مرآة الصحافة

“مراوغات غير متوقَّعة”… عن مارادونا والأدب وكرة القدم

لم يكن مارادونا مجرّدَ لاعبِ كرة، وإنما مزيجًا نادرًا من الموهبة العبقريّة، و"الكاريزما"، والحسّ الإنساني الذي جعله محبوباً لكثير من الناس باختلاف مشاربهم وثقافاتهم، ولأنه كان رمزًا من رموز لعبة كرة القدم، وأحد الذين جعلوا الملايين تعشق هذه "الساحرة المستديرة"، فقد ارتأت "مؤسسة بيت الزبير" أن توظّف مناسبة رحيله لتوجيه الانتباه إلى الجانب الثقافي في اللّعبة الشعبية الأولى في العالم، من خلال كتاب جديد بعنوان "مراوغات غير متوقَّعة/ عن مارادونا، والأدب، وكرة القدم".ويمثّل الكتاب محاولةُ لردم الهوّة المصطنَعة بين الثقافة والرياضة، وبناء الجسور بين الأدب وكرة القدم، وقد صدر حديثًا عن "الآن ناشرون وموزعون"، في عمّان، في 122 صفحة، بمشاركة كوكبة من الباحثين والدّارسين، الّذين قدّموا أوراقًا علميّة، قام بجمعها وتحريرها سليمان المعمري.ويضمّ الكتاب بين دفتيه أورق ندوة: "مارادونا، الأدب، وكرة القدم" التي عقدت في 27 يناير 2021م)، في مسقط، بمشاركة الأدباء: د. حسن مدن، وسيد محمود، ومحمد الفولي، وسليمان المعمري، ومنى حبراس، الذين تحدثوا باستفاضة عن علاقة هذه اللعبة بالأدب؛ العالمي منه، والعربي، والعُماني، كما تضمن الكتاب ورقة للروائي والكاتب السوداني المقيم في الدوحة أمير تاج السر، بعنوان "الحياة الثقافية في وسط الكرة".الكاتب والباحث البحريني د. حسن مدن شارك في الكتاب بورقة عنوانها «مارادونا في الأدب» استوقفته في مستهلها عبارة للبابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، عن اللاعب الفذ الذي...

“النقد الثقافي”.. أسئلةُ الإشكاليّات ومظاهرُ التّجلّيات

يبحث مجموعة من الباحثين في مسائل النقد الثقافيّ وإشكالياته النظريّة والتجريبيّة، من خلال الدراسات التي ضمّها كتاب "النقد الثقافي/ إشكاليّات وتجلّيات"، وهي الدراسات التي طُرِحَت خلال نّدوة افتراضيّة، عُقدت أيّام اشتداد وباء كورونا (22 نوفمبر 2021)، بتنظيم من "مؤسسة بيت الزبير"، في نطاق دورها للوقوف على المشاغل الفكريّة العربيّة ومحاولة تفكيك مسائلها.وفي تصدير الكتاب تشير المؤسسة نفسها إلى أن "النقد الثقافيّ" يتموضع في محلٍّ خلافيّ في اختباره الخطاب الأدبيّ، وإجرائه على أعمالٍ تُعانقُ في أصل تكوّنها عوالم التخييل، فهل يحمل الخطاب الأدبيّ -بالضرورة- حمولة عصره المعرفيّة والسياسيّة والتاريخيّة، ليكون مُضمرا صراع ثقافات وإثنيّات وعقليّات استعماريّة؟رائية أن مجال النقد الثقافيّ ما زال مجالا حييّا في الثقافة العربيّة يحتاج إلى مزيد ضبط مفاهيم ورؤى وأدوات، وما زال يحتاج إلى اختبارات وتطبيقات ليتسنّى له أن يحتلّ منزلة من النقد الأدبيّ وأن تتوضّح رؤيته ذات المرجعيّات المتعدّدة لعلّ الفلسفة وعلوم الإنسان هي رأسها. الكتاب نفسه، وقد صدر حديثًا عن "الآن ناشرون وموزعون"، في عمّان، في 80 صفحة، قام بجمعه وتحريره د. محمد زرّوق، تضمن ورقة بحثية للدكتور عبداللّه الغذّامي، بعنوان "النقد الثقافي والنقد الأدبيّ والدراسات الثقافيّة"، حيث الحدود الفارقة بين النقد الثقافي من جهة والنقد الأدبيّ والدراسات الثقافيّة من جهةٍ ثانية، مرتكزا إلى مفهومَين موضّحَين لهذه الفوارق، ومُظهرَين كيفيّة اشتغال الأنساق الثقافيّة لإبراز الجماليّ...

“فصيلة الدم (C)” كتاب جديد للدكتور مهنَّد العصفور.. التغيير بداية الطريق

كتاب "فصيلة الدم (C)" كتاب جديد للدكتور مهنَّد بن داود بن حمزة العصفور هو خلاصة تجربة مؤلفه في التطوير المؤسسي، والتخطيط والإدارة، ملقيًا الضوء على قصة الشغف التي حرَّكته وهو شابٌّ يافع، وأشعلت شغفه بالتفوق في الحياة والتميز فيها من خلال تحقيق طموحاته في أقصى تجلياتها.ويأتي عنوان الكتاب الصادر حديثًا عن "الآن ناشرون وموزعون" في الأردن في 64 صفحة من القطع المتوسط، ويضم ثلاثة أبواب ومدخلًا ومقدمة وخاتمة.يقول مهند العصفور في مدخل الكتاب حول العنوان الذي يتسم بالجدة والطرافة في آن: "ثمَّة شريانٌ خفيٌّ يجري في عروق العُظماء، لا تُحدِّده معايير الطب ولا تقيِّده سلالات الوراثة، ولكن تنبض فيه ذرَّات التحوُّل وتتشكَّل من جزيئاته ملامح التغيير. نحن هنا نشير إلى انتماءٍ حقيقيٍّ إلى جوهر المعنى يشبه تمامًا انتماء الحرف (C) إلى الكلمة التي لا تُبصر إلا بها، وعمومًا فصيلة الدم (C) هي فصيلة قابلة للحقن في وريدك بشكلٍ مباشرٍ دون أي قلق".ويتابع العصفور في مدخل الكتاب: "نتناول في هذا الكتاب نموذجًا حيًّا لصاحب هذه الفصيلة، وهو الدكتور مهنَّد بن داود بن حمزة العصفور، أوَّل عُماني يحصُل على شهادة مدير تغييرٍ معتمدٍ من مؤسَّسة (Prosci) الأمريكية في عام 2013، والذي كان له أثرٌ كبيرٌ في انتشار الفكر الحديث بإدارة التغيير في السلطنة، وهذا ما يعكس إصرار نسل العصفوريين على تصدُّر...

الماء والاستقرار القبلي في جنوب شرق المنطقة العربية”.. دراسة عن الأفلاج في عُمان

صدر مؤخرًا كتاب "الماء والاستقرار القبلي في جنوب شرق المنطقة العربية.. دراسة عن الأفلاج في عُمان" من تأليف جون ويلكينسون، وترجمة محمد الحارثي، ومراجعة كرسي اليونسكو لدراسات الأفلاج بجامعة نزوى.ويضم الكتاب الذي يقع في 480 صفحة، عشرة فصول، إضافة إلى خاتمة وملحق للفصل العاشر وآخر للكتاب، مع ببيلوجرافيا للمصادر والمراجع، متضمنًا عددًا من الخرائط والصور التي بذل فيها المؤلف جهودًا توثيقية كبيرة.ويعبّر المؤلف جون ويلكينسون، عن تقديره للشعب العُماني ومواقفه معه أثناء جمع وتأليف مادة الكتاب، ويقول في ذلك: "إنّما أدينُ لشعب عُمان بأسمى معاني الامتنان والفضل، فلولا الطبائع الخاصة لهذه البلاد والصداقات الشخصية، وحُسن الضيافة واللياقة التي أُتحِفتُ بها هناك لَما تسنّى لي أن أُنجِز هذه الدراسة، وإنّني بالتالي أُهدي هذا الكتابَ للشعب العُماني، وأَستَميحُه عُذرًا في أي نقص أو تقصير".وعن بدايات مشروع الكتاب يقول جون ويلكينسون في مقدمته لطبعة دار نشر "جورج أولمز فيرلاغ" حين نشرت الكتاب للمرة الأولى، والتي أثبتها في هذا الكتاب: "هذا الكتاب هو دراستي الرئيسية الأولى حول عُمان، ويُحلِّلُ الجذورَ العميقة للشعب العُماني في الأرض التي مَنَحَتهم حِسًّا قويًّا بالهويّة الجغرافية". ويضيف: "في الوقت الذي بدأتُ فيه العملَ الميداني في العام 1965م، كان ما يزال تنظيمُ القرية والحياة الرَّعَوية الموصوفة أساسًا لمصادر الرزق الاقتصادية، بينما بقيت القبائلُ عاملًا نشطًا في العلاقات الاجتماعية، لكنّ...

“التوغل داخل المغرب المظلم… يوميات رحلة فنان سويسري 1858م”

تضيف الترجمةُ العربيّة لكتاب "التوغل داخل المغرب المظلم/ يوميات رحلة فنان سويسري 1858م"، للرسّام السويسري فرانك بوكسر، بعدًا اثنوغرافيّاً وثقافيًّا لم نتعرّف عليه بعدُ في عالمنا العربيّ، وهو تجربةُ الرحّالة السويسريّين إلى المغرب.ويتيح الكتاب للقارئ أن يتتبّع رحلةَ هذا الفنّان إلى فاس انطلاقاً من طنجة، مصوِّرًا ملامحَ من المشهد الثقافيّ والاثنوغرافيّ للمغرب، وموثِّقاً تجاربه وتفاعلاته مع الثّقافة المغربيّة.وتكمن أهمية ترجمة هذا الكتاب، التي أنجزها عن اللغة الألمانية الدكتور رضـوان ضـاوي، فيما حررها سليمان المعمري، في أنه يقدم لدارسي الأدب المقارن والدّراسات الثقافيّة والاثنوغرافيّة وأدب الرحلات، نصًّا اثنوغرافياً سويسريا مكتوباً باللغة الألمانية في أصله، حيث يمكن القول إنّ القارئ العربيّ كان يكتفي بقراءة النصوص السويسرية المكتوبة باللغة الفرنسية أو المترجمة عنها فحسب.ويبيّن مترجم الكتاب، وقد أصدرته "مؤسسة بيت الزبير"، في مسقط ـ سلطنة عُمان، عن دار «الآن ناشرون وموزعون»، في عمّان، أهميّة التجربة الاستشراقية السويسرية، فإضافة إلى أنها تجربة سياق ثقافي وسياسي وجغرافي غير معنيّ بالأطماع الاستعمارية في دول الشرق والمغرب، فهي متنوّعة ما بين تجارب الكتابات الاثنوغرافية والاستكشافية والرحليّة، والتوثيق البصري من خلال أعمال رسّامين ينتمون إلى مدرسة الاستشراق الفنّي، والتجربة النسويّة (الأديبة السويسرية جريته آور (1871-1940) في مجال الرحلة. وقد تميّز عمل فرانك بوكسر عن المغرب -في حالة نادرة- بالجمع بين التوثيق النّصي والتوثيق البصري للثقافة المغربية في...

“هلْ نحتاجُ إلى الفلسفةِ في حياتِنا؟”.. عودٌ إلى الأسئلةِ القديمةِ حول الإنسانِ والوجودِ

في ظلّ التحوّلات العلميّة والجيوسياسيّة والاقتصاديّة، التي تعصفُ بالعالم من حولنا، وبينما تُحْدِثُ وسائط إعلام وتواصل قطيعة جذريّة مع مصادر المعرفة وأصول التواصل التقليديّة، ترى، هلْ نحتاجُ، اليومَ، إلى الفلسفةِ في حياتِنا؟السؤال السابق نهضت لتقديم إجابة وافية له "مؤسسة بيت الزبير"، في مدينة مسقط بسلطنة عُمان، التي جمعت عددًا من العقولٍ المتدبّرة، في ملتقى فلسفيّ ساد فيه تقليبُ الآراء وتغليبُ الحوار، وخَبَا فيه الصوتُ الواحد مُدّعي الحقيقة المطْلقة، فكان النتاجُ مجموعةً وازنة من البحوث يضمّها كتاب "هلْ نحتاجُ إلى الفلسفةِ في حياتِنا؟"، والذي صدر حديثًا عن "الآن ناشرون وموزعون"، في الأردن، في 248 صفحة، وقد قام بجمعه وتحريره د. محمـد زرّوق.في الكتاب نفسه ينظر المفكر د. عبد السلام بنعبد العالي في صلة الترجمة بالفلسفة، وفي قُدرة النصّ المُترجَم أن يتموضَع في مقامات تختلف عن مقامه الأصل، وفي تمثّل الشعوب لأمّهات المصادر الكونيّة التي قد تفارق محليّتها وقد تبقى رهينة عرق بعينه.بينما يطرح المفكر د. الزواوي بغورة ضرورة الفلسفة في عصرنا، عائدًا إلى الإشكال الحقيقيّ للفلسفة الماثل في إيجاد تصوّر للعصر من خلال طرح السؤال الذي لا يجرؤ فرع من العلوم على طرحه والبحث عن أجوبة بآلة المنطق وإعمال الفكر والتدبّر وتقليب الأمر على أكثر من وجه.ويرجع المفكر د. محمد شوقي الزين إلى «أصل التفلسف»، مُظهرًا الترابط بين تجربة روحيّة...

“الفنُّ والتأويلُ”… دراساتٌ نقديّةٌ في الفنِّ التشكيليِّ العُماني

يتأمل كتاب "الفن والتأويل/ دراسات نقدية في الفن التشكيلي العُماني" المُنجَز الفني العُماني، الحديث والمعاصر، وفق مناهج ومداخل تهدف إلى فحص ظواهرِه في تناميها التاريخي، وفي علاقتها بالجاري على ساحة الفن العالمي.ويشكّل الكتاب، الذي أصدرته "مؤسسة بيت الزبير"، في العاصمة العُمانيّة مسقط، عن "الآن ناشرون وموزعون"، إضافة جديدة في قائمة الدراسات النقدية الفنية، إذ يضمّ الكتاب مجموعة من الدراسات الفنية لمجموعة من الباحثين المعتبَرين في تاريخ الفن والنقد الفني.وجاء الكتاب، الذي راجعته وحررته الأستاذة الدكتورة، فخرية اليحيائية، في ثلاثة فصول، الأول حمل عنوان "النحت العُماني والمغربي/ مقاربة جمالية في المشابهة والاختلاف"، وقد كتبه الباحث والناقد المغربي إبراهيم الحيسن، لافتًا خلالها النظر إلى انكباب جلّ النحاتين، التجربة النحتية العُمانية والمغربية، على تنويع الخامات والسنائد من خشب ورخام وحديد والنهل تجريديّاً وتعبيريّاً من التراث المحلي المتجسِّد في اللغة التشكيلية المستعملة في التجسيم والتوليف، إلى جانب تحوير الأشكال العضوية والنماذج الآدمية والحيوانية واختزالها لتصير مبسطة.مع ملاحظة أخرى أشار إليها الباحث الحيسن، تكمن في إصرار بعض النحاتين من البلدين على التجديد وتجاوز النماذج النحتية التقليدية عبر توظيف التقنيات الجديدة والمبتكرة في النحت المعاصر.ليخلص الباحث تاليا إلى ملاحظة وتوصية يكاد يتفق عليها جلُّ النحاتين العُمانيين والمغاربة تتمثل في الحاجة إلى المزيد العناية والرعاية، سواء من خلال تشجيع الصناعات الفخارية (الخزف الوظيفي)، أو من خلال...

“مناديل لأجنحة الفراشة”… دراسات نقدية في الفن التشكيلي العُماني

في سعيها لِسَبْرِ أغوار الفن التشكيلي العُماني، وتطلّعًا إلى وضع هذا الفنّ في المكانة التي تليق به ضمن خارطة الفن العربي، ونقله عبر مناطق تلقٍّ جديدة، من خلال إعادة قراءته بعيون عربية من جهة، ومن خلال مقارنة التجربة الفنية العُمانية بمثيلتَيها العربية والعالمية، أصدرت "مؤسسة بيت الزبير" كتاب "مناديل لأجنحة الفراشة/ دراسات نقدية في الفن التشكيلي العُماني".ويستنطق الكتابُ اللوحةَ واللّونَ، وقد جاء حصادًا لندوة حملت عنوان "النبش في مخيلة اللون"، في العاصمة العُمانية مسقط، بمشاركة عدد من نقّاد الفن في العالم العربي، قدموا قراءات نقدية لما اختزلته مخيّلة الفنان العُماني وما حاول التعبيرَ عنه بفرشاته وأدواته، وقد صدر حديثًا عن "لآن ناشرون وموزعون"، في عمّان، وقد زيّنت غلافه لوحة "المدينة" للفنان الراحل موسى عمر (سلطنة عُمان)، فيما صممه الفنان بسام حمدان، وراجعت دراساته وحررتها الأستاذة الدكتورة فخرية اليحيائية.أولى دراسات الكتاب كانت بقلم طلال معلا، وهو فنان وباحث في الجماليات المعاصرة، بعنوان "المحترف العُماني.. الذاكرة، والانعتاق منها"، رائيًا خلالها أن الفن المعاصر بشكله المتجدد إذا كان يسعى "للانعتاق من الذاكرة فإن استخدامه لهذه الذاكرة هو جزء من السعي للتحرر منها، واستبدالها بمجموعة من الرموز التي تعين على توليد الأفكار، في عالم تزداد الحاجة فيه إلى الفنون باعتبارها ملازمة في تحققها لوجود الإنسان، ولكونها جزءا من الممارسات الفنية الحية لعلاقات مضطربة...

“وعودُ اليمامةِ لجسدٍ معطوبٍ” لأحمد الرمضاني.. نصوص عن المرض والبعث

يتأمل الأديب العماني أحمد الرمضاني في كتابه "وعودُ اليمامةِ لجسدٍ معطوبٍ" أحوال الإنسان، وتقلبات الدهر على مدار العمر، وكيف يكون الإنسان في لحظة بعيدًا كل البعد عن أمر معين، وفجأة تتقلب الظروف والأحداث فيجري اليوم ما كان مستبعدًا غدًا!يضم الكتاب الصادر حديثًا عن "الآن ناشرون وموزعون" في الأردن عددًا من النصوص المنفصلة المتصلة. ويبدأ الرمضاني نصوصه بين الرجاء والتوسل والتساؤل، فيبدأ جملته الشعرية الأولى آمرًا ذلك الشخص القابع داخل رأسه قائلًا: "دع البابَ مواربًا، لا تغلقه ولا تفتحه، أحلامٌ بريَّة في الخارجِ تحلم بالترويضِ والدفءِ، هواجسُ دفينةٌ في الداخلِ ترنو إلى الفضاءاتِ الشاسعة. ما الحياة سوى ركامٍ على العتبة، والموت ريح مباغتة؟".وفي مقطعٍ يبدأه بـ"بكاء أزرق" يقول محاولًا دفع الكآبة بعيدًا، مستعينًا بالأصدقاء الحقيقيين ليظل صامدًا أمام وطأة الحياة؛ يقول الرمضاني: "هكذا علَّقَ الشاعر الذي يحاول دحر الكآبة بما تبقَّى من أدبٍ وطبيعةٍ وقليل من أصدقاءَ بقوا صامدين، بكاءٌ أزرق يغسل القلب المعلَّق الهائم بين رؤوسِ جبالٍ ونخيلٍ، بين هديل يمامات ونقيق ضفادع لا يقطعها سوى صوت حنجرة المؤذِّن أو مشهد شهبٍ تذوي في سماء مطفأَة كإغفاءة الوليد".ويرصد الرمضاني حال أولئك الذين ينعمون بسكون الليل قائلًا: "مساجد الفلاحين قلوبهم المنسية مضاءةً، دليلًا للنسائم الهائمة على وجوه النخل، للذين ضلَّ النوم طريقَه إليهم. الصلوات ما زالت تتسامى والمصحف المشعُّ على...

كتاب عن الشيخ الشَّلي عبدالله بن سالم آل حموده.. سيرته ودوره السياسي والاجتماعي في عُمان

يؤرخ الباحث أحمد بن خميس بن محمد السنيدي (أبوعبدالله)، في كتابه "الشيخ الشَّلي عبدالله بن سالم بن محمد آل حموده.. سيرته ودوره السياسي والاجتماعي في عُمان"،  لفترة زمنية مهمة من تاريخ عمان، من خلال تتبُّع سيرة الشيخ عبدالله بن سالم آل حمودة التي امتدت نحو قرن من الزمان (1819-1913م).يضم الكتاب الصادر حديثًا عن "الآن ناشرون وموزعون" في الأردن في 128 صفحة من القطع المتوسط، ستة فصول ومقدمة وخاتمة حول حياة الشيخ ونشأته وزوجاته وذريته ونسبه وألقابه، وكذلك سمات الشيخ وظهوره في المشهد السياسي ودوره ومواقفه من الأحداث والقضايا المهمة في عصره.ووفقا للمؤلف، تكمُن أهمية هذا الكتاب في أنَّه "أوَّل عَمَلٍ يَسْعى إلى كتابة ونشر سيرة الشيخ عبدالله بن سالم آل حموده بشكلٍ أوسع مِن خلال تتبع وجمع ما دَوَّنَتْه الوثائق والكُتُب التاريخية العُمانية، والعربية، والأجنبية عَن هذه الشخصية الجريئة الفَذَّة".كما تتجلّى أهمية هذا الكتاب في السَّعي إلى تسليط الضوء على شخصية المُتَرْجَم لَه، والكشف عن سيرة حياته المليئة بالأحداث السياسية والاجتماعية في الفترة الزمنية (1281-1331هـ/ 1865- 1913م)، وهي فَتْرَةٌ "تُعَدّ مِن أهَمّ الفترات في التاريخ العُماني في القرنين التاسع عشر والعشرين الميلاديين".ويعرف المؤلف في بداية الفصل الأول بالاسم الكامل للشيخ، ألا وهو "عبد الله بن سالم بن محمد بن علي بن محمد بن حمود بن سلطان العلوي التمامي".ويتابع: "عُرِف...