مرآة الصحافة

خليل هلسة يوقّع باكورة إصداراته «ما وراء القناع»

وقّع الكاتب الأردني خليل هلسة كتابه الأول «ما وراء القناع»، الصادر عن "الآن ناشرون وموزعون"، والذي يعاين فيه علاقة الإنسان بذاته والعالم من حوله، بلغة تأملية تنبض بالصدق، وتخاطب الفكر والمشاعر ومكنونات النفس.أقيم حفل التوقيع على خشبة مسرح شمس في عمّان، وأدار فقراته الناشط الشبابي فراس العبوشي، بمشاركة نخبة من المبدعين والمثقفين الأردنيين والعرب، وقد حضر بعضهم شخصياً، فيما شارك آخرون عبر مداخلات مسجّلة، تناولوا خلالها الجوانب الفنية والفكرية للكتاب، وأشادوا برسالته الإنسانية العميقة، وبانحياز مؤلفه إلى الجوهر الإنساني، وسعيه الدائم لمدّ يد العون لكل من تحول الأقنعة دون وصوله إلى ذاته الحقيقية.استُهلّ الحفل بعرض مرئي جسّد المقولات الرئيسة في الكتاب الذي يجمع بين الفكر والوجدان، تلاه معاوية هلسة بكلمة باسم العائلة، قدّم فيها إطلالة بانورامية على مسيرة الكاتب، ودور العائلة في تنمية وعيه الفني والأدبي، قائلاً إن «خليل استطاع أن يزرع بذور الحياة في الأرض القاحلة، وأن يبني جسور التواصل مع العالم قبل أن ينطلق إلى فضاءات أرحب».ثم تحدّث د.حيدر هلسة عن قدرة المؤلف على تفكيك الأقنعة التي تحجب وجوهنا الحقيقية، وكيف قدّم في كتابه طريقاً للتحرّر منها عبر المعرفة والمحبة.أما الإعلامية منى الشوابكة فرأت في الكاتب مشروعاً طموحاً وصاحب فكر حضاري، استطاع من خلال تجربة كفاحه أن يعبّر عن حقيقتنا الجمعية المخبأة خلف أقنعة الزيف والخوف والمحاباة، مؤكدة...

“ما يحبه أحمد”: حين يصبح الإيمان أسلوب حياة للطفل

تقدّم القصة المصوّرة ما يحبه أحمد، للكاتبة زينة الكسواني والرسّامة فرح أبو غزالة، رحلة دافئة في عالم الطفولة المفعم بالإيمان، والحب، واللطف، لتغرس في نفوس الصغار قيماً إسلامية وإنسانية راقية من خلال مواقف حياتية بسيطة قريبة من عالمهم اليومي.تبدأ القصة، الصادرة باللغة الإنجليزية عن "الآن ناشرون وموزعون" عام 2025، بالتعريف بالطفل أحمد الذي يقوم بأعمال يحبها. ومن خلال جُمل قصيرة وصور زاهية الألوان، يأخذنا النص في رحلة قصيرة لكنها عميقة، نكتشف فيها ما يحبّه أحمد؛ من الصلاة إلى العائلة، ومن مساعدة الآخرين إلى قول الكلمات الطيبة. فيتعلّم الطفل كيف يعيش الإيمان سلوكاً يومياً جميلاً لا مجرّد شعور داخلي.الجانب البصري يضفي على القصة سحراً خاصاً، إذ تعبّر الرسومات بألوانها الهادئة والمشرقة عن الطمأنينة التي يمنحها الإيمان، وعن الفرح النقي في قلب أحمد. وجاءت الشخصيات مرسومة بروح الطفولة البريئة التي تعبّر عن المحبة، والتعاون، والامتنان، وهي كلها مشاعر تُشكّل جوهر الذكاء العاطفي.من الناحية التربوية، تبرع الكاتبة في تمرير رسائلها القيمية والإيمانية بطريقة غير مباشرة، فبدلاً من تلقين القارئ الصغير ما يجب أن يفعله، تضعه في مواقف حياتية يعيشها أحمد يومياً.ويتميّز الكتاب بدمجه العفوي لبعض العبارات العربية داخل النص الإنجليزي، مثل “Bismilah”، مما يثري تجربة القراءة ثنائيّة اللغة، ويجعل الطفل المسلم يشعر بالفخر بلغته وهويته، مع انفتاحه في الوقت نفسه على اللغة...

“رسالة في اللغة والمنطق”.. إصدار جديد لصادق الخواجا

في عمل فكري غير تقليدي، يأخذنا الباحث صادق إنعام الخواجا في رسالة فلسفية بعنوان "رسالة في اللغة والمنطق" إلى عوالم نادرة الاستكشاف، عوالم تُعيد تعريف اللغة والمنطق بوصفهما جوهر الوجود الإنساني لا مجرد أدوات تواصل أو تفكير عادية.و تقوم رسالة الكتاب الصادر عن "الآن ناشرون وموزعون" بالأردن (2025) في 96 صفحة، على فرضية عميقة ومبتكرة: أن اللغة ليست مجرد وسيلة للتواصل، بل هي الكينونة ذاتها، جوهر التفكير ذاته. فهي ليست مجرد أصوات يلفظها الإنسان، بل نظام داخلي معقّد يُفعّل الذاكرة وينظّم فعل العقل ويُنتج الفكر بشكل متداخل لا انفصال فيه. من هذا المنطلق، يتابع المؤلف بتأنٍّ العلاقة بين الصوت والنطق والمعنى، ليصل إلى استنتاج مركزي مفاده أن كل فكرة هي كلمة، وكل كلمة هي فكرة، لا يمكن فصلها أو التعامل معها ككيانَيْن مستقلّيْن.ينظر الخواجا إلى اللغة كنظام صوتي وجدلي يعكس تركيب الجسد الإنساني وتفاعلاته مع محيطه، مستعرضاً كيف تنشأ اللغة من تفاعل الأصوات الداخلية للإنسان - كنبض القلب، وأنفاس الرئتين، وتناغم الأعضاء المختلفة - مع الأصوات الخارجية التي يلتقطها من العالم. هذه الأصوات، التي قد تبدو عشوائية في ظاهرها، تتحول عبر عمليات عقلية وعصبية معقدة إلى تراكيب لغوية محملة بالمعنى، ومنها يُبنى نسيج المعرفة الذي يُخزّن ويُستعاد ويُطوّر الحضارة الإنسانية.ويمتد النقاش في الرسالة إلى مفهوم المنطق، حيث يفكك الخواجا...

رحلة فكرية جديدة بين النص والواقع: صادق الخواجا يقدّم قراءة معاصرة للقرآن من منظور موسوعي

في إصدار فكري لافت، يقدّم الباحث والمفكر الأردني صادق الخواجا كتاباً بعنوان "بحث في القرآن الكريم"، صادر عن "الآن ناشرون وموزعون" في الأردن (2025). يُعدّ خلاصة تجربة فكرية طويلة ومسيرة بحثية موسوعية بعنوان بحث في القرآن الكريم، يضج مضمونه بأسئلة مركزية تدور حول معنى الوجود، والخلق، والرسالة، والتوحيد، ومفاهيم الزمن، والمادة، والقدر، والحساب، كما يعيد النظر في العلاقة بين الإنسان والنص القرآني في ضوء الواقع المعاصر.يحاول الكاتب تفكيك البنية التقليدية للفهم الديني، وتقديم مقترحات تأويلية جديدة تستند إلى رؤية فلسفية وإنسانية موسوعية، تنطلق من معطيات الواقع وسياقنا المعرفي الراهن، وتتجنب الانحياز لأي مذهب أو مدرسة عقدية سابقة.في مقدمة صريحة، يعترف الخواجا بأنه ليس "مختصاً" بالمعنى الأكاديمي الدقيق في علوم الدين أو الفلسفة أو العلوم الطبيعية، لكنه بالمقابل يقدّم نفسه كصاحب رؤية موسوعية، شغوف بالعلاقات بين الحقول المعرفية المختلفة، وبدور هذه العلاقات في بناء منظومة فكرية أكثر تكاملاً. ويرى أن هذه المقاربة "غير التخصصية" تمنحه مساحة أوسع للتأمل الحر والاجتهاد غير المقيد بقيود المدارس التقليدية.هذه الخلفية تُشكل روح الكتاب، التي تتجلى في الطريقة التي يتناول فيها القضايا الكبرى: لا بوصفها موضوعاتٍ دينيةً مغلقةً، بل كبنى مفاهيمية متشابكة تتصل بتاريخ الإنسان وأسئلته الكبرى. لذلك لا يجد القارئ في هذا الكتاب "تفسيراً" للقرآن بالمفهوم التقليدي، وإنما تأملاً منهجياً وتحليلياً في مفاهيم وردت...

“للتو فقط عرفت اسمي” لجيهان الشهابي.. رحلة الشعر والوعي في نصوص جيهان الشهابي

تنتمي نصوص "للتو فقط عرفت اسمي" لجيهان الشهابي إلى ما يمكن أن نطلق عليه "النثر الشعري" الذي يتكئ على الرمز والإيحاء ويرتكز بشكل أساسي على النهل من بئر الذات وتيارات الحساسية الجديدة، حيث يُعاد تشكيل العالم من منظور داخلي/ شخصي، يدور حول محور العاطفة وتتحول عبره الأسئلة الذاتية الخاصة إلى فعل وجودي عميق وموقف من العالم المحيط. ومنذ النص الأول في المجموعة الصادرة عن "الآن ناشرون وموزعون" بالأردن (2025)، يطالعنا نص "رويدك"، وفيه تبني الكاتبة صوتها الشعري المنفرد والواعي، إذ تخرج من شرنقة التبعية نحو نوافذ الذات: "رويدكَ أيها العمر، فأنا للتوِّ عرفتُ اسمي.. للتوِّ فقط أدركتُ كم هو جميل!، تعرفتُ على صوتي منذ قليل، رسمتُ وجهي ولم أجد له من الشبه أربعين، أبصرتُ نجمًا حين افترش الهدب والْتَحف المنى، لما تبلل حين الدمعُ همى ما راودته الأطيافُ عن قمرهِ، ولا غرر الوهمُ بحلمهِ، ما استوحش في فيافي الليل الطويل.. أحببتُني طفلةً في الصف، تتلاقفُ الأرقامَ أصابعُها، تتراقص الحروف على لسانها، تُنقِّل الترقيم على شفتيْها.. تراوغُ التشكيل". يمثل الحوار العميق مع الذات عند الشهابي هنا تجسيداً للحظات انبثاق وتجدد "وعي بالوجود"، أشبه بلحظة إداراك فارقة للأنا (أنا أُسمّي نفسي إذا أنا موجودة)، وصحوة متأخرة لا تحمل معنى الندم بل على العكس من ذلك تحتفي بالدهشة والجمال؛ أنا أرى، أحب، وأتشكل من...

«تمارين نقديّة» لغسّان عبد الخالق.. قراءاتٌ مُبكّرة في الرواية العالميّة

يَعود الناقدُ والأديبُ الأردنيّ الأستاذُ الدكتور غسّان إسماعيل عبد الخالق إلى تلك الكتاباتِ النقديّةِ الأولى، التي شرع بها وهو لا يزال طالبًا في مرحلة البكالوريوس، بعد اشتباكه الجماليّ والمعرفيّ مع رائعةِ غابرييل غارسيا ماركيز (مائة عام من العزلة)، وما كتبه لاحقًا، في تلك المرحلة المبكّرة من مشواره مع الكتابة والأدب، بين عامَيْ: (1987 - 1991)، ليُصدرها في كتابه الجديد «تمارين نقديّة.. قراءاتٌ مُبكّرة في الرواية العالميّة».وإضافةً إلى تلك "التمارين النقديّة" المُبكّرة، أضاف د. عبد الخالق قراءتَيْن اثنتَيْن؛ إحداهما تتعلّق برواية (الدي كاميرون) وقد نُشرت عام 1993، والأخرى برواية (الشباب) وقد نُشرت عام 2005، لأسبابٍ موضوعيّةٍ بحتة، تتّصل برغبته في استكمال طيف الرواية العالميّة.ويُوضّح د. عبد الخالق، في تقديمه للكتاب، الصادر حديثًا عن "الآن ناشرون وموزّعون" في عمّان، أنّه ظلّ يحلم بإصداره، كما ظلّ يُسوّف بإصداره، لما لهذه المفردات من مكانةٍ أثيرةٍ في وجدانه، وهي تعود - كما يقول - لثلاثة أسباب:"أوّلًا: أنّها قراءاتٌ حرّة لنصوصٍ روائيّة عالميّة، والرواية -فيما أحسب- أجملُ فنٍّ سرديٍّ تفتّقت عنه مخيّلة الإنسان؛ فهي الفنّ الوحيد القادر على تحريرك من سطوة الزمان والمكان، وتحليقك على أجنحةٍ من خيال، إلى عوالمَ بعيدةٍ كفيلةٍ بأن تنتشلك من وحدتك وضيقك.ثانيًا: لأنّ هذه القراءات هي التي أدخلتني - من غير قصد - إلى عالم الكتابة والنقد، فعرفني القُرّاء أوّلًا...

“رُعاشُ المدينةِ/ خَشْمُ العُقاب”.. روايةٌ مَكانيّةٌ تَنحازُ للكَرَك وقَلْعتِها الشّامِخَة

تَحضُرُ مدينةُ الكَرَك، بما تُمثّلُهُ من عِزّةٍ وأَنَفَةٍ وشُموخ، بوصفِها حامِلَةً للواءِ البُطولة، على امتدادِ روايةِ "رُعاشُ المدينة/ خَشْمُ العُقاب"، للروائيِّ الأردنيِّ الدكتور عبدِ الهادي المُدَدْحَة، ليُواصِلَ من خلالها انحيازَهُ للروايةِ المكانيّة.يَعتَمِدُ د. المدَادْحَةُ تقنيّةَ تَعدُّدِ السّاردينَ في الرّواية، وقد صَدَرت حديثًا عن "الآن ناشرون وموزّعون"، في الأردن (2025)، في 96 صفحة، فكلٌّ من أبطالِها لهُ رِوايتُهُ عن أحداثٍ تَبتدئُ بِمُنتَصفِ السبعينيّات، عندما كان أبناءُ المدينةِ الثلاثة: صفوان، وراشد، ونايف، والذين يَدرُسونَ في جامعاتِ لبنان، في الفَترةِ التي بدأَتْ بها الحربُ الأهليّةُ اللبنانيّةُ عام 1976، وقد اختارَ كلٌّ منهم طريقتَهُ في خدمةِ "الكرك"، أو "خَشْمِ العُقاب"، وظلّوا مُخلِصينَ لها، وإنِ اختلفوا في رُؤاهم وأفكارِهم ونَمَطِ حياتِهم.وقد ارتأى المؤلّفُ أن يكونَ إهداءُ الرّوايةِ على النحوِ الآتي:"مَن أَجْدَرُ من العُقابِ الذهبيِّ يُقدَّمُ به العملُ ويُهدى إليه؟هذا العملُ الذي أرهقني كثيرًا، وتغيّر وتبدّل كثيرًا، ثم استقرّ بعد أن عادت صورةُ العُقاب الذهبيّ إلى فضاءاتِ عقلي الباطنِ بعد غيابٍ طويل. ابتدأت الصورةُ تَطفو على سطحِ الذاكرة، كأنّها تُفلتُ من عِقالِها، وتتمرّدُ على قوانينِ الدماغِ في حفظِ الصورِ القديمة، وابتدأت معالِمُ الروايةِ كعملٍ أدبيٍّ تتّضِح.أُهدي هذه الروايةَ إلى العُقابِ الذهبيِّ جدِّنا، ومنبعِ أنفَتِنا، ومرجعِنا في الخُطوب.وإلى مدينةِ خَشْمِ العُقاب، الشامخةِ التي تأبى الخنوع.وإلى أهلِها، صُنّاعِ الحياة، وأهلِ التحدّي والصّمود."ومن أجواءِ الرّواية، نقرأ من جُزئِها...

«الرواية المتحفيّة»… قراءة في العلاقة بين المتحف والسرد من خلال «صابرة وأصيلة» لغالية آل سعيد

تتناول الشاعرة والباحثة الأردنية جمانة الطراونة في كتابها الجديد «الرواية المتحفيّة» العلاقة بين المتحف والنص السردي، من خلال دراسة تحليلية لرواية «صابرة وأصيلة» للكاتبة العُمانية غالية آل سعيد، محاولةً تأصيل مفهوم «الرواية المتحفيّة» كنوع سردي يستند إلى موروث ماديّ وثقافيّ يمكن تمثيله بصريًّا داخل المتحف. الكتاب، الذي صدر حديثًا عن "الآن ناشرون وموزعون"، بالأردن (2025) في 128 صفحة، تضمّن مقدمة أكاديمية للناقد العراقي الدكتور سعد التميمي، أستاذ النقد في الجامعة المستنصرية ببغداد، أشار فيها إلى أن الطراونة «أسّست في هذا العمل مفاهيم نقدية جديدة، وقدّمت دراسة متفردة في موضوعها ومعالجتها؛ إذ تعرض الرواية شخصياتها كما تُعرض القطع في المتحف: بدقّة وحيادية، ومن دون مبالغات درامية، بل بإضاءة سردية بصريّة تمنح القارئ إحساسًا بأنه يرى الشخصيات كما يرى التماثيل أو الصور القديمة، يتأملها، يفكّ شفراتها، ويقارنها بالحاضر». ويؤكد التميمي أن الكتاب يُعدّ «جهدًا نقديًا جادًا ينتمي إلى حقل النقد الثقافي الحديث، ويشكّل إضافة نوعية في الربط بين التراث والسرد، وبين الذاكرة والمادة من جهة، وبين الحكي والتوثيق من جهة أخرى، كما يؤسّس لاتجاه جديد في قراءة النصوص الروائية من منظور ثقافي بصري مادي، يعيد الاعتبار للتراث المحلي بوصفه منبعًا للهوية، ومصدرًا للإبداع، وسياقًا مفتوحًا للحوار الحضاري». وفي مقدمتها للكتاب، تُعرّف المؤلفة مصطلح «الرواية المتحفيّة» على أنّه نوع سردي يستند إلى موروثٍ ماديٍّ، سواء...

“موت عزرائيل” لمفلح العدوان.. رحلة في الخيال والوجود

صدر حديثًا للكاتب الأردني مفلح العدوان طبعة جديدة من كتابه "موت عزرائيل" عن "الآن ناشرون وموزعون"، لعام 2026. الكتاب عبارة عن مجموعة قصصية غنية بالخيال الرمزي والفلسفة العميقة، ينسج فيها العدوان عوالم متعددة بين السماء والأرض، بين الحرية المطلقة والقيود المفروضة، بين الحلم والواقع، ويقدم من خلالها رحلة وجودية مدهشة للقارئ. تتجلّى في النصوص شخصية جبرا، البطل الذي يتحرك بين النجوم والكواكب بجناحيه الطليقَين، مستكشفًا الفضاء، متتبعًا حركة الأبراج والنيازك، متأملاً جمال الكون وسحره، لكنه في الوقت نفسه مشدود إلى الأرض، إلى القرية التي تمثل له رمز البهجة والحياة، ملاذًا من قسوة السماء ومراقبة حراسها، في نصوص فرعية تحت عناوين مثل "سوط إيل" و"عروج" و"متّكأ الشقي الحلم"، يصور الكاتب كيف يصبح الخيال جسرًا بين الحرية المطلقة والانغماس في تفاصيل الحياة اليومية، بين طيران جبرا بين النجوم وانغماسه في بهجة القرية، حيث يسكن الإنسان والبسمة الحقيقية والفرح الخالص. تستحضر نصوص الأرض مثل "زلزال" مشاهد مليئة بالحياة والاحتفال، حيث الرقص، الموسيقى، الضحك، والكرنفالات تجمع الجميع في مشهد بهجة متكاملة، والنساء في القرية يمثلن الجمال والفتنة، بينما الأطفال والكبار يندمجون في لوحة متحركة للفرح، في مشهد يشبه الجنة على الأرض، ويصبح القارئ شاهدًا على ميلاد لحظات صغيرة من السعادة التي تتجاوز حدود الواقع، هذه النصوص تعكس قدرة العدوان على تصوير الحياة الإنسانية بكل تعقيداتها...

“التسوية من هنا بدأت” إصدار جديد للباحث عليان عليان

(التسوية من هنا بدأت.. حرب تشرين والتسوية على المسارين المصري والفلسطيني)يؤرخ هذا الكتاب بشكل موثق وتحليلي، لجذور التسوية في السياقين المصري والفلسطيني منذ حرب تشرين (أكتوبر) 1973، بعد أن أفرد المؤلف قسماً عن حرب حزيران في السياق المصري، كون حرب تشرين جاءت في إطار الرد على هزيمة حزيران لأبين بالوثائق أن حرب حزيران كانت حرب أمريكا بامتياز، وأن الرئيس جمال عبد الناصر لم يستسلم لنتائجها، من خلال خوض الجيش المصري لحرب الاستنزاف، وإعادة بناء القوات المسلحة بدعم عسكري سوفياتي غير محدود، ووضعه خطة التحرير بالتنسيق مع الخبراء السوفيات، وتعامله مع مشروع روجرز في سياق تكتيكي، من أجل نقل الصواريخ إلى حافة القناة، وحدد موعد حرب التحرير في (7) كانون أول(ديسمبر) 1970.ويبين الكتاب تراجع السادات عن الخطة التي وضعها الرئيس عبد الناصر بعد وفاته،وارتداده عن مبادئ ثورة 23 يوليو،1952 واستجابته للشروط الأمريكية في السياقين الاقتصادي والتحالفي، وقيامه بطردالخبراء السوفيات عام 1972.كما يوضح الكتاب بشكل موثق وتحليلي، بداية وتطور موضوع التسوية في السياقين المصري والفلسطيني، مبيناً بالوثائق والشهادات أن السادات خاض حرب تشرين(أكتوبر) من منظور تحريك التسوية، من خلال تواصله مع وزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنجر، وانقلابه على خطة الرئيس عبد الناصر لتحرير كامل سيناء وقطاع غزة، وعلى الخطة المتفق عليها مع الرئيس السوري حافظ الأسد التي تقضي بتحرير سيناء وفطاع...