قراءة في رواية “المرتزق رقم 9” لسميحة التميمي.. كان عليها أن لا تموت!
د. خالد بن سفير القرشي - المملكة العربية السعودية أولاً : مقدمة لابد منها : أود البدء من مراد الله، يوم أراد الوجود الإنساني على الأرض، يوم أراد جل في علاه، أن يجعل الإنسان خليفة في الأرض، فقال للملائكة : ﴿ إِنّي جاعِلٌ فِي الأَرضِ خَليفَةً قالوا أَتَجعَلُ فيها مَن يُفسِدُ فيها وَيَسفِكُ الدِّماءَ وَنَحنُ نُسَبِّحُ بِحَمدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قالَ إِنّي أَعلَمُ ما لا تَعلَمونَ﴾.فأراد أن يجعلنا في الأرض أقواما يَخْلُف بعضُنا بعضًا لعمارتها. فقالت له الملائكة : ما الحكمة في خلق هؤلاء؛ خشية الإفساد في الأرض وإراقة الدماء ظلمًا وعدوانًا، يا ربنا نحن طوع أمرك، ننزِّهك التنزيه اللائق بحمدك وجلالك، ونمجِّدك بكل صفات الكمال والجلال؟ فقال الله لهم: إني أعلم ما لا تعلمون من المصلحة الراجحة في خلقهم.ومن هذه الآية الكريمة الواضحة الجليلة الصريحة، تتجلى لنا مخاوف الملائكة، مخاوفها السابقة لنا، ولكل هذا الوجود الإنساني الذي نراه ونعيشه، ونرى عظائمه وعواقبه، من إفساد في الأرض، ومن إراقة الدماء! .. أقول هذه المقدمة التذكيرية بالوجود الإنساني الأول، وبلحظة ميلاه، لنعلم أننا أمام رواية توافق الملائكة حسا وأدبا، رواية وجودية إنسانية أصيلة المبدأ، عميقة الغور، بعيدة المرمى، نبيلة الغايات، وجدانية الفيض، أدبية الصبغة، صوفية النزعة!ولأن الكاتبة عربية أردنية وترجع أصولها إلى نجد الخليج وتسكن في الشارقة، فقد استحقت أن تكون متحدثة...