مرآة الصحافة

“راهنية السيميائيات”.. قراءة في الفكر السيميائي المغربي تأصيلاً وتأسيسًا

يقدّم كتاب "راهنية السيميائيات.. قراءة في الفكر السيميائي المغربي تأصيلاً وتأسيسًا" قراءات في أعمال السيميائيين المغاربة، تقف وقفاتٍ نقديةً، علميًا ومنهجيًا، فاحصةً تلك الأعمال، وممحّصةً تلك الجهود، بغيةَ اكتشاف معالمها، والكشف عن غررها، والتعرف على مفاهيمها وفقه مناهجها.يضُمّ الكتاب بين دفتيه بحوثاً نظرية وتطبيقية، يتناول بعضُها علاقاتِ السيميائيات بعلوم أخرى كاللسانيات والتأويليات وعلوم التفسير، ويركّز بعضها الآخر على التعريف بنماذج من السيميائيين المغاربة الرواد ودراساتهم في هذا المجال، أما الصنف الثالث من بحوث هذا الكتاب، فَيُركز على دراسات تطبيقية تم فيها تطبيق السيميائيات في تحليل خطابات أدبية؛ شعرية وروائية، وكذا تحليل خطابات إشهارية، في شَقَّيها اللفظي والبصري.الكتاب نفسه، وقد صدر حديثًا عن "الآن ناشرون وموزعون"، في الأردن (2025)، شارك فيه نخبة من الباحثين والأكاديميين، ينتمون جميعًا إلى سبع مؤسسات جامعية وأكاديمية مغربيّة، وهو من إعداد وتنسيق: د. مصطفى العادل، ود. زكرياء وجيط، ومراجعة وتدقيق وتقديم أ. د. محمد أزهري.وخلال تقديمه للكتاب يتوقف أ. د. محمد أزهري وقفة قصيرة عند مصطلحَيْ التأسيس والتأصيل، فيقول: (هناك تداخل وتكامل بين المصطلحين. وهو ما نستشفه من خلال عودتنا إلى المعاجم اللغوية والاصطلاحية القديمة والحديثة على حد سواء.والتأسيس المراد في السيميائيات، باعتبارها علما، هو بناء قواعد هذا العلم وترسيخها على أرض صلبة حتى لا تنهدَّ.والمراد بالتأصيل في السيميائيات، باعتبارها علما هو إرجاعها إلى مصادرها...

“ينابيع المعرفة” لرشيدة القدميري.. قصص تربوية موجهة للطفل

في مجموعتها "ينابيع المعرفة" الصادرة عن "الآن ناشرون وموزعون"، الأردن (2025)، تقدم الكاتبة المغربية رشيدة القدميري خمس قصص موجهة لفئة الطفولة (10-12 سنة) تنطوي على العديد من الأهداف التربوية الخاصة بهذه الفئة، وتؤكد على مجموعة من القيم والسلوكات والأخلاق الإيجابية.ففي قصتها "اسق البذرة كي تنمو" تركز الكاتبة على أهمية القراءة في صقل الموهبة وتطويرها، وذلك عبر أحداث تعيشها شخصيتان هما أيمن ونجيبة، حيث يمتلك كل منها موهبة غير خافية في الكتابة، لكن أيمن بمرور الوقت يعزف عن القراءة بسبب غرور أصابه جعله يعتقد أنه الكاتب الأول ولا يمكن لأحد أن ينافسه في هذا الميدان، بينما تجتهد نجيبة في تطوير موهبتها عبر القراءة والمتابعة لإيمانها أن الموهبة مثل البذور التي تحتاج إلى الرعاية لتكبر، وخلال منافسة كبيرة بين الطلبة تفوز نجيبة بالمركز الأول بينما يتراجع أيمن للمراكز المتأخرة، ويدرك حينها الخطأ الذي وقع فيه حين سمح للغرور أن يملأ نفسه ليعترف أخيراً:"غُرُورِي بِمَوْهِبَتِي الَّتِي حَسِبْتُهَا نَادِرَةً، لاَ تَحْتَاجُ لِلتَّحْسِينِ وَالصَّقْلِ جَعَلَنِي أُهْمِلُ الْقِرَاءةَ، وَلَا أَهْتَمُّ بِالنَّصِيحَةِ، وَهَا هِيَ النَّتِيجَةُ، كَمَا تَرَيْنَ، حَصَلْتُ عَلَى إِحْدَى الْمَرَاتِبِ الْأَخِيرَةِ فِي الْمُسَابَقَةِ، بَعْدَ أَنْ كُنْتُ الْأَحْسَنَ وَالْأفْضَلَ بَيْنَ زُمَلَائِي. رَدَّتْ نَجِيبَةُ مُحَاوِلَةً التَّخْفِيفَ عَنْهُ: آسِفَةٌ لِأَجْلِكَ، لَكِنْ، مَازَالَتِ الْفُرْصَةُ أَمَامَكَ، اِبْدَأْ مِنَ الْآنَ بِالْقِرَاءَةِ، وَعَوِّضْ مَا فَاتَكَ، وَإِنْ شَاءَ اللهُ سَتَفُوزُ بِالْجَائِزَةِ فِي الْمَوْسِمِ...

“ذكريات حب سيأتي” للشاعر حسن بوعجب.. قصائد عن الهم الإنساني

تطوف قصائد "ذكريات حب سيأتي" لبشاعر المغربي حسن بوعجب في العديد من الموضوعات التي تلامس الهم الإنساني، وتسائل الوجود بكل ما ينطوي عليه من غموض وأسرار.ولا يبدو الشاعر في مجموعته الصادرة عن "الآن ناشرون وموزعون" بالأردن (2025)، باحثاً عن إجابات بقدر ما هو مهتم بطرح السؤال تلو الآخر، وكأنما حالة الوجود البشري بأسرها تقوم على السؤال وحسب.ولعل هذا التوجه ما وسم عدداً من قصائد بوعجب بالتكرار، إذ نقرأ مثلا في قصيدته "الإصبع السادس":"أنام أنام كالصغير في حجر الكلماتأكف عن أسئلتي أنساها ولو لبضع لحظاتقبل أن يصفق الحارس ويوقظني وأودع حبيبتيثم أعود أعود إلى سجني سجن المشكلاتأكف عن أسئلتي أنساها ولو لبضع لحظاتولو لبضع لحظات ُتُشذّبُ أورام السرطانولو لبضع لحظات تُقترض البسمة من بنك الآتيات والذكرياتولو لبضع لحظات تُستضاف الفرحة تتألق واجهتيولو ببضع ومضاتو يُضمد الأصبع بنزيفه بشحمه بزهر الكلمات.بعد ما حكم القاضي برفع الكماماتواندفعت في الناي الزفراتبعدما عمِلت بوصية الناي إذ أوصىأن أبقي أناملي دوما على بعض الفُوّهاتبعدما عملت بها وعلِمت إذ علمنيكيف يُغني كيف يحيا المرء وإن ماتكيف الأمر يُسلم إلى الآيات والنغماتوكيف أن زهر الكلمات لا شيء بلا نغمات لا شيء بلا نسمات".وتضمنت المجموعة ما يزيد على الخمسين قصيدة، بعضها كتب منذ أكثر من عشر سنوات بحسب التاريخ المثبت أسفلها، وفيها يقدم بوعجب صوراً ثرية بالمعاني ومفتوحة على التأويل،...

“السؤال المفتوح والجواب الحتمي”.. كتاب عن نموذجية العلوم الإنسانية في حوار التخصصات

يدعو كتاب "السؤال المفتوح والجواب الحتمي: نموذجية العلوم الإنسانية في حوار التخصصات" للألماني هانس روبيرت ياوس، ترجمة الباحث المغربي د.رضــوان ضــاوي، إلى تجديد وظائف العلوم الإنسانية التي تنفرد بها، والتي تساهم بقدرتها المنهجية في عملية تكوين التخصصات العلمية، وفي إعادة تعريف العلوم الإنسانية وفق ما أتى به مشروع إصلاح الجامعة للفيلسوف الألماني "هامبولدت" القائم على فكرة الوحدة والترابط والتكامل بين البحث العلمي والتعليم.يتضمن الكتاب الصادر عن "الآن ناشرون وموزعون" بالأردن (2025)، جملة من العناوين التي حافظ المترجم على ترتيبها وفقاً للتقسيم الذي ارتآه المؤلف، حيث العنوان الرئيسي: "نموذجية العلوم الإنسانية في حوار التخصصات"، ويندرج تحته العناوين: "النموذجية التكاملية للعلوم الإنسانية"، و"الوحدة الحوارية في صراع الكليات الجديدة"، ثم "وظيفة العلوم الإنسانية المتجاوزة للحدود: أداة للبحث المتداخل الثقافات وللبحث الأنثربولوجي". كما ذيّلت كل فقرة  بهوامش تعريفية وتوضيحية عامة على شكل شروح أو تعريفات أو إشارات.ويركز موضوع "النموذجية التكاملية للعلوم الإنسانية" على أن الفكر الذي يزوّد معرفتنا عن الأشياء ويضيف إليها آراء جديدة، هو نفسه الفكر الذي يكمل أيضاً كيفية الفهم الأفضل لكمّها المتنامي، بواسطة إجراءات مختصرة، وأنه بمقدور فكر البحث العلمي الحديث تحقيق الوظيفتين التاليتين: توسيع دائم ومستمر لدائرة المعرفة، وفي الوقت نفسه تحقيق وسائل جديدة والتغلب مرّة أخرى على الغموض الذي يهدّدها.ويؤكد الباحث أن الفيلسوف والشاعر فونتنيله، أحد روّاد عصر...

“مغامرة الكتابة ولذّة الأدب” لنبيل موميد… مقاربات لنصوص سردية وشعرية

يقدّمُ كتاب "مغامرة الكتابة ولذّة الأدب.. مقاربات نصّيّة"، للباحث والمترجم المغربي نبيل موميد، مقاربات عدة لنصوص تتراوح بين السّرديّ والشّعريّ.ويبحثُ الكتاب الصادر مؤخرا عن "الآن ناشرون وموزعون" في بعض المنهجيات التي قدّمت مقاربات مخصوصة للنص الأدبي، قبل الانكباب على تقديم بعض الأسماء الأدبية العالمية التي كانت مغمورة وغير معروفة بالنسبة إلى القارئ العربي، إلا أنها لامست العالميةَ بعد فوزها بجوائز عالمية مرموقة.ينقسم الكتاب الذي يقع في 140 صفحة، إلى ثلاثة أقسام: الأول الموسوم بـ (مقاربات نصية) يمّيز فيه المؤلّف بين مستويين اثنين: "مقاربات نصية في السرد" و"مقاربات نصية في الشعر".وتندرج ضمن المقاربات النصية في السرد ثلاث دراسات: الأولى جاءت بعنوان "حكي الذات ومسرحة النوع القصصي"، وتقدّم مقاربة لنص سردي مغربي غير معروف (اعترافات ظنين) ينتمي إلى ما يمكن أن يصطلح عليه "القصة الطويلة"، والبحث في عمقه النصي، والحوار الذي أقامه من الناحية البنائية مع الشكل المسرحي.بينما كانت الدراسة الثانية على موعد مع الأدب المغربي الناطق بالفرنسية، من خلال رواية "أغنشيش" للروائي العالمي "محمد خير الدين". في حين بحثت الدراسة الثالثة، المعنونة بـ "الرواية الإفريقية النسائية وطموح التحرر"، في الطريقة التي عبّرت بها المثقفة الإفريقية عن هواجسها ومشاكلها ومشاكل مجتمعها -من خلال "رواية رسالة طوية جدا"- وعن مختلف القضايا الْمُلِحّة التي تدعم تحرر المرأة من ربقة الجمود والتقليد في القارة...

خطوب ودروب: سرور التّواصُل.. وحسرة التّفاصُل

يطوف كتاب "خطوب ودروب: سرور التّواصُل.. وحسرة التّفاصُل" للكاتب والصحفي المصري محمد شبراوي في مواقف شتى، مستفيداً من التّراث والمعاصرة في رصد أحداث وثيقة الصّلة بالعالم الافتراضيّ، كيف تفاعل رواد منصّات التّواصل مع قضية بعينها؟ ما انعكاسات أزمة ما -أثيرت عبر المنصّات- على شخصيّة أو جهة أو مؤسّسة؟ تداخلات العَلاقات الشّخصيّة وآلام ما بعد "الفركشة"، الغرام والانتقام في دنيا المشاهير من خلال العالم الافتراضيّ، الثّقافة الاستعجاليّة في القراءة والكتابة والنّقاش، وغيرها من موضوعات العصر.ويقدم الكتاب الصادر عن "الآن ناشرون وموزعون" بالأردن (2025)، جملة من الإضافات الّتي تسهم في إثراء خبرات القارئ الشّخصيّة والعمليّة والاجتماعيّة، وفيها يتوسل الكاتب بجملة شواهد عقليّة ونقليّة من الطّارف والتّالد، عبر جملة من المقالات حملت العناوين التالية: "شقلب واقلب: على قلق كأن الريح تحتي"، "السموأل المصري 1"، "السموأل المصري 2"، "مخصماك.. فرش الملاية على الطريقة الفنلندية"، "وحل القلم"، "طوابير الكتب: لم علينا عبيدك يا رب"، "من النافذة إلى الحياة"، "جرح لا يندمل"، "نكتة ما قبل العاصفة"، "فرانسواز ساغان"، "هل تعست العجلة؟"، "قابلت كامل؟"، "كأنك مفيش.. الوزير الذي أراد أن يكحلها"، "الجمل سفينة الصحراء"، "فوضى التدريب"، "الفراغ العملاق"، "التواصُل والتفاصُل"، "وانقلب السحر على الساحر"، "باظت خالص: لقطة يا صاحب اللقطة"، "لف وارجع تاني"، "لقد وقعنا في الفخ"، "أبو القاسم الطنبوري: وفي رواية (الحظ أعمى)".ولم تخل المقالات...

الكتابة والذّات.. خطوات الخطاب في الرّواية العربيّة

يقدّم الباحث المغربي محمد الدوهو أطروحة تؤثث في العمق سؤال الكتابة والذات في الرواية العربية، وبالتالي البحث عن تجليات الروائي العربي، ككاتب وكذات كاتبة، في الخطاب الذي يصوغه، وذلك من خلال كتابه الجديد "الكتابة والذات/ خطوات الخطاب في الرواية العربية/ «ألف ليلة وليلتان» لهاني الراهب نموذجًا/ مقاربات سيميائيّة".الكتاب نفسه، وقد صدر حديثًا عن "الآن ناشرون وموزعون" بالأردن (2025)، في 262 صفحة، جاء في أربعة فصول، في الأول منها يتوقف المؤلّف عند مفهوم المؤلف-الكاتب في الثقافة العربية، متتبعًا "المؤلف في الثقافة العربية: مسار التأهيل والاعتراف"، و"المؤلف وخطابه: مرحلة التجلي"، و"مفهوم المؤلف: الكاتب في حاضر الثقافة العربية"، و"نحو تصور سيميائي لمفهوم الكتابة والذات في الرواية العربية"، و"خطوات الخطابات في الرواية العربية".ويعنون المؤلف الفصل الثاني من الكتاب بـ"خطوات الخطاب في رواية"، وفيه يدرس رواية «ألف ليلة وليلتان»، من جهة النسق والبنية العميقة، و"سيمائيات العنوان: النواة الاستهلالية"، فـ"أطروحة الاستبداد الشرقي ومفهوم الاستحالة الموروثة"، و"بنية السطح والبنية العالمية".ويتتبع المؤلف في الفصل الثالث الزمن، والرؤية السردية، وبنية الفضاء في الرواية نفسها. في حين جاء الفصل الرابع تحت عنوان "انفتـاح النـص"، ويتتبع "التناص الداخلي"، و"التناص الذاتي أو الانشطار، في رواية الراهب.ويختتم الباحث الدوهو كتابه بـ"خاتمة وتركيب"، يقول فيها: "إن مفهوم الكاتب يعتبر الحلقة «المفقودة» في تاريخ الثقافة العربية الكلاسيكية والحديثة على حد سواء، كما أن سؤال...

“النّصّ المسرحيّ العربيّ المعاصرُ” للدكتورة صبحة علقم.. دراساتٌ وإضاءاتٌ نقديّة

تجترحُ د. صبحة أحمد علقم رؤى وتحليلات واعية ومتقدّمة، في ارتيادها لعوالمِ النّصّ المسرحيّ العربيّ المعاصر، دارسةً مجموعة ًمن النّصوص دراسةً عميقةً، ضمنَ معطياتها الفلسفيّة والفنيّة وقِيَمها الفكريّة والاجتماعيّة، عبر كتابِها الجديد "النّصّ المسرحيّ العربيّ المعاصرُ.. إضاءاتٌ نقديّة".الكتابُ نفسُه، وقد صدرَ حديثًا عن "الآن ناشرون وموزعون" بالأردن (2025)، في 252 صفحة، تضمّنَ مقدمة بقلمِ أ. د. يحيى سليم البشتاوي، الذي قدّم إضاءاتٍ كاشفةً حول دراساتِ الكتابِ، رائيًا في مقدمته الوافية أنّ د. صبحة علقم تؤكّد "من خلال كتابها هذا ومنجزاتها البحثيّة، قناعتها بدور المسرح التنويريّ والطليعيّ في قيادة المجتمعات نحو الارتقاء بالقِيَم وصولاً إلى المجتمع الحضاريّ، إذ تسلّط دائماً الضّوء على قضايا تهمّ الفنّانَ المسرحيّ والمثقّف العربيّ من منظورها النقديّ والجماليّ الذي يقوم على ترسيخ الرؤى والأهداف التنويريّة المفعّلة للفضاءات التحليليّة والنقديّة، التي تتعدّد فيها الآراء بغيةَ تفعيل الوظيفة النقديّة في مجال النصّ المسرحيّ العربيّ".أولى دراسات الكتاب جاءت بعنوان "النص المسرحي القصير في الأدب العربي المعاصر (نماذج منتخبة)"، وفيها قدّمت إطاراً نظريّاً حول النص المسرحي القصير: تعريفه، وخصائصه، وجذوره. ومن الدخول إلى عوالم النص المسرحي القصير في الأدبين الغربي والعربي توصّلت إلى أن "خصوصية النص المسرحي القصير تنبع من قصره زمانيّاً، فهو يُكتَب في صفحات قليلة، ويستغرق عرضه على المسرح وقتاً قصيراً يتراوح بين (10-30) دقيقة، ولكنه يحدث أثراً...

“عروس الغَرْقَة” لأمل الصخبورية.. سردٌ يحلّقُ في فضاء الثنائيّات

في واحد من الأنماط السرديّة في الرواية، يلجأ المؤلّف إلى بناء روايتين في رواية واحدة، وقد تكون إحداهما مخطوطة مثلًا، كما في "سمرقند" لأمين معلوف، و "عشاق وفونوغراف وأزمنة" للطفية الدليمي، و "البيت الأندلسي" لواسيني الأعرج، ويجد القارئ الكثير من التعاشق بين شخصيات هذه وتلك على الصعيدين النفسي والفكري، وتقوم كلتا الروايتين بدور رئيس لإيصال مقولة الروائي للقارئ، وهذا نمط من شأنه أن يوسّع فضاء السّرد بشكل كبير، ومثير أيضًا.وفي هذا الإطار تأتي رواية "عروس الغَرْقَة.. سيرة انتفاضة الماء" للكاتبة العُمانية أمل عبدالله الصخبورية، إذ تحكي بطلة الرواية الأساسيّة عن بطلة رواية أخرى، فرضت نفسها على الأحداث، التي يتداخل فيها الماضي والحاضر، والتي ما فتئت تؤكّد لنا دائمًا أنّ "التاريخ يعيد نفسه".وهي مواءمةٌ ما بين التاريخ والخيال في الوقت نفسه، إذ يتيح التاريخ نقل المشاعر الإنسانيّة وتوثيقها بأمانة، في حين يوفّر الخيال فضاءً رحبًا لنمو الشخصيات وتطورها وفق مخطط مبتكر على صعيد السرد والحكي.في روايتها الجديدة، الواقعة في 244 صفحة من القطع المتوسط، تجترح الصخبورية زمنين متوازيين، لتبدو "عروس الغرقة" نصَّين لا نصًّا، وسيرتَين لا سيرة واحدة، وعالمَين مختلفين في الظاهر: عالم "غدق" الشابة العُمانية (العروس) وحياتها الجديدة في منزل سعود "الزوج"، الذي حددته الكاتبة بعام 2007، وعالم "زيانة حمد"، المولودة في زنجبار لوالد عُماني وأم زنجبارية.تبدأ الصخبورية روايتها...

“الحِرَف والصناعات الشعبية في عمّان” لهاني الهندي.. هويّة المدينة وثقافة أهلها

يستعرض الباحث والكاتب الأردني هاني علي الهندي، عبر كتابه الجديد "الحِرَف والصناعات الشعبية في عمّان (1920-1956)"، تاريخَ الحِرَف والصِّناعات الشَّعبيَّة في الأردن عَبْر التَّاريخ القديم، مروراً بِجُزءٍ من تاريخ مدينة عمّان الحديث، مُميّزاً بين الصَّنعة والحِرْفة، ومُقدِّمًا لكلِّ موضوعٍ بحكايةٍ أو قصّة لإمتاع القارئ قبل أن يقدّم النصَّ البحثيّ، ومُبيِّنًا أماكنَ انتشار تلك الحِرَف والصِّناعات في عمّان مع بداية تشكُّلها.صدر الكتاب حديثًا عن "الآن ناشرون وموزعون" بدعم من وزارة الثقافة الأردنية، وجاء في 248 صفحة، توزّعت على بابين، الباب الأول للصناعات التقليدية الشعبية، ويضم ستة فصول، الأول منها تناول الصناعات والحرف الحجرية والطينية والرملية، والفصل الثاني اشتمل على الصناعات والحرف الجلدية، بينما حمل الفصل الثالث عنوان "الصناعات والحرف الخشبية"، وتحدث الفصل الرابع عن الصناعات والحرف المعدنية، واستعرض الفصل الخامس الصناعات والحرف الغذائية، ليكون الفصل السادس شاملا للصناعات والحرف النسيجية.أما الباب الثاني فقد جعله المؤلّف للحرف الشعبية مشتملا على ثلاثة فصول، الأول منها للحرف التي يتم ممارستها داخل الدكاكين، والفصل الثاني للحرف التي يظهر أربابها في الشوارع والحارات، بينما خصص الفصل الثالث للبائعين المتجولين في الشوارع والحارات والأحياء.ويذيّل الباحث كتابه بـخلاصة، يلفت خلالها النظر إلى أن الحرف والصناعات الشعبية اليدوية تظل "شاهدا على تطور الحضارة ومرآة تعكس ثقافة الشعوب وترتبط في هويتها، حافظ عليها كبار السن وعملوا على توريثها للأبناء....