‘سقفٌ خُواء’ من العدم إلى الوجود
تنطلق الروائية التونسية فضيلة الميموني في روايتها “سقفٌ خَواء” من فلسفة ترتكز على ثنائية “الوجود والعدم”، فهي الخيطُ الرَّابط الذي يُحرِّكها، وتدور في فلكه أحداثها حاملة لحوارٍ أزليّ بينهما. في طياتها تولد إشارات للبدء دائمًا، فهي ليست رواية فناء، ولا نهايتها جاءت كما كان مُتَوَقَّعًا لها، وعلى العكس من ذلك فمن بين سطورها بزغ فجر الأمل لجميلٍ بعد تسعة أشهر، والبشرى بنبأ الحياة، فكان أن آمن بأنَّ الزهر سَينْبُتُ من جديد، ولم تَمُتْ إلهام؛ لأنها منذُ البداية تحيا بأمله هذا. فالسَّقْفُ قد يَتَوفَّرُ، ولا بطولة للإنسان في إنْجازه، أمَّا الخواءُ فهو الذي حاربَه الليثُ؛ بطلها المُتفوِّق على نفسه من أولِ سطر فيها إلى آخرها، في حين اسْتَظَلَّ تحت ربَقتِه المُتهالكة عزيِّز العاجز المستسلم… تتوزَّع الرِّواية على مساحة 146 صفحةً من القطع المتوسط، وهي من الإصدارات الحديثة لسنة 2023م لدار “الآن ناشرون وموزِّعون” في الأردن. وتدور أحداثها حول حكاية حُبٍّ يُولد من شفق اليأس كبيرًا، تنبثقُ منه قطراتُ الحياة من شقِّ الموت عصيَّةً.. نعم؛ هكذا كان حال اللَّيث في ذلك المكان القصِيِّ؛ إذ بدا -في لحظة- في استسلام تام لشعور افتقده كثيرًا، شعور الرضا عن نفسه، والاطمئنان لكل ما يُحيط به، فقد ولد فيه ذلك الانتماء العزيز الذي كان يَبْحَث عنه منذ أمد بعيد، فبات يطوف هُيامًا بين أركانه.. هنالك، تلقَّف فيه بشغف التماعة...