مرآة الصحافة

‘سقفٌ خُواء’ من العدم إلى الوجود

تنطلق الروائية التونسية فضيلة الميموني في روايتها “سقفٌ خَواء” من فلسفة ترتكز على ثنائية “الوجود والعدم”، فهي الخيطُ الرَّابط الذي يُحرِّكها، وتدور في فلكه أحداثها حاملة لحوارٍ أزليّ بينهما. في طياتها تولد إشارات للبدء دائمًا، فهي ليست رواية فناء، ولا نهايتها جاءت كما كان مُتَوَقَّعًا لها، وعلى العكس من ذلك فمن بين سطورها بزغ فجر الأمل لجميلٍ بعد تسعة أشهر، والبشرى بنبأ الحياة، فكان أن آمن بأنَّ الزهر سَينْبُتُ من جديد، ولم تَمُتْ إلهام؛ لأنها منذُ البداية تحيا بأمله هذا. فالسَّقْفُ قد يَتَوفَّرُ، ولا بطولة للإنسان في إنْجازه، أمَّا الخواءُ فهو الذي حاربَه الليثُ؛ بطلها المُتفوِّق على نفسه من أولِ سطر فيها إلى آخرها، في حين اسْتَظَلَّ تحت ربَقتِه المُتهالكة عزيِّز العاجز المستسلم… تتوزَّع الرِّواية على مساحة 146 صفحةً من القطع المتوسط، وهي من الإصدارات الحديثة لسنة 2023م لدار “الآن ناشرون وموزِّعون” في الأردن. وتدور أحداثها حول حكاية حُبٍّ يُولد من شفق اليأس كبيرًا، تنبثقُ منه قطراتُ الحياة من شقِّ الموت عصيَّةً.. نعم؛ هكذا كان حال اللَّيث في ذلك المكان القصِيِّ؛ إذ بدا -في لحظة- في استسلام تام لشعور افتقده كثيرًا، شعور الرضا عن نفسه، والاطمئنان لكل ما يُحيط به، فقد ولد فيه ذلك الانتماء العزيز الذي كان يَبْحَث عنه منذ أمد بعيد، فبات يطوف هُيامًا بين أركانه.. هنالك، تلقَّف فيه بشغف التماعة...

“انْحِطَاطُ النّخْبَة، مِنَ الثَّوْرَةِ إلى الْهَزِيمَة” كتاب يعاين مسارات النخب العربية

في كتابه الصادر حديثا عن "الآن ناشرون وموزعون" في الأردن بعنوان: "انحطاط النخبة" يؤكد الباحث والكاتب مهيب نصر أن النُّخَبُ تسقط في بَرَاثِنِ الأحْدَاثِ، السِّيَاسِيَّة والثَّقَافِيَّة حِينَ تُنَمِّطُ إِطَارَهَا الأَخْلَاقِيَّ بَأَنْمَاطٍ تَتَوَاءَمُ ومُجْرَيَاتِ المَعْرَكَةِ اللاأخْلَاقَيَّة، فتَجِدُ مَنْ كَانَ بِالأمْسِ القَرِيبِ فِي أقْصَى اليَمِينِ، ذهب إلَى أقْصَى اليَسَار، ومَنْ كَانَ ثَورِيًّا يُنَابِذُ الطَّائِفِيَّة والعُنْصُرِيَّة، أو أيًّا مِن هَذِهِ التَّشَعُّعَات داخِلَ الوَطَن الوَاحِد، أضْحَى مُحَامِيًا عَنِ الطَّائِفِيَّة، ومُنظّرًا لَهَا. في سياق بحثه عن النخب ودورها في المجتمعات يقول مهيب نصر: "وجدتُنِي فِي أَلَمِ البَحْثِ عَنِ النُّخْبَةِ المفرِغَةِ عَنْ مَنْطَقِ الأَحْدَاث، العَالِمَة العَامِلَة فِي الصَّوَاب.. لمْ أجِدْ سِوَى نُخْبَةٍ تَعْمَلُ فِي السُّوقِ السَّوْدَاء، مُهْمِلَةً الجَانِبَ المَعْنَوِيَّ مِنْ حَيَاتِهَا فِي سَبِيلِ الجَانِبِ المَادِّيّ، كَمَا أنَّها لا تخْشَى عَلَى صُورَتِها، فَالْجَرْأَةُ فِي البَاطِلِ أَصْبَحَتْ تُعَادِلُ الجَرْأَةَ فِي الحقِّ إنْ لمَ تُجَاوِزْهَا." ويضيف نصر في معرض تقديمه لهذا الكتاب: "جعلتُ هذَا الكِتَابَ مُسَاهَمَةً مِنْ مُسَاهَمَاتِ المَعْرَكَةِ الوَطَنِيَّةِ الَّتِي نَخُوضُهَا؛ وحَرصْتُ أَنْ أَكُونَ واضِحًا وواقِعِيًّا فِي نَظْرَتِي للأحْدَاث، وللنُّخْبَةِ الَّتِي تَكوَّمَتْ فِي المسْلَاخِ البَشَرِيّ، دُونَ فِكْرَةٍ إِحْيَائِيَّةٍ خَلَّاقَة، أو شَخْصِيَّة مَبْدَئِيَّة أَخْلَاقِيَّة، أو مَنْطِقٍ مُتَمَاسِكٍ صَادِقٍ يُمَثِّلُ قُدْوَة. كما سِرْتُ مَعَ الأحْداثِ السِّيَاسِيَّة، ومُحْدَثَاتِها، ومَآلَاتِهَا، سَيْرَ المُحَلِّلِ والمُنظّرِ السِّيَاسِّي فِي آنٍ، وفِي قَلْبِي كَلِمَةُ الوَطَنِ الَّتِي تَأبَى التَّحْلِيل والتَنْظِير". وجاء الكِتابَ في سَبْعَةِ أَقْسَامٍ، تَحتَ كُلِّ قِسْمٍ فَصْلانِ، وتَحتَ...

كتاب عن أسئـلة اللغة والتدريس عند عبد الله أيت الأعشير

يتضمن كتاب "أسئـلة اللغة والتدريس عند الكاتب المغربي عبد الله أيت الأعشير" أوراقًا تُبرز إسهامات الأعشير وجهوده في خدمة اللغة العربية، والحفاظ على أصالة اللسان العربي، وتطوير قضاياه المعجمية والدلالية. وانبثق الكتاب الصادر عن "الآن ناشرون وموزعون"، عن أعمال الندوة العلمية الدولية للاحتفاء بأعمال ومسيرة الأعشير العلمية والعملية من إشراف وتنسيق عادل الحدان وعبد العزيز خليل وعمر محضار. وناقش القسم الأول من الكتاب الجهود اللغوية؛ حيث أبرز المشاركون خصوصية اشتغال الأعشير في التأصيل والتأثيل اللغوي، وقدرته على اقتناص الفوائد النادرة من أمهات الكتب وأصولها، واجتلاب أسرار اللغة العربية، واستحضار أهم القصص والحوادث التي تفتقت فيها الألسن والعقول بالاستعانة بكنوز العربية وطاقاتها المذهلة. وفي القسم الثاني نجد بحوثًا نقدية وتربوية أماطت اللثام عن جهود الأعشير في النقد الأدبي واستناده إلى المعرفة والذائقة الأدبية لأجل صوغ التأويلات الممكنة. كما أضاءت مساهماتِه النظرية والتطبيقية في الحقل التعليمي. وتحدث د.محمد أزهري عن "البصمة الأعشيرية في خدمة اللغة العربية"، مشيرًا إلى أن كتابات عبدالله الأعشير "تميزت ببصمة فريدة من نوعها، تشكلت من بصمات عدة؛ منها: بصمة الأعراب النحارير، وبصمة تأثيل الكلمات العربية، وبصمة الفرادة في وضع عناوين مباحث كتبه، وبصمة الكشف عن أسرار عبقرية اللغة العربية". وتناول د.عبد الكريم عوفي كتاب "القول المأثور في إحياء الصواب المهجور" نموذجًا في الجهود اللغوية للأعشير، إذ قدم قراءة عميقة في قاموسه اللغوي...

“الترجمة كما شرحتها لطلبتي” لمحمود عبد الغني

يقدم الكاتب والمترجم المغربي محمود عبد الغني في كتابه "الترجمة كما شرحتها لطلبتي" دليلًا مبسطًا حول مادة "الترجمة الأدبية"، ويشرح بشكل عملي وقابل للتطبيق المفاهيم والمصطلحات والأعلام والمقابلات اللغوية التي ينبغي أن يدرها الطالب ويستوعبها لتكون منهاجًا يعينه على الفهم والتحليل، يتميز ببعديه التربوي والمنهجي. الوضوح والدقة هما السمتان البارزتان في هذا الكتاب الصادر عن "الآن ناشرون وموزعون" بالأردن أخيرا، إذ حاول الباحث فيه طرح الأسئلة تلو الأخرى عن الترجمة "كي يَكثُر المُتَسائلون ويُكثروا من التساؤل" بحسب تعبيره، ولأنه يرى أن "الترجمة استبدادية، لذلك وجبَ جعلُها علميةً في أعين طلبتنا". وجاء الكتاب في توطئة وتقديم، وخمسة فصول هي: "مفاهيم عامة"، و"نظرية الترجمة"، و"أسطورة بابل"، و"الترجمة والذكاء الاصطناعي، و"أعترف أنني قد خنت". من هنا، وبحسب مضمون الكتاب فهو غير منعزل عن شروط داخلية ارتبطت بتدريس الباحث لمادة "الترجمة الأدبية" وهو يمعن النظر في قضاياها ومفاهيمها ومصطلحاتها. يتأسس الكتاب على سلسلة من المحاورات والأسئلة التي تدور بين أستاذ وطلبته، هدفها تجنب أنواع سوء الفهم التي تتخلل الترجمة، حيث "النجاة من سوء الفهم الفكري هو كل هَمّ الطالب السائل والأستاذ المُجيب" كما يقول المؤلف. ويتوقف الكتاب عند العديد من القضايا في الترجمة وأبرزها قضية الترجمة والذكاء الاصطناعي، إذا ستقود الثورة الرقمية، وفقًا للباحث، لإمكانية أن يتحدث مواطن ما مع مواطن آخر في أيّ بلد في العالم،...

“قهقهةٌ على الرصيف.. ما تيسَّر من سيرة التطواف والسكون”.. لبدر الشيدي

يتحدث بدر الشيدي في كتابه "قهقهةٌ على الرصيف.. ما تيسَّر من سيرة التطواف والسكون" عما رآه في الحل والترحال في إشارة إلى أن للأشياء حتى الصغيرة منها معاني عميقة تحتاج فقط إلى الصفاء والاختلاج مع النفس لكي تُدرَك معانيها ويُفهَم مغزاها وفلسفتها. وجاء الكتاب الصادر عن "الآن ناشرون وموزعون" في الأردن ضمن منشورات الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء، في (208) صفحة من القطع المتوسط، ضم 18 مقالة تحدث فيها الكاتب عن بداياته ورحلة حياته وسفرياته وآرائه في عدد من القضايا العامة والخاصة. بدأ الشيدي كتابه بمقتطفين أحدهما لجبرا إبراهيم جبرا وعبدالرحمن منيف من روايتهما "عالم بلا خرائط": "اللذة، الألم، الرعب ـ إنها تعود كرؤيا شهوانية، كرؤيا محرَّمة حادَّة، متوتِّرة، قاهرة، فتكثِّف اللذات واللوعات التي حفلت بها أعوام مضت، خلت، انقضت". والمقتطف الثاني لإيكارت تول، ويقول فيه: "عندما تخسر التواصل مع السكون الداخلي، فإنَّك تخسر التواصل مع نفسك". وينوه الشيدي أن  المواد الواردة في الكتاب هي سرد لما رأى، أو سمع، أو خطر بباله، وفيها رصد ومتابعات للحظات، وفيها استرجاع لما مضى. ويقول أيضا أن المقالات لم تخضع لتسلسل يومي، أو ترتيب معين، فقد جاءت كما أملتها الظروف، وصاغتها سياقات أزمنة وأمكنة مختلفة على أمل أن يجد فيها القارئ بعض المتعة وكثير من الإفادة. كما مهَّد الشيدي لمقالاته بأسطر قصيرة بلا عنوان يقول فيها: "قد تكون...

“في الزَّاوية المُعتِمة” لعبدالله خليفة عبدالله.. مجموعة قصصية

"في الزَّاوية المُعتِمة" لعبدالله خليفة عبدالله.. مجموعة قصصية يهتم مؤلفها بالعالم الماورائي، على نحو يختلط فيه الواقع بالفانتازيا، فقد صوَّرت إحدى القصص انفصامًا في شخصية الراوي حتى إنه اخترع اسمًا وكأنه لصديق ينتظره حين يتغيَّب عنه، ويفتقده في بعض المواقف، وبخفة درامية نجده في ختام القصة يعلن عن أن هذا الشخص ما هو إلا واحدًا من تجليات ذاته الداخلية! جاء الكتاب الصادر عن "الآن ناشرون وموزعون" في الأردن ضمن منشورات الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء، في 80 صفحة من القطع المتوسط، وضم عشر قصص، تحمل عناوين: "أراهُ في المِرآة للمرَّة الأخيرة"، و"أربعون"، و"التَّيسُ النَّحيل"، و"النَّظارةُ الشَّمسية على الطريق"، و"في الزاوية المُعتمة"، و"طَعمُ الدَّم"، و"مَطرٌ حامِض"، و"الحصن"، و"عينٌ وحيدة"، و"البالونُ الأصفر". يقول عبد الله خليفة في قصة "أربعون": «نزل مطرٌ ككل يوم. كنت أسمع في الخارج السيارات تئزُّ محرِّكاتها والماء يطيش وينفر من تحت العجلات المسرعة والمشاة المسرعين. لا أحد يتريَّث. كنت أمام المرآة أراقب الشعرات الذهبية وأسمع الأصوات في الخارج. فكَّرت في العمر مثل هذه السحابة، تتساقط منه الحبَّات إلى أن ينفد، والآن عصرت أيامي ولم يتبقَّ سوى الأقل». ويقول في قصة "التيس النحيل": «كدت أنطق بكلام آخر لكي أخفِّف حدة التوتر في الجو ولكن الخجل أسكتني وألقيت بنظري إلى الأسفل. حينها وقعت عيناي على قدميه. الأصبع الكبرى والتي إلى جوارها خارجتان من...

“ذهان” رواية للمهندس محمد علي جعارة

رواية «ذهان» للمهندس محمد علي جعارة رواية صادمة حول الحرب الدائرة في سوريا بين جيش الدولة، ومن يصفهم الكاتب بين ثنايا روايته بالجهاديين، وهي رواية تزدحم بالمفارقات، وخيطها الأساسي هو قتل الأخ لأخيه نتيجة الانقسام الذي حدث في البلاد بطرق شتى يمكن تأملها وتحليلها من خلال أحداث الرواية. وجاء الكتاب الصادر عن "الآن ناشرون وموزعون" في الأردن ضمن منشورات الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء، في 352 صفحة من القطع المتوسط، وضم ثلاثة أجزاء نوَّع خلالها بين السرد الآني والفلاش باك. يقول جعارة في الجزء الأول على لسان بطل روايته الأول "آدم": «في بُرهة من الزمن، في غابات نومي، أهذي كجثَّة في البحر على سرير أثقله أنين الذكريات وحراسة الأمنيات، على أعتاب حرب أشعلت أُمسياتنا لحرماننا من ظلام الأمل، وقُربي طاولتي (تابوت أقلامي)، وعليها بضع أوراق، وكتب الجامعة التي أذهب إليها لسماع دوي القذائف، وأتأكد أنَّ الحرب في أوجِ عطائها لنا، وأننا ما زلنا جُثثًا نمشي في الشوارع بلا عقول، فنرى الحياة في عيون الأغبياء الذين لا يفقهون شيئًا في الحياة». أما في الجزء الثاني على لسان "وعد" يقول: «فقدان البصر ولادة جديدة بغياب القدر وبعزلة عن أفراد العائلة المتشرذمين عن هذا الوطن أشبه بالحياة في رحم مثقوب تتشرَّب منه متاهات الحياة المتناهية في الصغر، أصبحت الحياة مجرد روتين متنقِّل من غرفة النوم إلى...

“خلف بن سنان.. حياته وشعره” لجمال النوفلي..

يتحدث كتاب "خلف بن سنان.. حياته وشعره" لجمال النوفلي عن الشيخ الشاعر، العلَّامة خلف بن سنان الغافري، الذي يدور أغلب شعره في فلك عصر أئمة اليعاربة. وجاء الكتاب الصادر عن "الآن ناشرون وموزعون" في الأردن ضمن منشورات الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء، في 208 صفحة من القطع المتوسط، وضم ثلاثة فصول جاء الفصل الأول منها حول الأحوال السياسيَّة والاجتماعيَّة والعلميَّة في شعر خلف بن سنان الغافري، وجاء الفصل الثاني عن حياته؛ اسمه ونسبه ومولده ونشأته وموطنه وزوجاته وأبناؤه ووفاته، وكذلك علاقته بأئمة عصره وولاته، وكذلك بالشعراء في عصره، وأما الفصل الثالث فقد خصصه النوفلي لشعر خلف بن سنان، واتجاهاته، وسماته، وموضوعاته. ويقول النوفلي في مقدمة كتابه: "وسيجد القارئ في هذا الكتاب نفسَه تسرح بين حوافر الخيول في المعارك وحضارة العصر في بلاط السلاطين في قصر جبرين والحزم، وشاهدةً على مجالس الحرب في القلعة الشهباء، ثم يجد الشاعر محذِّرًا من مغبَّة الخلاف والشقاق، وناصحًا للأمةِ وللناس مما تراكم في حياته من عِبر السنين وطول الزمان، وتبيانَ الأحداث التي عاشها الشاعر في عهد تلك الدولة". ويقول النوفلي في خاتمة كتابه: "في هذه الدراسة أُبنا إلى الوراء خمسةَ قرون حتى التقينا فيها بالمجتمع العُماني في دولة اليعاربة وشعرائها وكتابها وأخبارها، وتعايشنا معها ومع أحداثها طيلةَ قرنٍ من الزمان، وتعرَّفنا عندها على العلماء والشعراء والأئمة وأهم الأحداث،...

“جَوْقَة العَنَادِل” ليونس بن مرهون البوسعيدي.. مقالات في الشعر والشعراء

يأخذنا يونس بن مرهون البوسعيدي في كتاب "جَوْقَة العَنَادِل" في رحلات متعددة ومتنوعة تدور كلها في فلك الشعر والشعراء، والتفاعل مع القصيد ومفارقاته. وجاء الكتاب الصادر عن "الآن ناشرون وموزعون" في الأردن ضمن منشورات الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء، في 160 صفحة من القطع المتوسط، وضم ثماني وعشرين مقالة، حول بدايات الشاعر وعلاقته بالشعر والشعراء عبر عصور الشعر الموغلة في القدم منذ المعلقات وشعراء الجاهلية وحتى أولئك الشعراء المعاصرين. يقول يونس البوسعيدي في أولى مقالاته: «الشِّعْر في داخلي كائنٌ "تِنينيٌّ" يطرحُ أسئلته المزمنة عن هُويَّته (سيرورته وصيرورته)، عن جدواه حين يُمسكه العقل كلوغاريتمات لا أجدُ لها حلًّا، وحين يستريح في حُريَّته ويطير محلِّقًا في خرافته لا أجدُني أستطيع الإمساك به، وأحسُّه متجبِّرًا متكبِّرًا على الوضوح والشفافية، الشعر هو ابْنُ السماء الذي رماني بقلقِ عدم الرضا، يلعبُ بي كطائرة ورقية بين يدي الأطفال، ومع ذلك فهذا الوحيد الجاذبي إلى عمق وحدته، وهو العباءةُ الكونية التي ألفُّ داخلها مجرَّاتٍ إنسانيةً ووطنيَّة ذاتية، وهو مالئي بهواء الأنا، الراسمي في المرايا المحدَّبة بضجيج أصوات العماليق، الرافعُ دويَّ اسمي كالأذان، الراسمي بألوانه في صفحة الوجود. ربما أنا جسدٌ آيل لرماد النسيان لولاه". وفي حديثه عن الشعر العماني بالتحديد يرى البوسعيدي أن الشعر العماني مظلوم في بيئته فلا بُدَّ على كل مُحِبٍّ لِعُمان قادرٍ على بعْثِ هذا الإرثِ أنْ يقومَ...

“ترانيم.. ثلاث مسرحيات” لعبد الفتاح رواس قلعه جي.. ثلاث ترنيمات في الحب

يشتمل كتاب "ترانيم.. ثلاث مسرحيات" لعبد الفتاح رواس قلعه جي على ثلاث مسرحيات، هي: "دالية عنب"، و"أميمة والشنفرى"، و"الطريق إلى السدرة" قال عنها الكاتب إنها ثلاث ترنيمات في الحب. وجاء الكتاب الصادر عن "الآن ناشرون وموزعون" في الأردن ضمن منشورات الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء، في 382 صفحة من القطع المتوسط. يقول عبدالفتاح قلعه جي في مقدمته للكتاب: "في مسرحية "دالية عنب" ثمة تماهٍ وتوحُّد بين ثلاثة أقانيم للحب: الأم، الابن، الطبيعة المتمثلة بدالية العنب، وذلك من خلال سيرة ذاتية للكاتب، وسيرة موضوعية للمجتمع المحيط، مع إشارات إلى العزلة التي يعانيها المرء عندما يبلغ سن الشيخوخة". ويردف قلعه جي: "في مسرحيتَي "أميمة والشنفرى" و"الطريق إلى السدرة" ثمة تقابل بين: 1- حب أرضي هو ما بين حبيبين في بيئة اجتماعية محافظة قاسية. 2- حب متعالٍ يمزج ما بين حب الإنسان للإنسان وحبه لنور الأنوار، الكلي الجمال والقدرة، وحب هذا النور الكلي للإنسان وأصفيائه من بني البشر، وذلك في كينونة متبادلة بين طرفي الحب. وقد جاءت مسرحية "أميمة والشنفرى" شعرية اللغة، و"الطريق إلى السدرة" شعرية وشاعرية، أو هي شعرية بنبضها الإيقاعي الداخلي. وقد أفسح قلعه جي في مسرحية "أميمة والشنفرى" - مجالًا لأنْ تُقدَّم على أنها مسرحية عادية أو أوبريت، إلا أنها لن تكون أوبريتًا موسيقيًّا مرحًا ذا نهاية سعيدة شأن غالبية هذا النوع الغنائي الموسيقي، وإنما الأكثر...