواية تجمع بين دراما الحدث وشاعرية السرد وتداخل الأنواع، فالرواية وكأنها عملان متضافران أحدهما رواية سردية في إطارها الخارجي، والآخر سيناريو تؤلفه البطلة لتحوز به جائزة تُحَقِّقُ أحلامها في عودة الأمان المفقود لأسرتها وشفاء أخيها من مرضه العضال.ويأتي عنوان الكتاب الصادر حديثًا عن "الآن ناشرون وموزعون" في الأردن (2025)، في (186) صفحة من القطع المتوسط، وقد نجح الكاتب أن يقنع القراء أن كاتبة السيناريو هي أنثى من لحم ودم، حتى أن المتأمِّل يظل يعاوده السؤال: كيف نجح الكاتب في استحضار مشاعر الأنثى في الحب إلى هذا الحد! وأرى أنه يفسِّر شيئًا من غموض هذا اللغز حين يهدي روايته إلى أخته التي يراها بطلَته الحقيقية، بالطبع مرافقة الأنثى تكشف للرجل كثيرًا من غموض شخصيتها؛ ذلك الغموض الذي لا يعيبها ولكنه سمت أساسي في تركيبتها النفسية خُلِقَت به الأنثى منذ أم البشر حواء، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.يرسم الكاتب مشاعر بطلة الرواية "هبة" وصمودها أمام المجتمع الذكوري الذي عانت أمها بسببه، فيقول صابر بقور: "قرّرت أن أقطَع دابرَ القهرِ، وألّا يكون ميراثي من الاحتِقار والإذعان كأمّي وجدّتي وكل نساء جيلهنّ وما قبلهُ، خصوصًا بعدما نقلنا أخي إلى المدينة بعدَ تقلّده منصبَ ضابطٍ في الشّرطة،...

“من أجلّاء النبلاء.. سماحة الشيخ محمد الأمين بن ما يأبى الشنقيطي.. حياته ومقالاته”

يجسّدُ كتابُ "من أجلّاء النبلاء.. سماحة الشيخ محمد الأمين بن ما يأبى الشنقيطي.. حياته ومقالاته" جهدًا بحثيًا رصينًا، تأمّل صفحاتٍ مضيئةً ومواقفَ عظيمةً من حياة ومآثر عالِمٍ جليلٍ، اضطلعَ بأعباء ٍكبيرةٍ في سبيل إرساء قواعد المعرفة ونَشْر الدعوة على أُسس إصلاحية مُستمدة من هَدْي الإسلام ومِشكاته.كما يدرسُ الكتابُ بعضَ ما دبّجه بنانُ الشيخ محمد الأمين بن ما يأبى الشنقيطي، وانشرحَ له جنانُه من المقالاتِ العلميّةِ الإصلاحيّة التي تهمّ المسلمين أجمعين، نشرها في مجلاتٍ عدةٍ، مثل: "الرسالة" المصريّة، و"المعلم" التي أصدرتها وزارةُ التربية والتعليم الأردنية، و"هَدْي الإسلام" التي أُسّست برعايته وافتتحت بكتابته في الدعوةِ إلى الله والتمسّكِ بالدين الحنيف.الكتاب نفسه، وقد صدر حديثًا عن "الآن ناشرون وموزعون"، في الأردن، من إعداد الكاتب والباحث جعفر العقيلي، والشيخ الأديب يحيى محمد الخضر بن ما يأبى الشنقيطي، وجاء في 306 صفحة من القطع الكبير.ويتأمّل مُعِدّا الكتاب، في فصله الأول، تاريخ عائلة الشنقيطي وسيرته وآثاره، ويبيّنان، وهما يرصدان سماتِ الحياة العلمية للشيخ، أنّه كان عمل في مطلع شبابه كاتبًا في المحكمة الشـرعية في عمّان سنة (1929م)، ثم عُين قاضيًا في السلط (1938م)، ثم في معان (1941م)، ثم في إربد (1942م)، وظلّ في القضاء حتى سنة 1945م حينما عُين مفتيًا لإمارة شـرق الأردن، ثم تولّى منصبَي قاضي القضاة ووزير المعارف في أول حكومة تشكّلت في عهد...

عالميّـة السّـرد: دراسات في السّرد العربيّ الحديث

ضم كتاب "عالميّـة السّـرد: دراسات في السّرد العربيّ الحديث" للباحث د.زهير محمود عبيدات مجموعة من الدراسات التي ترى أنّ مفهوم "الكون" ومفهوم "العالم" متساويان في الدلالة والمعنى، على ما بينهما من تباينات، ويثير الكاتب سؤالاً حول: هل يمكن القول بـِ"عالميّة/ كونيّة" السرد؟ مجيباً أن ذلك ممكن من وجوه كثيرة، لأنّ الفعل السرديّ يتّصل بالوجود البشريّ عامّة، والبشر مفطورون على الممارسة السرديّة، وهذا الفعل زمانيّ لا يتم إلا في زمان وفي مكان واقعي أو ذهني، ولا يتحقّق إلا بفعلِ فاعلٍ يمتلك أداةَ تعبير، هي اللغة.ويشير الباحث في كتابه الصادر عن "الآن ناشرون وموزعون" الأردن (2025)، في زهاء 200 صفحة، إلى أن العمليّة السرديّة تتوسّل بأساليب وتقنيّات مشتركة بين البشر، من مثل استخدام أساليب السرد الزمانيّة، كالمفارقة الزمانيّة التي تمكّن من التنقّل بين أقطاب الزمان في الماضي والحاضر والمستقبل، وكالوصف والحوار وحكي الحكاية والحلم وغير ذلك من أساليب استخدمها البشر ويستخدمونها في سرديّاتهم وفي أفعالهم السرديّة، ويوضح الباحث عبيدات أن السرد خطابٌ عالميّ/ كونيّ، بمعنى أنّه متصل بوجود البشر، وهم لا يستغنون عنه، وهو يقوم على عناصر واحدة، وأساليب سرد واحدة، وتقنيّات واحدة، وأنّه إرثٌ إنسانيّ نجد تجلياته في آدابهم الفصيحة والشعبيّة في القديم والحاضر، مبيناً أن الأمر أوضح في ميدان الرواية في التمثيل على ما قدّمت، فالرواية المعاصرة في العالم/الكون لا تختلف...

المتنبي في مرآة الاستشراق.. رؤية غربيّة لـ”ظاهرة” شرقيّة

تتميزُ دراسةُ المستشرق الفرنسي "ريجي بلاشير"، حول المتنبي، والتي نال على إثرها درجة الدكتوراه بجامعة السوربون، بأنّها لم تلمّ بالمتنبي شخصًا وشعرًا فقط، بل رصدت الظروف الاجتماعية والسياسية والفكرية والعقدية في القرن الرّابع، فإنّ الباحث الأردني حمزة أمين يدرسُ تلكَ الدراسة/ الأطروحة، لأنّها تمثّل رؤية غربيّة موجهة للغرب، وتتناول ظاهرة شرقيّة مثَّلَها المتنبي، من خلال كتابِه الجديد "المتنبي في مرآة الاستشراق".ويبيّن المؤلف، في مقدمته للكتاب، أن اختياره وقع على رؤية "بلاشير"؛ لأنها لم تقتصر على شخصيّة المتنبي وشعريّته فقط، بل امتدّت لتشمل إعادة رسم ملامح الأطر التاريخية والسياسيّة والفكرية التي تحرّك فيها المتنبي، ثم إعادة ترتيب التاريخ الشعري للمتنبي على نحو دقيق، دون إغفال أهم السمات الفنيّة في شعره. كما أنّ رؤيته تمثّل نظرة الغرب لظاهرة نقديّة أدبيّة عربيّة؛ فلم يتميّز جهده بوصفه باحثًا فحسب، بل بوصفه مستشرقًا يطبّق على الأدب العربي الأدوات نفسها التي يطبقها على الأدب الأجنبي؛ ما قد يؤدي إلى بعض الخلط في النتائج والأحكام.أمّا الناقد الدكتور غسان إسماعيل عبدالخالق فيلفتُ النظرَ، خلال تقديمه للكتاب، إلى أنّ الباحث حمزة أمين اشتبك، عبر كتابه الجديد، "مع مسألتين على جانب كبير من الالتباس والتعقيد، وهما: المتنبي من جهة، والاستشراق من جهة ثانية. ولا أبالغ إذا قلت إن الباحث لم يدّخر وسعًا، لتسليط الضوء على كثير من غوامض هذا...

“الخيمة في الغابة” نصوص لباسل عبد العال.. تنويعات على دفتر الأحداث

كتاب "الخيمة في الغابة" نصوص شعرية ونثرية للمبدع باسل عبد العال من وحي الأحداث المحتدمة في العالم العربي في الآونة الأخيرة، ولا سيما الأراضي المحتلة.ويأتي عنوان الكتاب الصادر حديثًا عن "الآن ناشرون وموزعون" في الأردن في 96 صفحة من القطع المتوسط، ويضم تسعة وعشرين نصًّا تتنوَّع بين مشاعر مبدعها الداخلية، وبين ما هو مستوحى من أحداث غزة، وسوريا وما يتعرَّض له النازحون من الأراضي المحتلة، من وحي الواقع الذي نحياه مؤخرًا ولا ندري إلى أين يتوجَّه بنا.ويهدي باسل نصوصه إلى الخال أبو غازي (نضال)، ذلك الرجل الذي شاركه الرؤية والرسالة، حسبما وصف في الإهداء.وكأنه يتابع الإهداء في نصِّه الأول، والذي اختار له عنوان "الرؤية"، وكأنه يؤصِّل فيه لمبادئ الرؤية المشتركة ومظاهرها، وإن كان يبدو منذ اللحظة الأولى مغتربًا عن ذاته التي يجرِّد منها آخر يُحدِّثه ويحاول جاهدًا أن يوقظه، إذ يبدأ باسل عبد العال تلك القصيدة قائلًا:"أدقُّ على البابِأين أنا في المكان؟أدقُّ عليَّ لأوقظَنيعشتُ ما بين فصلٍ هوى في الزمان،وما بين حلمٍ يُرَى في الرؤىأبعد الآنمنذُ تركتُ الذي كنتُهُثمّ صرتُ الذي سوف أمضي إليهِلكي ما أكونه،فهذي الإقامةُ تعني أنّي أقمتُ سريعًاهنا في القصيدةِ".ويهدي باسل الكاتب قصيدته التالية للشاعر الراحل والمناضل الفلسطيني مريد البرغوثي؛ والتي يبدأها متأمِّلًا ذلك الرحيل الهادئ الدافئ لاحقًا بحبيبته وزوجته الراحلة الكاتبة رضوى عاشور، يقول باسل...